ما هو علم موازين الشعر؟
علم موازين الشعر هو نفسُه علمُ العَرُوض الذي يبحث في موازين الشعر لمعرفة صحيح الشعر من باطله، ويتناول التفعيلات، والبحور، وكل ما يتعلّق بهما.[١]
واعتبر النّقاد علم العروض المقياس الفني الذي تُعرض عليه الأبيات الشعريّة للتأكّد من صحة وزنها، فرأوا أنَّ الشاعر الموهوب يستطيع قول الشعر دون علم بالعروض، ودون حاجته إلى دراسة قواعده ومصطلحاته، لما لهذا الشاعر من حسّ مرهف، وذوق رفيع.[٢]
ولكنهم رغم ذلك لم يجدوا غنى عن الانتفاع بهذا العلم، حتى إنَّ الشاعر المقتدر قد يخذله حدسه أحيانًا، وقد يقع في أخطاء وعيوب، فيكون علم العروض هو معينًا له على تصحيح الخطأ، وتلافي أيّ عيوب في النص الشعري. [٢]
واضع علم موازين الشعر
واضع علم العروض، هو الخليل بن أحمد الفراهيدي الأزدي البصري (100ه-175ه)، وهو من عظماء الأمة، وأحد أهم علمائها، وهو أول من فكّر بالحفاظ على اللغة العربيّة وصَوْنها، فألف كتابه "معجم العين".[٣]
وهو أول من شَكَّل الحركات على الحروف برسمها الحالي المعروف، ومن كتبه النفيسة التي لا غنى عنها في دراسة اللغة، "كتاب الإيقاع"، و"كتاب النقط والشكل"، و"كتاب العَروض".[٣] ووضع الخليل بن أحمد للشعر 15 بحرًا، ثم جاء الأخفش الأوسط، وزاد عليه بحرًا واحدًا هو "بحر المتدارك".[٣]
بحور الشعر العربي
المقصود بالبحر هو أحد الأوزان التي نَظَم عليها العرب شعرهم، وقد سمّي بحرًا؛ لأنه يوزن به ما لا يتناهى من الشعر، لذلك شُبّه بالبحر مهما أخذت منه فإنه لا ينقص، وقال أحد المُحدثين بأن الوزن سمّي بحرًا تشبيهًا لشطريه بالشاطئين.[٤]
والأوزان العربيّة هي 16 بحرًا، وقد نَظَم صفي الدّين مفاتيحها لتسهيل حفظها، ويأتي تفصيل الحديث عن البحور الشعريّة ومفاتيحها على النحو الآتي:[٤]
- بحر الطويل
يتكون البحر الطويل من 8 تفعيلات، 4 لكل شطر، ومفتاحه:
طويلٌ له دون البحور فضائل ** فَعُولُن مَفَاعِيلُن فَعُولُن مَفَاعِيلُن
- البحر المديد
يتكون البحر المديد من 6 تفعيلات، 3 لكل شطر، ومفتاحه:
لمديد الشعر عندي صفات ** فَاعِلاتُن فَاعِلُن فَاعِلاتُن
- البحر البسيط
للبحر البسيط 8 تفعيلات، 4 تفعيلات لكل شطر، ومفتاحه:
إنّ البسيط لديه يُبسط الأمل ** مُسْتَفعِلُن فَاعِلُن مُسْتَفعِلُن فَعِلُن
- البحر الوافر
للبحر الوافر 6 تفعيلات، لكل شطر 3 تفعيلات، ومفتاحه:
بحورُ الشعر وافرها جميلُ ** مُفَاعَلَتُن مُفَاعَلَتُن فَعُولُن
- البحر الكامل
للبحر الكامل 6 تفتيلات، لكل شطر 3 تفعيلات، ومفتاحه:
كمل الجمالُ من البحور الكاملُ ** مُتَفَاعِلُن مُتَفَاعِلُن مُتَفَاعِلُن مُتَفَاعِلُن
- بحر الهَزَج
لبحر الهزج 4 تفعيلات، لكل شطر تفعيلتان، ومفتاحه:
على الأهزاجِ تسهيل ** مَفَاعِيلُن مَفَاعِيلُن
- بحر الرجز
لبحر الرجز 6 تفعيلات، 3 تفعيلات لكل شطر. ومفتاحه:
في أبحر الأرجاز بحرٌ يسهُلُ ** مُسْتَفعِلُن مُسْتَفعِلُن مُسْتَفعِلُن
- بحر الرّمل
لبحر الرّمل 6 تفعيلات، لكل شطر 3 تفعيلات، ومفتاحه:
رَملُ الأبحر يرويه الثقات ** فَاعِلاتُن فَاعِلاتُن فَاعِلاتُن
- بحر الخفيف
للبحر الخفيف 6 تفعيلات، لكل شطر 3 تفعيلات، ومفتاحه:
ياخفيفًا خَفّت به الحركات ** فَاعِلاتُن مُسْتَفعِلُن فَاعِلاتُن
- بحر السريع
للبحر السريع 6 تفعيلات، 3 تفعيلات لكل شطر، ومفتاحه:
بحرٌ سريعٌ ماله ساحلٌ ** مُسْتَفعِلُن مُسْتَفعِلُن فَاعِلُن
- بحر المنسرح
لبحر المنسرح 6 تفعيلات، 4 تفعيلات لكل شطر شعري، ومفتاحه:
منسرحٌ فيه يُضرَب المَثَل ** مُسْتَفعِلُن مَفعُولَات مُفْتَعِلُن
- البحر المضارع
للبحر المضارع 4 تفعيلات، لكل شطر تفعيلتان، ومفتاحه:
- تُعدّ المضارعات ** مَفَاعِيلُن فَاعِلاتُن
- بحر المقتضب
للبحر المقتضب 4 تفعيلات، لكل شطر تفعيلتان، ومفتاحه:
اقتضب كما سألوا ** فَاعِلات مُفتَعِلُن
- بحر المُجتث
للبحر المُجتث 4 تفعيلات، لكل شطر تفعيلتان، ومفتاحه:
إن جُثَّت الحركات ** مستفعِلُن فَاعِلاتُن.
- بحر المتقارب: للبحر المتقارب 8 تفعيلات، لكل شطر 4 تفعيلات.
ومفتاحه:
عن المَتقارب قال الخليل ** فَعُولُن فَعُولُن فَعُولُن فَعُولُن
- بحر المتدارك أو المُحدَث
للبحر المتدارك 8 تفعيلات، لكل شطر 4 تفعيلات، ومفتاحه:
حركات المُحدَث تنتقل ** فَعِلُن فَعِلُن فَعِلُن فَعِلُن
أهمية علم موازين الشعر
هناك فوائد جلية لعلم موازين الشعر، بوصفها أحد أهم علوم العربية، فلا يمكن الاستغناء عنه عند دراسة الشعر العربي، ومن أهم فوائده:[٣]
- صقل مواهب الشاعر، وتهذيبها، وتجنيبه لأي أخطاء أو انحرافات أثناء نظم الشعر.
- تأمين قائل الشعر على شعره من التغيير أو التحريف الذي لا يجوز الدخول فيه، أو تأمينه من ما يجوز وقوعه في موطن دون الآخر.
- معرفة أن الشعر ما كان له وِحدة إيقاعيّة متزنة، أي كلام موزون ومقفّى بوزن عربي، وتنزيه ما جاءنا من القرآن الكريم والسنة النبويّة الشريفة عن الشعر الذي هو قول البشر.
- التمكين من المعيار الدقيق للنقد، فدارس العروض هو مَن يملك الحكم الصحيح للتقويم الشعري، وهو الذي يميّز بين الشعر والنثر الذي قد يحمل بعض صفات الشعر.
- معرفة ما ورد في التراث الشعري من مصطلحات عروضيّة لا يمكن أن يعيها إلا مَن كان له إلمام بعلم العروض ومقاييسه.
- الوقوف على سمات الشعر، من اتساق للوزن، وتآلف للنغم، وملاحظة أثر علم العروض في غرس الذوق الفني وتهذيبه.
- القدرة على قراءة الشعر قراءةً صحيحةً سليمةً، والابتعاد عن أي أخطاء قد يسببها عدم الإلمام بعلم العروض.
كتب عن علم موازين الشعر
ومن أهم كتب علم موازين الشعر نذكر:
- موازين الشعر العربي باستخدام الأرقام الثنائيّة
هو من تأليف الدكتور محمد طارق الكاتب، صدرت الطبعة الأولى منه عام 1971م، تحدث عن بعض الأمور المتعلقة في موازين الشعر الحرّ، وأن استعمال الأرقام الثنائيّة في وزن هذا الشعر سيكون عاملًا مساعدًا في تطويره.[٥]
- موازين الشعر ومحاولات التجديد
كتاب من تأليف محمد أبو عامود، صدر عام 2008م، بحث الكتاب عن محاولات التجديد لعلم العروض، محاولاً عرضها في أسلوب بسيط مع تتبع محاولات التجديد منذ عصر الموشحات حتى شعر التفعيلة. [٦]
- علم العروض ومحاولات التجديد
كتاب من تأليف محمد توفيق أبو علي، صدر عام 2010م، والكتاب هو محاولة لدراسة التراكم التاريخي العروضي بعين نقديّة تدخل إلى الأعماق، وفيه بيّن الكاتب الثغرة الرئيسة في علم العروض، واقترح التجديد ليس هروبًا من التعقيد، بل على أمل إعطاء الكلمة العربيّة بُعدها الحقيقي وجمالها الإبداعي.[٧]
- أهدى سبيل إلى علميّ الخليل العروض والقافية
كتاب من تأليف العلّامة محمود مصطفى، صدر الكتاب عام 2002م، وقد تحدّث الكاتب فيه عن علم العروض والقافية، وعن بعض العيوب التي وجدها، وعن البحور الشعريّة عمومًا.[٨]
المراجع
- ↑ الدكتور محمد التونجي، الأستاذ راجي الأسمر، "علوم اللغة الألسنيات"، كتب، اطّلع عليه بتاريخ 19/10/2021. بتصرّف.
- ^ أ ب الدكتور غازي يموت، "بحور الشعر العربي"، مكتبة نور، اطّلع عليه بتاريخ 19/10/2021. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث سعد بن عبد االله الواصل، "موسوعة العروض والقافية "، المكتبة، اطّلع عليه بتاريخ 19/10/2021. بتصرّف.
- ^ أ ب د. رياض بن يوسف، "محاضرات في العروض والموسيقى "، جامعة قسنطينة كلية الآداب واللغات، اطّلع عليه بتاريخ 19/10/2021. بتصرّف.
- ↑ محمد طارق، "كتاب موازين الشعر العربي باستعمال الارقام الثنائية"، مكتبة نور، اطّلع عليه بتاريخ 19/10/2021. بتصرّف.
- ↑ محمد أبو عامود، "موازين الشعر ومحاولات التجديد"، مكتبة نور، اطّلع عليه بتاريخ 19/10/2021. بتصرّف.
- ↑ محمد توفيق أبو علي، "علم العروض ومحاولات التجديد"، مكتبة نور، اطّلع عليه بتاريخ 19/10/2021. بتصرّف.
- ↑ محمود مصطفى، "كتاب أهدى سبيل إلى علمي الخليل العروض والقافية"، مكتبة نور، اطّلع عليه بتاريخ 19/10/2021. بتصرّف.