عملية استئصال الباسور أسباب إجرائها والنتائج المنتظرة منها

كتابة:
عملية استئصال الباسور أسباب إجرائها والنتائج المنتظرة منها

نظرة عامة عن عملية استئصال الباسور

تسمّى جراحة إزالة البواسير باستئصال البواسير حيث يقوم الطبيب بعمل جروح صغيرة حول فتحة الشرج لقطعها، وهناك أيضًا إجراءات تُقلّص البواسير أو تزيلها مثلالليزر والتي يمكن إجراؤها في عيادة الطبيب، وعلى الرغم من أنّ هذه الطريقة أقل إيلامًا ومضاعفاتها أقل إلاّ أنّ الجراحة قد تكون أفضل على المدى الطويل، فبالنسبة لبعض الأشخاص لا يكفي اتباع نظام غذائي وحياة صحية لعلاج البواسير،[١] وعملية استئصال البواسير هي عملية جراحية لإزالة البواسير الداخلية أو الخارجية واسعة النطاق أو الشديدة، حيث يعد استئصال الباسور الجراحي العلاج الأكثر فعالية على الرغم من ارتباطه بأكبر عدد من المضاعفات، ويتم إجراء استئصال الباسور عند حدوث أعراض من الدرجة الثالثة والرابعة أو في حالة البواسير الداخلية والخارجية المختلطة، وعند وجود حالات أخرى في الشرج تتطلب جراحة، وفي حالة البواسير الداخلية الخانقة، وفي حالة وجود بواسير خارجية مخثّرة، ويتم اللجوء للتدخل الجراحي في حالة عدم تحمّل المريض لمحاولات العلاج الأخرى أو فشلها.[٢]

أسباب إجراء عملية استئصال الباسور

يتم اللجوء لإجراء عملية الباسور عندما تكون الأعراض تسبب ألما كبيرًا للمريض، ويعد هذا خيارًا للأشخاص الذين يعانون من أعراض لا تستجيب لأشكال العلاج الأخرى مثل التغييرات الغذائية، حيث يكون الهدف من الجراحة هو جعل البواسير تتقلص أو تختفي وذلك من خلال إزالة الباسور أو تقليل تدفق الدم إلى البواسير، ومن الجدير بالذكر أن البواسير عبارة عن عروق أصبحت ملتهبة موجودة داخل أو حول فتحة الشرج والمستقيم السفلي، وهي حالة شائعة جدًا تؤثر على حوالي 1 من كل 20 شخص في الولايات المتحدة، وهي عبارة عن نوعين والتي تصنّف حسب موقعها فهناك البواسير الخارجية والتي تتشكل تحت جلد فتحة الشرج، والبواسير الداخلية وتتشكل داخل بطانة الشرج والمستقيم السفلي، وفي كثير من الحالات تحدث البواسير دون أعراض وفي حالات أخرى تكون الأعراض غير مريحة وتتطلب العلاج ومنها:[٣]

  • أعراض البواسير الخارجية: والتي تشمل حكة وألم حول فتحة الشرج خاصةً عند الجلوس، وكتل طرية حول فتحة الشرج.
  • أعراض البواسير الداخلية: وتشمل نزيف أثناء حركة الأمعاء، والباسور الذي يسقط من فتحة الشرج والمعروف باسم التدلي.

كيفية الاستعداد لعملية استئصال الباسور

من المهم أن يتم إخبار المريض بكل ما يتعلق بالعملية الجراحية إلى جانب المخاطر والفوائد والمضاعفات، ومن جهة أخرى يجب أن يخبر المريض الطبيب بكل الأدوية والمنتجات الصحيّة الطبيعيّة التي يتناولها حيث يمكن لبعض هذه الأدوية أن يزيد من خطر النزيف أو أن تتفاعل مع التخدير، ومن هذه الاستعدادات ما يأتي:[٤]

  • إذا كان الشخص المقدم على الجراحة يتناول الأسبرين مثلًا أو أي مخفف دم آخر فلا بد من سؤال الطبيب إذا ما يجب التوقف عن تناوله قبل الجراحة،
  • سيقوم الطبيب بدوره بإخبار المريض بالأدوية التي يجب تناولها أو إيقافها قبل الجراحة، فبعض الأدوية قد تحتاج إلى التوقف عن أخذها قبل أسبوع أو أكثر من موعد العملية الجراحية،
  • كما أنه من الجيّد أن يقوم المريض عند إقباله على أي نوع من الجراحة بعمل خطة رعاية مسبقة ليتيح للطبيب والأقرباء معرفة ما يريده من رعاية صحية مما يجعل المريض مُهَيّأً بشكلٍ جيد للعملية، إذ يمكن أن تكون الجراحة مرهِقة فتساعد هذه المعلومات جميعها على الاستعداد للجراحة بأمان ودون توتر أو قلق،
  • قد يحتاج المريض إلى إفراغ القولون باستخدام حقنة شرجية أو مليّن وسيقوم الطبيب بإرشاد المريض كيفية القيام بذلك.

كيفية الإجراءات الجراحية لعملية استئصال الباسور

يمكن إجراء شق بيضاوي فوق الجلطة الدموية ويمكن إزالة الجلطة والضفيرة الدموية الباسورية بالكامل كقطعة واحدة، وعلى الرغم من أنه يمكن ترك الشق مفتوحًا حيث تم تجنب الخياطة في هذا المجال بسبب الخوف من المضاعفات، إذ إن شبكة الأوعية الدموية الغنية في أنسجة الشرج تساعد على الشفاء السريع، إلا أن العديد من الأطباء يفضلون وضع خيوط تحت الجلد للحد من آلام ما بعد الجراحة، وعند القيام بالعملية الجراحية يقوم المريض بخلع ملابسه من الخصر إلى الأسفل ويتم وضع وسادة ماصة تحت المريض، ففي بداية الإجراء يستطيع المريض أن يجلس على طاولة الفحص للتحدث إلى الطبيب وهذه الخطوة تساعد المريض على التخفيف من توتره وقلقه بشأن العملية، ثم يتم لف المريض إلى الجانب الأيسر في وضع الاستلقاء الجانبي الأيسر ويتم ثني الورك والركبة اليمنى حيث تغطي الخصر والأرجل وتكون جميع المعدات والأدوية المراد استخدامها أثناء العملية الجراحية جاهزة، أما عن كيفية الإجراءات الجراحية لعملية استئصال الباسور فهي تتم كالآتي:[٥]

  • يتم وضع المريض في وضع الاستلقاء على الجانب الأيسر ويقوم أحد المساعدين بفصل الأرداف أو لفها لرؤية الجلد حول الشرج بشكل واضح ويمكن رؤية القناة الشرجية باستخدام منظار lve's المغطى ب 2% من هلام الليدوكاين، إذ يجب تقييم مدى مرض الباسور واستبعاد أمراض الشرج الموجودة قبل الشروع بالإجراء الجراحي ويتم إجراء التنظير بالتناوب بعد إعطاء المريض المخدر.
  • يتم تنظيف الجلد حول الشرج والقناة الشرجية بمحلول بوفيدون اليود، ويتم اختراق قاعدة الباسور باستخدام إبرة قياس 25 أي 1 1/4 بوصة بما لا يقل عن 5 مل من 1%الليدوكائين، ويجب تجنب عمل العديد من أعواد الإبر في أنسجة الشرج لأن مواقع البزل يمكن أن تنزف بعد إزالة الإبرة، ولا بد من إخطار المريض قبل إدخال الإبرة في الأنسجة الرقيقة.
  • يتم إجراء استئصال مِغزلي بيضاوي الشكل في الجلد الشرجي والذي يغطي التخثر، ومن الأفضل عمل شق شعاعي يمتد من القناة الشرجية إذا ما تم إزالة الضفيرة الباسورية بأكملها، وبعض الأطباء يفضلون عمل شق محيطي للكشف عن مزيد من الجلطات وقد يصاحب هذا الشق نزيفًا قويًا والذي يمكن التحكم فيه بالضغط المباشر أو الكهربية إذا لزم الأمر.
  • يتم استئصال الباسور بشكل حاد باستخدام شفرة 15 أو مقص، وعادةً ما يتم إزالة الضفيرة الباسورية كاملة كقطعة واحدة متصلة بطبقة الجلد المغزلية ويجب على الطبيب تجنب قطع العضلة العاصرة تحت الأوعية الباسورية.
  • بمجرد إزالة الضفيرة والجلطة الباسورية يتم فحص قاعدة الجرح بحثًا عن جلطات صغيرة متبقية، ويمكن استئصال أنسجة أو جلطات البواسير بشكل حاد، ويختار بعض الأطباء إغلاق الجرح العميق بخيوط Vicryl القابلة للامتصاص تحت الجلد بعمق 0-4 لتجنب حدوث نزيف كبير بعد العملية، ويجب أن تكون الغرز تحت الجلد تمامًا ولا تخترق جلد الشرج ويمكن أن يؤدي إغلاق الجرح إلى تقليل النزيف وشعورًا بعدم الراحة في مكان الجرح وبدلًا من ذلك يفضِّل بعض الأطباء ترك الجرح مفتوحًا.
  • يجب فحص الجرح للإرقاء المناسب، إذا تم استخدام الإيبينيفرين لتخدير الجرح وكان الجرح غير مشبع فإن ذلك يجعل النزيف يستغرق وقتًا أطول حتى عدة ساعات بعد الجراحة بمجرد أن يزول تأثير الإيبينيفرين، ثم يتم وضع مرهم مضاد حيوي موضعي على موقع الجراحة ووضع 1 بوصة من الشاش 4*4 على الموقع بين الأرداف ويمكن إعطاء المريض شاشًا إضافيًا للاستخدام في المنزل.

النتائج المنتظرة من عملية استئصال الباسور

بعد إزالة البواسير يتوقع المريض أن يشعر بالتحسن بمرور كل يوم، وبالطبع ستكون منطقة الشرج مؤلمة وقد يستمر الألم لمدة تتراوح بين 2-4 أسابيع وقد يحتاج المريض إلى التدخل لعلاج الألم، ومن الشائع ملاحظة نزيف خفيف وسوائل صافية أو صفراء من فتحة الشرج وهذا يحدث على الأرجح عند حدوث حركة الأمعاء وقد تستمر هذه الأعراض لمدة تتراوح من شهر إلى شهرين بعد الجراحة، ويستطيع المريض بعد أسبوع إلى أسبوعين من إجراء العملية الجراحية القيام بآداء معظم أنشطته المعتادة ولكن يجب الحذر من القيام بأشياء تتطلب الكثير من الجهد ومن المهم تجنب رفع أشياء ثقيلة وتجنب التوتر لتجنب حركة الأمعاء، وتختلف فترة التعافي من شخص لآخر؛ فالبعض يتعافى سريعًا وقد يستغرق البعض الآخر مدةً أطول، ولابد للمريض اتباع مجموعة من الإرشادات والخطوات للمساعدة على التعافي بشكل أسرع وأفضل ومنها ما يأتي:[٦]

  • الحركة والمشي لتجنب حدوث الإمساك ولتنشيط الدورة الدموية.
  • الاستراحة عند الشعور بالتعب.
  • السماح للجسم بالتعافي من خلال عدم التحرك بسرعة وبشكل مبالغ فيه، وعدم رفع أي شيء ثقيل حتى مرور بعض الوقت والشعور بالتحسن.
  • بإمكان المريض الاستحمام كالمعتاد، وعند الإنتهاء تجفيف منطقة الشرج بالتربيت عليها.
  • قد يحتاج المريض إلى التوقف عن العمل من أسبوع إلى أسبوعين، ويعتمد ذلك على نوع العمل الذي يقوم به ومدى التحسن.
  • اتباع تعليمات الطبيبب في ما يخص تناول الطعام بعد الجراحة.
  • إضافة الأطعمة الغنية بالألياف إلى النظام الغذائي بعد يومين إلى ثلاثة أيام من الجراحة مما يجعل حركة الأمعاء أسهل، ويقلل من فرصة الإصابة بالبواسير مرة أخرى.
  • شرب الكثير من الماء، وقد يقترح الطبيب ملين خفيف وذلك لتجنب الإمساك.

مخاطر عملية استئصال الباسور

لابد من حدوث بعض المضاعفات والآثار الجانبية بعد عملية استئصال الباسور، ومن الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا لهذه العملية الألم والنزيف وعدم القدرة على التبول أو احتباس التبول مما يسبب إزعاجًا للمريض، وكما أي إجراء جراحي لا بد من بعض المخاطر ومنها ما يأتي:[٧]

  • حدوث نزيف من منطقة الشرج.
  • تجمع للدم في موقع العملية الجراحية والذي يسمى تورم دموي.
  • عدم القدرة على التحكم بالأمعاء أو المثانة فيعاني المريض من سلس البول.
  • التهاب المنطقة المصابة.
  • انحشار البراز في المنطقة الشرجية.

ما يمكن توقعه بعد إجراء عملية استئصال الباسور

عادةً ما يتم شفاء البواسير والتخلص منها بعد الجراحة، ولكن نجاح عملية استئصال الباسور على المدى البعيد يعتمد كثيرًا على قدرة المريض على تغيير العادات اليومية التي تؤثر على الأمعاء وذلك لتجنب الإمساك والتوتر، حيث إن حوالي 5 من كل 100 شخص مصاب بالبواسير يعود لديه بعد الجراحة، لذلك هناك بعض المضاعفات التي من الممكن أن تحدث بعد فترة زمنية من إجراء عملية استئصال الباسور ومنها:[٧]

  • تضيّق القناة الشرجية.
  • تكرار البواسير.
  • تكوُّن ممر غير طبيعي بين القناة الشرجية ومنطقة أخرى وهو ما يسمى بالناسور.
  • تدلّي المستقيم وهو ما يحدث عند انزلاق بطانة المستقيم من فتحة الشرج.

المراجع

  1. "Hemorrhoid Surgery", www.webmd.com, 2020-05-30, Retrieved 2020-05-23. Edited.
  2. "Hemorrhoidectomy", surgery.ucsf.edu, 2020-05-30, Retrieved 2020-05-30. Edited.
  3. "What to know about hemorrhoid surgery", www.medicalnewstoday.com, 2020-05-30, Retrieved 2020-05-30. Edited.
  4. "Hemorrhoidectomy: Before Your Surgery", myhealth.alberta.ca, Retrieved 2020-05-30. Edited.
  5. "Hemorrhoidectomy for Thrombosed External Hemorrhoids", www.aafp.org, 2020-05-31, Retrieved 2020-05-31. Edited.
  6. "Hemorrhoidectomy: What to Expect at Home", myhealth.alberta.ca, 2020-05-31, Retrieved 2020-05-31. Edited.
  7. ^ أ ب "Hemorrhoidectomy for Hemorrhoids", www.uofmhealth.org, 2020-05-31, Retrieved 2020-05-31. Edited.
6871 مشاهدة
للأعلى للسفل
×