يسود الاعتقاد أن أمراض القلب والحاجة لإجراء العمليات الجراحية فيه تصيب الرجال أكثر من النساء. لكن هذا الاعتقاد خاطئ إلى حد كبير.
هنالك اعتقاد سائد بأن أمراض القلب تصيب الرجال فقط. إلا أن هذا الاعتقاد صحيح جزئيا فقط، وليس بالكامل. فالأمراض التي تؤدي لحصول النوبة القلبية، تعتبر نادرة لدى النساء في جيل الخصوبة. لكن ما أن تنتهي فترة خصوبة المرأة (أي مع انقطاع الطمث) حتى يصبح احتمال إصابة المرأة بنوبة قلبية مساويا لاحتمال الإصابة لدى الرجال. ولا بد من الإشارة هنا إلى أن النوبات القلبية تعتبر مسبب الوفاة الأول لدى النساء بعد جيل الخصوبة.
تختلف أعراض مرض القلب لدى النساء عما هي عليه لدى الرجال. لذلك، في كثير من الأحيان، عندما تصاب المرأة بالذبحة الصدرية، تكون الأعراض التي تعاني منها غير واضحة وغير محددة، مما يزيد من صعوبة عملية التشخيص.
بالإضافة إلى ذلك، هنالك أمراض قلب تخص النساء تحديدا. أحد هذه الأمراض هو قصور القلب بعد الولادة، الذي يعتبر مرضا قلبيا نسائيا، غير أن سببه المباشر لم يعرف حتى الآن. في معظم الحالات، تكون هذه الظاهرة مؤقتة وتتم السيطرة عليها بواسطة العلاج خلال أشهر قليلة، لكنها - في بعض الحالات النادرة- قد تتعقد وتتطور إلى حد تصبح فيه هناك حاجة لزرع قلب.
من الظواهر الأخرى التي تحصل لدى النساء فقط، بعض الأمراض القلبية التي تصيب المرأة خلال الحمل، وتستدعي التدخل الجراحي عبر عملية القلب المفتوح، على الرغم من حمل المرأة. من الممكن أن تنبع ضرورة إجراء جراحة في القلب خلال فترة الحمل من تمزق في الشريان الأبهر بسبب إصابة ما، أو من الإصابات المتكررة بالنوبات الدماغية الناتجة عن عاهة خلقية (مولودة)، أو حتى من مرض في صمامات القلب، قد يعرض حياة المرأة للخطر، مما يستدعي التدخل العلاجي السريع.
في معظم الحالات، لا تعاني النساء من أي مشكلة في الحمل مرة أخرى بعد العلاج الجراحي.
من المهم أن تتنبه المرأة التي تتناول الأدوية المسيّلة للدم بعد العملية، لنوع الأدوية التي تتناولها، لأن بعض أنواع هذه الأدوية قد تسبب حدوث عاهات خلقية لدى الجنين.
عند المقارنة بين نسب الوفاة بعد عمليات القلب بين الرجال والنساء، نلاحظ أن نسبة الوفاة بين النساء تكون أكبر، وهو الأمر الذي أدى بالطب إلى تبني طرق العلاج الوقائي والمحافظ مع النساء، وعدم التسرع باللجوء إلى العلاجات الباضعة. العامل الأول الذي يؤثر على زيادة احتمالات الوفاة لدى النساء هو وزن الجسم الخفيف نسبيًا. ففي معظم الحالات، يكون الأشخاص ذوي الوزن الخفيف أكثر عرضة لمخاطر العمليات الجراحية.
من القضايا الهامة الأخرى - وإن كانت لا تخص النساء وحدهن إلا أنها تمس بهن بشكل أكبر - هي قضية الندبة التي تتركها العملية الجراحية على طول الصدر. الإمكانية الوحيدة لعدم ترك ندبة كبيرة وظاهرة للعيان، هي إجراء عملية قلب صغيرة شبه باضعة، يتم خلالها الدخول إلى تجويف الصدر عبر شق صغير في ثنية الجلد الواقعة تحت الثدي مباشرة، بحيث تكون الندبة، بعد العملية، مغطاة بالثدي نفسه.
تلخيصا لما جاء، من المهم زيادة الوعي حول أمراض القلب التي تصيب النساء، لدى النساء أنفسهن وكذلك لدى الأطباء الذين عليهم أن يتعاملوا مع أعراض المرض لدى النساء كما يتعاملون معها لدى الرجال، وكذلك تشجيع إجراء الفحوص والاختبارات الهادفة للكشف المبكر عن هذه الأمراض وعلاجها.