جمهورية قبرص
إنَّ قبرص هي جزيرةٌ تقع في البحر الأبيض عاصمتهانيقوسيا، غالبية سكانها من الأتراك واليونان ولهذا تنقسم ديانتها ما بين المسيحيَّة لليونانين والإسلام للأتراك، يحدُّها من الغرب سوريا ومن الجنوب تركيا وتحدُّها اليونان من اتِّجاه الجَّنوب الشَّرق، أُطلق عليها اسم دار الثَّعابين وذلك لانتشار الثَّعابين فيها في العصور القديمة، وقال فيها أحد الشُّعراء أنَّها أشبه بشجرة ذهبيَّة ملقاة في عرض البحر وذلك نسبة لجمال طبيعتها، تتميَّز بتعليمها القويِّ وتكاد تندر الأميَّة فيها، لقد عانت قبرص الكثير في فترات الاستعمار من قطعٍ لأشجارها وذلك بهدف صنع السُّفن منها، تعدُّ قبرص واحدةً من أكبر الدُّول التي تستخدم الطَّاقة الشَّمسية، وتتميَّز قبرص بانخفاض نسبة البطالة فيها وارتفاع المستوى الصّحي، يتمتَّع أهالي قبرص من اليونانيِّن والأتراك بالحفاظ على تقاليدهم والاحتفال بأعايدهم الدِّينيَّة، وقد برعوا بصياغة الفضَّة، وعملت الدَّولة على تشجيعهم من أجل إحياء ماضيهم ورقصاتهم الشَّعبيَّة، انتشر في قبرص فنون الطَّبخ المتأثرة ببلاد الشَّام والأناضول، وسيُذكر فيما يأتي تاريخ العلم الذي سيمثلها.
تاريخ علم قبرص، وسبب اختيار هذا الشكل له
تعدُّ قبرص قبلة الهجرات السُّكانيَّة من الأناضول وبلاد الشَّام، بالإضافة إلى أنَّها بما تحويه من خيرات وثروات كانت مطمعًا لكثيرٍ من الدُّول الاستعماريَّة، وجراء هذا تغيَّر علمها تبعًا للقوَّة التي سيطرت عليها، وسيرد ذكر تاريخ علم قبرص فيما يأتي:
علم قبرص في القرون الوسطى
لقد استطاع المؤرخون بعد البحث والتَّمحيص أن يقفوا على أولى رايات وأعلام قبرص، إذ كانت تلك الرَّاية تعود إلى العصور القديمة وهي كالآتي:
- علم القرن الخامس العشر: ومن خلال الرَّاية يمكن الاستشفاف أنَّ قبرص كانت تنتمي في ذلك الوقت للصليبيِّن، وذلك لأنَّ الرَّاية كانت عبارة عن أربع مربعات ثلاثةٌ منها تواجد عليها رسمٌ للأسد، والمربع الرَّابع من الزَّاوية العليا للعلم نُقش عليه رسمٌ للصَّليب.
- علم ما بين عام 1489 و 1571: لقد استطاعت البندقية في هذه الفترة أن تضمَّ الكثير من الولايات والمدن تحت رايتها، وكانت قبرص من ضمن تلك الأراضي التي ضُمت للبندقيَّة، وقد رُفعَ عليها ما بين 1489 - 1571 راية مزخرفة قرمزيَّة اللون، ويشغل رسمٌ للأسد ثلثي الرَّاية.
علم قبرص خلال الحكم العثماني
لقد كانت الامبراطوريَّة العثمانيَّة في فترة حكم البندقية لجزيرة قبرص في أوج قوتها، فسارعت لفتح قبرص ودخول أراضيها، واستمرَّ حكم العثمانيين لجزيرة قبرص قرونًا طويلة، وفي تلك الأثناء كانت رايات الحكم العثماني ترفرف على أراضي قبرص، معلنةً إياها جزء من الأراضي العثمانيَّة.
علم قبرص خلال الاستعمار البريطاني
لقد تشارك البريطانيون الحكم مع العثمانيين على أراضي جزيرة قبرص، حيث بقيت السِّيادة للأتراك، وتوَّلت بريطانيا السُّلطة الإداريَّة وفي هذه الأثناء مرَّ العلم بعدة مراحل هي كالآتي:
- علم اتحاد بريطانية عام 1878 : لقد عملت بريطانية على إدخال علمها إلى أراضي قبرص وذلك في عام 1878، وبالاتِّفاق مع الدَّولة العثمانية.
- علم بريطانية عام 1191: لقد أسفرت الحرب العالميَّة الأولى عن ضم جزيرة قبرص للأراضي البريطانيَّة آنذاك، وقد عيَّنت حاكمًا عليها ريتشارد الأول كمكافئةٍ له على مشاركته وإنجازاته أثناء الحروب الصَّليبيَّة، وقد اتَّخذ بدوره رايةً ثُبِّت عليها العلم البريطاني بالإضافة لرسم أسدين إلى جانب العلم البريطاني.
- أعلام محليَّة: على الرُّغم من اعتماد العلم البريطاني آنذاك كعلمٍ وطنيٍّ لدولة المستعمِر، إلَّا أنَّ السُّكان المحليين من يونان وأتراك لم يعترفوا بتلك الرَّاية، واستمرُّوا برفع أعلامهم اليونانيَّة والتُّركيَّة.
علم قبرص الحالي
لقد تمَّ إعلان قبرص دولة مستقلة وذلك بناءً على بنود معاهدة زيورخ ولندن، وكان تاريخ استقلالها في 6 أغسطس 1960، وكان من بنود الدُّستور لهذا البلد أن يكون العلم الذي سيُعتَمد لقبرص محايدًا لأعلام الأتراك واليونان، فلا يدخل في تصميمه اللون الأحمر أو اللون الأزرق، وقد تمَّ تصميم علم قبرص من قبل عصمت غوني وهو مدرسٌ تركيٌّ لمادة الفنون، وتقوم فكرة العلم على رايةٍ بيضاء تضمُّ خريطةً قبرص، ومن ضمن دستور البلد أنَّه بمقدور اليونانيين والأتراك رفع علم اليونان أو علم تركيا إلى جانب علم دولة قبرص.
وصف علم قبرص، ألوانه ومعانيها
إنَّ علم دولة قبرص من الأعلام الغريبة في العالم، والتي تثير الدَّهشة في النُّفوس للوهلةِ الأولى، ويرجع هذا الأمر لأنَّها أول دولة تضع خريطة بلادها على علمها بالإضافة إلى بعض الرُّموز التي سيتم شرح تفاسيرها فيما يأتي:
ألوان علم قبرص
لقد ورد في دستور البلاد بحقِّ العلم القبرصيِّ، أن يتجنَّب في تصميمه الألوان الزَّرقاء والحمراء الدَّالة على أعلام اليونان وتركيا، ومن الأمور الممنوعة في علم قبرص هو استخدام رمزي الهلال والنَّجمة، وعلى هذا كانت ألوان علم قبرص تقتصر على اللون الأبيض والأخضر والبرتقالي الذي يميل إلى لون النُّحاس.[١]
رموز علم قبرص
يعدُّ علم قبرص من الأعلام التي تتداخل الرُّموز في تصميمه، وذلك خشية تأجيج نيران العنف ما بين الشَّعب القبرصيِّ اليونانيِّ والشَّعب القبرصيِّ التّركي، وسيتمُّ الحديث عن هذه الرُّموز فيما يأتي:[١]
- اللون الأبيض: لطالما دلَّ اللون الأبيض في جميع أعلام العالم إلى السَّلام، فهو الرَّمز الذي يدلُّ على الصَّفاء والنَّقاء.
- أغصان الزَّيتون: لقد ازدان علم قبرص بغصني زيتون متقاطعين، وقد كانا يرمزان إلى السَّلام واتِّحاد أهل دولة قبرص.
- اللون النُّحاسي: إنَّ اللون المميز والغريب في علم قبرص هو اللون النُّحاسي الذي لم يُستخدم في رايةٍ قبلها، وهذا رمزٌ للثَّروة المعدنيَّة المتمثِّلة بالنُّحاس المتواجد في أراضيها.
الشكل الهندسي لعلم قبرص
لقد كان الشَّكل الهندسي لعلم قبرص الذي تمَّ اعتماده سنة 1960، عبارة عن رايةٍ مستطيلة الشَّكل عرضها ثلاثة أخماس طولها، ولكن في عام 2006 تمَّ تعديل الأبعاد للعلم بحيث يكون طوله ضعف عرضه كأغلب القياسات العالميَّة، ولم يرد أي قانون متعلِّق بحجم الجزيرة المتواجدة على العلم، مما يسبب التَّفاوت في حجمها من علم لآخر.[١]
تحية علم قبرص واستخداماته
لتعزيز الرُّوح الوطنيَّة اتجاه علم قبرص بين جميع طوائف المجتمع المختلفة، عمل دستور البلد على سنِّ قانونٍ بخصوص رفعه، فيحق لأي مواطن أن يرفع العلم القبرصي سواءً على الممتلكات العامة أو الخاصَّة، ويُرفع العلم على أبنية الدَّولة والمراكز الحكوميَّة، بالإضافة لتمثيل جمهورية قبرص في الاجتماعات الدُّوليَّة، ويقوم الشَّعب القبرصي بتحيَّة العلم وترديد النَّشيد الوطني أثناء رفعه.
المراجع
- ^ أ ب ت "Flag of Cyprus", en.wikipedia.org, Retrieved 2020-06-25. Edited.