محتويات
ما المقصود بعملية الربط عند الرجال؟
بمثل ما تلجأ بعض النساء لإجراءات وعلاجات منع الحمل المُختلفة؛ فإنّ عمليّة الربط أو ما يُسمّى أيضًا استئصال الأسهر (Vasectomy Male sterilization) من الإجراءات الطبيّة التي تمنع الرجل من الإنجاب، وهي جراحة بسيطة تقتضي بقطع القناة المنويّة المُسمّاة الأسهَر الواصلة ما بين الخصية والإحليل، ففي الوضع الطبيعيّ تُنتج الحيوانات المنويّة في الخصية، وتنتقل إلى الأحليل في طريقها لخارج الجسم أثناء القذف، ولذا فإنّ قطع الأنبوب الواصل بينهما يحبس الحيوانات النويّة لحين تلفها وامتصاصها من الجسم، ويمنع خروجها في السائل المنويّ، وبذلك يمنع الحمل أيضًا، دون التأثير على خصائص الحيوانات المنويّة، أو على القُدرة الجنسيّة للرجل.[١]
فيف تُجرى هذه العمليّة؟ وهل من المُمكن عكس نتائجها بعد إجرائها ليُصبح الرجل قادرًا على الإنجاب مرّة أُخرى؟
تفاصيل عميلة الربط للرجل
ثمة مجموعة من التحضيرات والإجراءات المُختلفة التي يجب اتّباعها قبل العمليّة وخلالها وبعد الانتهاء منها، وفيما يأتي توضيح لهذه الخطوات بالضبط كُلّ على حدة:
التحضير للعملية
يقتضي التحضير لإجراء عملية ربط القناة المنويّة بجمع الطبيب لبعض المعلومات الضروريّة من الرجل أولًا، والتي تتضمّن الأمور الآتية:[٢]
- إخبار الطبيب في حال كان الرجل يُعاني من مُشكلات أو أمراض جلديّة في كيس الصفن المُحيط بالخصيتين، وبالأخصّ أيّ بثور فُقاعيّة مُلتهبة أو مُتهيّجة.
- أيّ تاريخ مرضيّ للإصابة بأيّ من اضطرابات الدم وفرط ميوعته، أو أيّ إصابات أو عمليات مُسبقة في الخصيتين أو الأعضاء التناسليّة، أو أيّ التهابات سابقة أو حالية في المسالك البوليّة والأعضاء التناسليّة.
- إخبار الطبيب في حال تناول أيّ أدوية تؤثّر على ميوعة الدم؛ مثل الأسبيرين (Aspirin).
- إخبار الطبيب في حال المُعاناة من أيّ حساسيّة تجاه أيّ أدوية مُعيّّنة أو تجاه الموادّ المُستخدمة في التخدير الموضعيّ؛ مثل الليدوكائين (Lidocaine)، أو البنزوكاين (Benzocaine).
أمّا بالنسبة للإجراءات التحضيريّة التي تُجرى قبل بضع أيام من العملية فعادًة ما يُوصي بها الطبيب ويؤكّد عليها، والتي تتضمّن الآتي:[٣][٢]
- التوقّف عن تناول أيّ علاجات أو أدوية مُميّعة للدم قبل 7 أيام من موعد إجراء العملية، إلا إن كانت توجيهات الطبيب السؤول تُوصي خلاف ذلك، ومن هذه العلاجات الكلوبيدوغريل (Clopidogrel)، والأسبيرين (Aspirin)، ومُضادات الالتهاب اللاستيرويدّية؛ مثل الأيبوبروفين (Ibuprofen) والنابروكسين (Naproxen)، بالإضافة إلى الوارفارين (Warfarin)، أو مُضادات التخثّر غير المحتوية على فيتامين (ك)؛ مثل الأبيكسابان (Apixaban)، والدابيغاتران (Dabigatran)، والريفاروكسابان (Rivaroxaban).
- تناول كميات قليلة فقط من الطعام قبل العملية، أو اختيار الأطعمة السائلة والمشروبات الخفيفة.
- حلق منطقة العانة بشفرة مُناسبة في الليلة التي تسبق العملية.
- الاستحمام في يوم إجراء العملية، وتحضير ملابس داخليّة داعمة للخصيتين لارتدائها بعد العملية؛ وهو ما يُساعد على تجنّب تورّهما.
- التأكّد من وجود أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء لأخذ الفرد للمنزل بعد الانتهاء من الجراحة؛ لتفادي الضغط على منطقة العمليّة في حال قيادته للسيارة بنفسه.
- تناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب قبل عدّة ساعات من موعد العملية، إن كانت توجيهات الطبيب تُوصي بذلك.
اجراءات العملية
تُعدّ جراحة ربط القناة المنويّة من الجراحات البسيطة، إذ لا تستقرغ من الوقت أكثر من 30 دقيقة كحدٍّ أقصى، وتتضمّن خطوات إجرائها كُلًا ممّا يأتي:[٣]
- حقن مادّة التخدير الموضعيّ في جلد كيس الصفن المُحيط بالخصيتين بواسطة إبرة صغيرة.
- بعد التأكّد من تخدّر منطقة العمليّة يُجري الطبيب شقًّا في أعلى كيس الصفن، وفي حال استخدام تقنية قطع القناة المنويّة بدون مشرط (No-scalpel vasectomy) يُستبدل الشقّ بثقب صغير.
- يُحدّد مكان القناة بالضبط ويُسحب للخارج من خلال الشقّ أو الثقب الذي أجراه الطبيب، ويُقطَع.
- يُلحم مكان القطع من الجهتين بواسطة المشابك الجراحيّة أو بالكيّ أو بكلاهما، ويُعاد الأنبوب لمكانه داخل الشقّ أو الثقب.
- يُغلق مكان جرح العليّة بالصمغ الطبيّ أو بالغُرَز، وفي بعض الأحيان قد لا يستدعي الأمر استعمال أيّ منهما ويُترك الجرح كي يلتئم من تلقاء ذاته.
- تُجرى الخطوات ذاتها لقطع القناة المنويّة الموجودة على الجانب الآخر من كيس الصفن.
ما بعد العملية
بعد الانتهاء من الجراحة يتوقّع من الفرد اتّباع بعض التعليمات ومُلاحظة بعض الأمور، وفي النقاط الآتية ذكر لأهمّها:[٤]
- تجنّب الوقوف قدر الإمكان خلال أول يومين بعد إجراء العملية.
- تجنّب الاستحمام خلال أول يومين بعد إجراء العملية.
- تفادي حمل أيّ أوزان ثقيلة أو مُمارسة التمارين الرياضيّة لمدّة 7 أيام بعد إجراء العملية.
- قد يُلاحظ الفرد تورّم بسيط في كيس الصفن أو ظهور كدمات بسيطة عليه، كما قد يُلاحظ خروج إفرازات مصحوبة بالدم من مكان الجراحة، وذلك أمر طبيعيّ لا يدعو للقلق.
- استخدام كمادات الثلج لتقليل تورّم كيس الصفن، مع تجنّب وضع الثلج مُباشرة على الجلد.
- يُمكن تناول الباراسيتامول (Paracetamol) لتقليل الألم في حال الشعور به بعد الجراحة، ولكن يُوصى بتجنّب الأسبيرين (Aspirin).
أسئلة شائعة حول عملية الربط للرجل
هل يُمكن عكس مفعول عملية الربط للرجل؟
يُقصد بعكس مفعول عملية الربط بإعادة تدفّق الحيوانات المنويّة في السائل المنويّ، واستعادة القدرة على الإنجاب الطبيعيّ، وفي الحقيقة ذلك مُمكن إلا إنّه قد يكون صعبًا وغير مُمكنًا في بعض الحالات، ولذا يُوصى دائمًا بالتأكّد من رغبة الفرد في إجراء عملية الربط قبل خضوعه لها.[٥]
هل يُمكن للرجل الإنجاب بواسطة تقنية أطفال الأنابيب (IVF) بعد إجراء جراحة الربط؟
باعتبار أنّ الحيوانات المنويّة للرجل ما زالت موجودة فيُمكنه اللجوء لتقنية أطفال الأنابيب في حال قرّر مُستقبلًا الإنجاب، وحينها يأخذ الطبيب عينة الحيوانات المنويّة من الخصية بهدف التلقيح وإكمال إجراءات الزراعة، ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ هذه التقنية مُكلفة للغاية وقد لا تكون ناجحة في بعض الحالات.[٦]
متى يستطيع الرجل مُمارسة الجماع بعد إجراء عملية الربط؟
في الحقيقة يُمكن للرجل مُمارسة الجماع متى ما شعر بأنّ ذلك لن يُسبّب له الألم أو الشعور بعدم الراحة، ولكن يجب الانتباه إلى ضرورة استعمال إحدى وسائل منع الحمل حينها، إذ يتطلّب مفعول العمليّة ما يُقارب 8-12 أسبوعًا من موعد إجرائها؛ للتأكّد من عدم وجود أيّ حيوانات نويّة في السائل المنويّ والتسبّب بحمل غير مُتوقّع.[٦]
ما نسبة فعالية عملية الربط في منع الحمل؟
تصل نسبة فعاليّة عملية الربط في منع الحمل ما يُقارب 100%، وعدد حالات الحمل الحاصلة بعدها نادرة للغاية، وتحدث في حال ارتبط طرفا القناة المنويّة ببعضها البعض.[٥]
المراجع
- ↑ "Vasectomy", hopkinsmedicine, Retrieved 6/2/2021. Edited.
- ^ أ ب "Vasectomy (Male Sterilization): Procedure Details", clevelandclinic, 4/3/2020, Retrieved 6/2/2021. Edited.
- ^ أ ب "Vasectomy", mayoclinic, 14/2/2019, Retrieved 6/2/2021. Edited.
- ↑ "Having a Vasectomy: Before, During, and After the Procedure", fairview, Retrieved 6/2/2021. Edited.
- ^ أ ب "Vasectomy", webmd, 9/9/2019, Retrieved 6/2/2021. Edited.
- ^ أ ب "Vasectomy (male sterilisation)", nhs, 22/2/2018, Retrieved 6/2/2021. Edited.