محتويات
آراء العلماء حول وجوب الأضحية
تعددت آراء العلماء في حكم الأضحية على قولين رئيسين، وفيما يأتي بيانهما:
القول بوجوب الأضحية
يرى بعض الفقهاء أنَّ الأضحية واجبة على المسلم؛ بشرط أن يكون موسرًا غنيًّا، وأن يكون مقيمًا وليس مسافرًا، وأن يكون من أهل الأمصار والقرى والبوادي، ممَّا يعني أن الذي لم يضحِّ آثم، وهذا الحكم جاء عامًا، أي للرجل والمرأة.[١]
وقد ذهب إلى هذا القول: الإمام أبو حنيفة، وهو قول عند الإمام مالك والثوري والأوزاعي، وكان دليلهم من القرآن الكريم قول الله تعالى: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)،[٢] وموطن الاستدلال هو وجود الأمر في فعل: "وانحر"، ومن المعلوم أنّ الأمر يفيد الوجوب.[١]
واستدلوا أيضًا بقول الرّسول عليه السلام: (ومن ذبحَ قبلَ الصَّلاةِ فإنَّما هوَ لحمٌ قدَّمَه لأَهلِه ليسَ منَ النُّسُك في شيءٍ)،[٣] ووجه الدّلالة هو أنّه لو كانت الأضحية حكمها عدم الوجوب لَمَا أمر الرّسول -عليه الصلاة والسلام- إعادة الذّبح إذا تمَّت قبل صلاة العيد.[١]
واستدلَّ القائلون بالوجوب أيضًا بفعل الرّسول -عليه الصلاة والسَّلام-، حيث كان مواظبًا على الأضحية في كلّ عيد أضحى، والمواظبة تدلُّ على الوجوب، وقد اشترطوا لإتمام الذّبح أنّ تكون الذّبيحة من الأنعام؛ وهي الإبل والبقر والغنم، ووفق الشروط التي قررتها الشريعة الإسلاميّة، وأن تكون خالية من العيوب.[١]
إنَّ حكم وجوب الأضحية لا يُنظر فيه إلى جنس المضحي، لأنَّ النّصوص جاءت عامّة، ممَّا يعني أنّها واجبة على الرّجل والمرأة إذا كانت لديهم القدرة المالية على ذلك، ويأثم تاركها عندهم.
القول باستحباب الأضحية
ذهب أكثر العلماء إلى أنَّ الأضحية سنّة مؤكّدة؛ أي مستحبّة ومندوبة، وقد أكّد الشّرع على فعلها، ولكن ليس على سبيل الوجوب ولا يأثم تاركها، ومن الجدير بالذّكر أنّ الحكم لا يختلف إذا كان المضحّي ذكرًا أم أنثى، والسبب في ذلك أنّ الحكم ليس بواجب، لذلك يخيّر العبد بالأضحية.[٤]
وذهب إلى هذا القول أكثر أهل العلم ومن بينهم الكثير من الصَّحابة والإمام الشافعي والمشهور عن الإمام مالك وبعض تلامذة الإمام أبي حنيفة، واستدلُّوا بقول الرّسول الكريم: (إذا دَخَلَتِ العَشْرُ، وأَرادَ أحَدُكُمْ أنْ يُضَحِّيَ، فلا يَمَسَّ مِن شَعَرِهِ وبَشَرِهِ شيئًا)،[٥] ووجه الدلالة في هذا الحديث هو أنّ قول الرّسول لم يدلّ على الوجوب بل على التخيير.[٤]
ذهب أكثر العلماء إلى عدم وجوب الأضحية؛ لقول الرسول الكريم الذي ثبتت صحته، وفعل الصّحابة، وثبت هذا الحكم بأكثر من مذهب؛ كالشافعي والحنبلي والمالكي.
للتعرف على الشروط المتعلقة بالأضحية يرجى الاطلاع على هذا المقال: ما هي شروط الأضحية
ولمعرفة المزيد حول الأضحية وما الأمور الواجب قولها عند الذبح يرجى الاطلاع على هذا المقال: ماذا يقال عند ذبح الأضحية
ما هي الأضحية؟
الأضحية من الضحيَّة، وتعرّف بأنها ما يُذبح من النّعم للتّقرّب إلى الله تعالى، ويبدأ وقتها يوم النَّحر أول أيام العيد، ويستمرّ إلى آخر أيام التشريق، أي إلى اليوم الثالث من أيام عيد الأضحى المبارك، وسُميِّت بالضَّحية لأنَّها مقترنة بوقت الضَّحى، ومن الجدير بالذَّكر أنَّ مشروعيتها ثابتة في القرآن الكريم والسنة النبوية والإجماع.[٦]
تعرّف الأضحية بأنّها الذّبيحة التي فيها نيّة التقرب إلى الله تعالى، حيث تبدأ من أوّل أيام عيد الأضحى، إلى آخر يوم من أيام التّشريق الثلاثة.
لمعرفة الطريقة الصحيحة لذبح الأضحية يرجى الاطلاع على هذا المقال: طريقة ذبح الأضحية
المراجع
- ^ أ ب ت ث أبو بكر علاء الدين السمرقندي (1994)، تحفة الفقهاء (الطبعة 2)، لبنان:الكتب العلمية، صفحة 81-88، جزء 3. بتصرّف.
- ↑ سورة الكوثر، آية:2
- ↑ رواه أبو نعيم، في حلية الاولياء، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم:215، صحيح ثابت.
- ^ أ ب محمد عبدالقادر أبو فارس (2009)، أحكام الذبائح في الإسلام (الطبعة 2)، الأردن:الفرقان، صفحة 127-128. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1977، صحيح.
- ↑ ابن منظور (1414)، لسان العرب (الطبعة 3)، لبنان:صادر، صفحة 476، جزء 14. بتصرّف.