محتويات
التهاب الزائدة الدودية
تُعرف الزائدة الدودية بأنها أنبوبة صغيرة توجد أسفل الأمعاء الغليظة لدى الإنسان في الجانب الأيمن السفلي من البطن، وبالرغم من عدم معرفة وظيفتها الأساسية، غير أنّ العلماء يعتقدون بأنّها مخزن البكتيريا النافعة في الأمعاء، لذا فإنّها تساعد في الشفاء من حالات الإسهال والتهابات الأمعاء المختلفة، وبالرغم من ذلك، يستطيع جسم الإنسان متابعة حياته طبيعيًا دونها إذا اضطر لاستئصالها عند إصابتها بالالتهاب.[١]
أسباب اللجوء إلى عملية الزائدة الدودية
يعدّ التهاب الزائدة الدودية اضطرابًا شائعًا يحدث عندما تتعرض الزائدة الدودية للعدوى أو الانسداد ببراز صلب أو جسم غريب، فتتكاثر البكتيريا وتتراكم داخلها بسرعة كبيرة، مما يؤدي إلى تكوين الصديد والقيح داخلها، والشعور بألم شديد عند منطقة السُرة، وسرعان ما ينتشر الألم إلى الجزء الأيمن السفلي من البطن، ويزداد عند المشي أو السّعل، بالإضافة إلى أعراض أخرى؛ مثل: الإصابة بانتفاخ البطن، والمعاناة من الإمساك أو الإسهال، والغثيان، والتقيؤ، وفقدان الشهية، وارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم، وتزداد الحرارة مع تطور المرض.[٢]
إنّ إهمال علاج التهاب الزائدة الدودية يُسبب انفجارها فتخرج محتوياتها الملوّثة من القيح وغيرها إلى الأمعاء وتجويف البطن، ممّا يسبب وقوع مضاعفات خطيرة؛ مثل: التهاب الغشاء البريتوني المهدّد لحياة المصاب، الذي يتطلب التدخل الجراحي الطارئ، ويطيل مدة بقاء المصاب بالمستشفى، أو قد يسبب انفجار الزائدة الدودية خرّاجًا ممتلئًا بالصديد داخل التجويف البطني، ومن هنا تأتي أهمية علاج التهابها، ويُعدّ التدخل الجراحي لاستئصال الزائدة الملتهبة العلاج الأفضل؛ إذ إنّ تأجيله يزيد من خطر تعرّض الزائدة للانفجار.[٣]
استئصال الزائدة الدودية
استئصال الزائدة الدودية علاج جراحي شائع وفعّال يُخلّص المصاب من مشكلة التهاب الزائدة الدودية، وسرعان ما يتعافى المصاب بعدها دون وقوع مضاعفات، ويوجد نوعان من عمليات استئصال الزائدة الدودية الجراحة المفتوحة، والجراحة بالمنظار؛ إذ يختار الطبيب نوع الجراحة اعتمادًا على عدة عوامل؛ بما في ذلك حدة التهاب الزائدة الدودية والتاريخ الطبي للمصاب.[٤]
الجراحة المفتوحة
يُحدِث الطبيب في هذا النوع شقًا واحدًا كبيرًا في الجانب الأيمن السفلي من البطن، ومنه يُزيل الزائدة الدودية، ثم يُغلق الجرح بالغرز، لكنّ الجراحة المفتوحة تسمح للطبيب بتنظيف تجويف البطن في حالة انفجار الزائدة، لذا فالجراحة المفتوحة الخيار الذي يفضّله الطبيب عند انفجار الزائدة، أو انتشار الالتهاب إلى الأعضاء المجاورة للزائدة، كما يفضّلها الطبيب إذا كان المصاب خاضعًا لجراحة سابقة في منطقة البطن.
الجراحة بالمنظار
يُحدِث الطبيب عدة شقوق صغيرة في أماكن مختلفة في البطن، ومنها يُدخل الأدوات الجراحية التي تبدو في شكل أنابيب رفيعة بها كاميرات وضوء لمساعدة الطبيب في رؤية الأعضاء داخل البطن، وتحديد موقع الزائدة الدودية بدقة، كما قد يستعين الطبيب بغاز ثاني أوكسيد الكربون داخل البطن لنفخها وتسهيل الرؤية، وعند الانتهاء من عملية الاستئصال يُنظّف الجروح، ويضع الضمادة اللازمة، وتُعدّ الجراحة بالمنظار أقلّ خطورة من الجراحة المفتوحة، وتحتاج إلى مدة تعافٍ أقصر؛ لأنّها طفيفة التوغل، وحجم الشقوق والجروح فيها يبدو صغيرًا جدًا، لذا يُفضّلها الطبيب إذا كان المصاب كبير السن أو مصابًا بالوزن الزائد.
الاستعداد لاستئصال الزائدة الدودية
غالبًا ما تبدو جراحة استئصال الزائدة الدودية طارئة؛ لذا فإنّ وقت التحضير لها يبدو قصيرًا، أمّا إذا قد خُطط لها من قبل، أو إذا توفّر وقت كافٍ قبل إجرائها تصبح الاستعدادات الآتية ضرورية:[٥][٤]
- تجنب تناول الطعام أو الشراب مدة 8 ساعات قبل العملية لتقليل خطر استنشاق أو دخول أي من محتويات المعدة إلى الرئة، كما أنّ المعدة الفارغة تُسهّل على الطبيب استكشاف البطن ورؤية الزائدة الدودية.
- تجنب تناول بعض الأدوية قبل الجراحة كما يوصي الطبيب؛ إذ ينصح الطبيب مريض السكري بعدم أخذ جرعة الأنسولين المعتادة في يوم الجراحة؛ لأنّ المصاب لن يتناول الطعام قبل الجراحة وبعدها.
- ينبغي إخبار الطبيب في حال وجود حمل، أو وجود حساسية تجاه مادة اللاتكس أو بعض الأدوية؛ مثل: المخدر، أو المعاناة من اضطرابات نزيف سابقة.
- قبل إجراء العملية لا بُدّ من تخدير المصاب تخديرًا كليًا غالبًا، لذا يجب أن يحرص المصاب على وجود أحد أقاربه معه في المستشفى ليصطحبه إلى المنزل بعد الجراحة، وفي بعض الحالات قد يُقرّر الطبيب استخدام المخدر الموضعي لتخدير منطقة البطن فقط.
- يحصل المصاب قبل الجراحة على محاليل وريدية وأدوية بالوريد.
إجراءات الشفاء بعد استئصال الزائدة الدودية
بعد الخروج من الجراحة يبقى المصاب تحت المتابعة الجيدة من الطبيب للتأكد من استيقاظه، ومتابعة تنفسه وضغط دمه ونبضه باستمرار، ويستمر الطبيب بإعطائه الأدوية التي تبقيه هادئًا بعد الجراحة، وعند وصول المصاب إلى البيت يجب عليه اتباع ما يلي:[٦]
- الالتزام بالراحة، وتناول الأدوية كما يصفها الطبيب.
- الاعتناء بالجرح كما يوصي الطبيب، وتغيير الضمادة الموجودة عليه فور تبلّلها أو تعرّضها للوسخ.
- الاستحمام أسفل الدش مع عدم الجلوس في حوض الاستحمام خلال الأسبوع الأول من الجراحة.
- الإكثار من تناول الألياف بعد الجراحة لتجنب الإصابة بالإمساك، وتتوفر الألياف بكثرة في الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة، كما يجب شرب ثمانية أكواب من الماء على الأقل يوميًا لتحسين حركة الأمعاء.
- ممارسة تمارين التنفس العميق وأخذ أدوية السعال التي قد يصفها الطبيب بعد الجراحة لتجنب الإصابة بعدوى الرئة بعد الجراحة.
- تجنب حمل أيّ غرض ثقيل خاصةً خلال الثلاثة أيام الأولى بعد الجراحة، وتجنب قيادة السيارة حتى يسمح الطبيب بذلك.
- الانتباه جيدًا للجرح، وملاحظة ظهور أيّ علامة من علامات الالتهاب، والتوجه للطبيب فور ظهورها؛ وهي: ألم البطن، أو الكتف المستمر الذي لا يتراجع أو يشتد، واحمرار أو تورم الجرح أو ظهور كدمات عليه، وارتفاع حرارة الجسم، والرجفة، والسعال، والشعور بالضعف، والتقيؤ، وصعوبة التبرز، أو الإصابة بالإسهال.
مضاعفات استئصال الزائدة الدودية
تُعدّ عملية استئصال الزائدة الدودية بسيطة نسبيًا، لكنّها قد تنطوي على بعض المخاطر مثل أيّ عملية جراحة، وهذه المخاطر تُعدّ أقل حدة من تلك المرتبطة بالتهاب الزائدة الدودية نفسها، وينبغي أن يناقش الطبيب هذه المخاطر مع المصاب قبل إجراء الجراحة، وفي ما يلي عدد من أشهرها:[٥]
- انسداد الأمعاء الذي يصيب 3% من المصابين الذين يُجرون استئصال الزائدة الدودية، ممّا يُعيق مرور البراز، والطعام، والغازات، والسوائل داخل الأمعاء، ممّا يُسبب وقوع مضاعفات خطيرة إن لم يُعالَج.
- الولادة المبكرة عند إجراء استئصال الزائدة الدودية للنساء الحوامل في 80% من الحالات، ويرتفع هذا الخطر كثيرًا عند انفجار الزائدة، وتصل نسبة خسارة الجنين جرّاء هذه الجراحة إلى 2%.
- تعرّض الجرح لعدوى في 4.3% من حالات الجراحة المفتوحة و1.9% من حالات الجراحة بالمنظار.
- الإصابة بالجلطات الدموية، والمشكلات القلبية؛ مثل: النوبة القلبية في أقلّ من 1% من الحالات.
- إصابة أعضاء الجسم الأخرى بالعدوى؛ مثل: إصابة الرئة بالالتهاب الرئوي، أو إصابة المسالك البولية بالتهاب مجرى البول.
- الوفاة في أقلّ من 1% من الحالات.
مراجعة الطبيب بعد استئصال الزائدة
تجب على الشخص الذي خضع لعملية استئصال الزائدة الدودية مراجعة الطبيب في الحالات الآتية:[٧]
- التقيؤ غير المُسيطر عليه.
- زيادة الشعور بالألم في البطن.
- الدوخة، أو الشعور بالإغماء.
- وجود دم في التقيؤ أو البول.
- زيادة الألم والاحمرار في الشق.
- الحمى.
- تجمُّع القيح في الجرح.
المراجع
- ↑ Matthew Hoffman (2019-5-18), "Picture of the Appendix"، webmd, Retrieved 2019-11-15. Edited.
- ↑ Mayo Clinic Staff (2019-5-24), "Appendicitis"، mayoclinic, Retrieved 2019-11-15. Edited.
- ↑ "Appendectomy", betterhealth, Retrieved 2019-11-15. Edited.
- ^ أ ب The Healthline Editorial Team (2016-1-5), "Appendectomy"، healthline, Retrieved 2019-11-15. Edited.
- ^ أ ب Rachel Nall (2018-11-26), "What to know about appendectomy"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-11-15. Edited.
- ↑ "Appendectomy", healthinfotranslations, Retrieved 2019-11-15. Edited.
- ↑ "When should you call your doctor after an appendectomy?", www.webmd.com, Retrieved 10-11-2019. Edited.