محتويات
الجمهورية الفرنسية
تعدُّ فرنسا من البلدان القديمة تعود بنشأتها للعصور الوسطى، وهي ذات نظام جمهوري لرئيسها سلطةٌ ودورٌ قويٌّ في الحكم، يحدُّها من الشَّمال الشَّرقي اللوكسمبورغ وبلجيكيا، وفي الشَّمال الغربيِّ قناة اللامانش الإنجليزية، في حين أنَّ حدودها الشَّرقية هي ألمانيا وإيطاليا وسويسرا، ومن الغرب خليج بسكاي أمَّا حدودها الجنوبية أندورا واسبانيا والبحر المتوسط عاصمتها باريس أو مدينة النُّور كما تُسمى والتي تعدُّ مركزًا ثقافيًا وهي من أضخم مدن أوربا، أثبتت فرنسا تواجدها كمؤسس للاتِّحاد الأوربي وممثِّلٍ بارزٍ في حلف النَّاتو بالإضافة إلى أنَّها أحد الدُّول الدَّائمة العضوية في الأمم المتَّحدة، يرى الشَّعب الفرنسي في دولته بأنَّها بلد الحرية حيث نادت بالعلمانيَّة، إلَّا أنَّها تناقض هذا حينما تمنع المسلمين على أراضيها من ممارسة بعض طقوسهم الدِّينيَّة، تتميَّز فرنسا بطبيعتها التي تستقطب ما يقارب سبعة مليون سائح سنويًا بالإضافة لعددٍ من مناطقها السِّياحيَّة والأثريَّة كبرج إيفل، وكما أثبتت لغة وثقافة فرنسا عالميتهما كذلك أثبت علمها عالميَّته وسيتمُّ الحديث عن تاريخه.[١]
تاريخ علم فرنسا
أثناء البحث عن تاريخ علم فرنسا، تبيَّن أنَّه العلم الذي غزا أكثر أعلام دول العالم، فكثيرًا ما يُرى علم فرنسا وقد احتلَّ زاوية العديد من الأعلام أسوةً بدولته التي احتلت تلك الأراضي واستعمرتها، وقد مرَّ هذا العلم بالعديد من المراحل التَّاريخيَّة التي سيتمُّ الحديث عنها فيما يأتي.
علم فرنسا في العصور الوسطى
لقد اشتهرت فرنسا بفترة ما بالعديد من الرَّايات التي اختلفت نقوشها والشِّعارات المتواجدة عليها، ولكن أول رايةٍ وقف عليها بالتَّاريخ الفرنسي، هي راية القديس دينيس والتي تزيَّنت بمساميرها الذَّهبية التي كان تعدادها اثنين أو ثلاثة أو خمسة، وخلال العصور الوسطى، ومن ثمَّ اتَّخذت عائلة فالوا الحاكمة لفرنسا شعارها باللون الأزرق، أصبحت الألوان الزرقاء والذّهبية والحمراء تمثل الحكومة الفرنسية، حيث ارتبطت صورة ملوك فرنسا بذاك المعطف الأزرق والذي تزيَّن بالزهور الذَّهبيَّة وتحته ثوبٌ أحمر اللون، وخلال حروب المئة عام مع إنجلترا تمَّ تبديل العلم ليكون عبارة عن خلفية زرقاء وعليها صليب أبيض، وقيل أنَّ هذا اللون الأبيض في العلم اشتُق من علم القائدة الثَّوريَّة جان داراك والذي كان عبارة عن قماشة بيضاء مع تصوير رسم تمثيلي للملائكة بمعتقداتها في كل جانب، وقد كُتب عليه عبارة بتقديس السَّيدة مريم العذراء.[٢]
علم فرنسا ما بين عام 1814 - 1830
في أعقاب هزيمة نابليون في حروبه أمام خصومه وتولي سلالة بوربون السَّلطة، تمَّ تبديل علم فرنسا الثلاثي الألوان في عام 1814 لرايةٍ بيضاء عليها شعار نبالة بوربون، ومن ثمَّ تمَّ تعديله بعد الانتهاء من ثورات الدِّين الفرنسيَّة ليصبح عبارة عن علم أبيض اللون يزدان بالزَّهرات الذَّهبية ويتوسطه شعار نبالة بوربون، إلى أن قامت ثورة 1830 وغيَّرت العلم مرَّة أخرى.[٢]
علم فرنسا الحالي
لقد ارتبطت ألوان العلم الفرنسي بالثَّورة الفرنسيَّة عام 1790، حيث دخل في زيِّ الثًّوار اللونان الأزرق والأحمر، وقيل أنَّه تمَّ إدخال اللون الأبيض فيما بعد من الشِّعار الملكي، ليصبح علم فرنسا عبارة عن ثلاث خطوط عمودية هي الأزرق والأبيض والأحمر، وقد أحرز نابليون بونابرت الانتصارات السَّاحقة لدولة فرنسا تحت علم تريكولور والذي يعني العلم ذو الثلاثة ألوان، إلَّا أنَّه تم إنزال هذا العلم ما بين عام 1814 و1830، لتنشب بعد ذلك ثورة عام 1830 حيث تولى لويس فيليب العرش في فرنسا، وفي عام 1848 أُعيد العلم ثلاثي الألوان إلى الصَّدارة وليتمَّ رفعه من جديد، وفي عام 1794 تمَّ تبني العلم الثلاثي الألوان كعلمٍ ورمزٍ وطنيٍّ لفرنسا.[٢]
علم فرنسا: ألوانه ومعانيها، وسبب اختيار هذا الشكل له
لقد تمسَّك الشَّعب الفرنسي بتصميم علمهم ذو الثَّلاثة الألوان بشكل واضح، فهم اعتبروا أنَّ هذا العلم هو رمزٌ لقوتهم وامتدادهم العسكريِّ والسياسيِّ على مناطق العالم، حتَّى أنَّ بعضهم حاول تغير علم فرنسا لعلمٍ شيوعيٍّ، ولكنه جوبه بموجةِ غضبٍ شعبيَّةٍ وحركات رفضٍ صارمة، ولألوان علم فرنسا معانٍ ورموزٍ سيتمُّ ذكرها فيما يأتي:
لون العلم الفرنسي
لقد قيل في ألوان العلم الفرنسي أنَّها كانت مستمدَّةً من الألوان التَّقليديَّة في باريس، حيث اختصَّ القديس مارتن عندهم باللون الأزرق، وكان اللون الأحمر من نصيب القديس دينيس، أمَّا اللون الأبيض فهو لونٌ قديم استُخدم في رايات فرنسيَّة، وقيل أيضًا بل هي مستمدة من ثياب الثَّوار الذين ارتدوا القبعات الزَّرقاء والحمراء أثناء اقتحام سجن الباستيل.[٢]
معنى ألوان العلم الفرنسي
صحيحٌ أنَّ العلم الفرنسي قد استمدَّ ألوانه من تلك الألوان التَّقليديَّة، إلَّا أنَّ هناك لكل لونٍ رمزٌ وتفسيرٌ قد تمَّ التَّعارف عليه بين أوساط الشَّعب الفرنسي، ومن تلك التَّفاسير والرُّموز ما يأتي:[٢]
- التَّفسير الأول: هناك من ربط هذه الألوان بالمتقدات الدِّينيَّة عندهم، فقال أنَّ اللون الأزرق والأحمر مرتبط بالسِّيدة مريم العذراء والتي ادَّعوا أنَّها ترعى فرنسا وتحميها.
- التَّفسير الثَّاني: في حين أنَّ هناك من ربط هذه الألوان بطبقات المجتمع، فقالوا أنَّ اللون الأزرق هو رمزٌ للبرجوازية وهي الطَّبقة الرَّفيعة في المجتمع، وقالوا أنَّ اللون الأبيض هو رمزٌ لرجال الدِّين المسيحيِّ وهم المتوسطون، أمَّا اللون الأحمر فهو رمزٌ للنُّبلاء الذين يأتون في نهاية المطاف.
- التَّفسير الثَّالث: ومما قالوه أنَّ الألوان هي تعبير عن العدالة والنَّقاء للون الأبيض باعتباره لونًا ملكيًّا، واختصَّ بالمساواة والقوميَّة اللونان الأحمر والأزرق باعتبارهما من الألوان الشَّعبيَّة.
التَّصميم الهندسي للعلم الفرنسي
يتميَّز التَّصميم الهندسي للعلم الفرنسي بثلاثة أعمدة رأسيَّة مرتَّبة من اتجاه الرَّافعة نحو الجانب الخفاق، باللون الأزرق ثمَّ الأبيض وأخيرًا اللون الأحمر، وتلك الأعمدة متساوية الحجم والنِّسب باستثناء الرَّايات البحريَّة حيث نسبة اللون الأحمر فيها هي الأوسع، وللعلم نسخة داكنة اللون ونسخة فاتحة قدَّمها الرئيس الفرنسي فاليري جيسكار ديستان.[٢]
تحية العلم الفرنسي واستخداماته
لقد كان العلم الفرنسي من أكثر الأعلام استخدامًا ويرجع ذلك إلى الرُّقعة الشَّاسعة التي احتلتها فرنسا، فكان يرفع في زوايا أغلب الأعلام التَّابعة لأراضيها المحتَّلة، أما في الوقت الحالي فالعلم الفرنسي يُرفع بالمباني الحكوميَّة وعلى جدران البلديَّات أو مجالس القضاء، بالإضافة لتزيين الزيِّ الحكوميِّ فيه ببعض المناسبات الوطنيَّة، ويقوم الشَّعب الفرنسي بتحيَّة العلم وإظهار الولاء فهم يقفون بثبات وشموخ أثناء رفع علمهم في حال استقبال الوفود الأجنبيَّة، أو حتى في ساحات المدارس.
حقائق مثيرة حول علم فرنسا
يختَّص العلم الفرنسي بمجموعة من الحقائق التي قد تثير انتباه قارئها وذلك لغرابتها، ومن تلك الحقائق التي لا بدَّ من الإشارة إليها ما يأتي:
- أنَّ للعلم الفرنسي نسختان الدَّاكنة والتي تُرفع في ساحات المدينة وقاعات المؤتمرات والمؤسسَّات الحكوميَّة، أمَّا الفاتحة فمخصصَّة لشاشات التَّلفاز والشَّاشات الرَّقمية.
- علم فرنسا من الأعلام التي أُجريت عليها التَّعديلات الغريبة، فقد كان في عام 1790 ألوانه مرَّتبة الأحمر والأبيض ومن ثمَّ الأزرق، فعُكِست في عام 1794 لتصبحَ الأزرق والأبيض ومن ثمَّ الأحمر.
- يثبَّت العلم الفرنسي خلف الرئيس أثناء إلقاء خطاب تلفزيونيِّ.
- يزِّين العلم الفرنسيِّ الكتف الأيمن لأعضاء البرلمان كوشاحٍ أثناء الاحتفالات.
- هناك بعض المناطق الفرنسية كسانت بيير وميكلون لا ترفع العلم الفرنسي على أراضيها وإنَّما تقتصر على أعلام تحمل رموزًا إقليميَّةً فرنسيَّةً.