عملية الغضروف في الركبة

الغضروف في الركبة

يربط مفصل الركبة عظام الفخذ بعظمة الساق، ويُعدّ من أكبر المفاصل وأكثرها تعقيدًا في الجسم، ويتكوّن من عظام صغيرة تعمل مع الساق وتُسمّى الشظية، ومنها الرضفة التي مع العظام الأخرى تشكّل هذا المفصل، كما تعمل الأوتار للربط بين عظام الركبة وعضلات الساق التي تحرّك المفصل، وتوجد عدّة أربطة توفّر الثبات للمفصل؛ هي: الرباط الصليبي الأمامي الذي يمنع انزلاق عظم الفخذ إلى الخلف، والرباط الصليبي الخلفي الذي يمنع انزلاق عظم الفخذ إلى الأمام.

تعمل قطعتان من الغضاريف التي تُسمّى الإنسي والجانبي لامتصاص الصدمات ما بين عظام الفخذ والساق، وتأتي في شكل حرف C، ويوجد العديد من الجراب أو الأكياس المملوءة بالسوائل، التي تساعد الركبة في التحرك بسلاسة، وغضروف الركبة نسيج قوي مرن موجود في أنحاء الجسم كلها، ويغطّي سطح المفاصل، ويمتصّ الصدمات، ويسمح للعظام بالانزلاق بعضها فوق بعض. ^[١][٢]

أسباب إصابة غضروف الركبة

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى إصابة الغضروف المفصلي في الركبة، فقد تحدث هذه الإصابات بشكل مفاجئ أو بسبب الوزن الزائد، أو التعرض لبعض الحوادث، ومن ضمن هذه الأسباب^[٣]:

• الإصابات التي تسبب خلع المفصل وتحرّكه من مكانه الطبيعي.
• تمزّق الغضروف المفصلي نتيجة حركة سريعة، أو تمارين رياضية شديدة.
• الإصابات الناجمة عن السقوط، أو التعرض لضربة قوية.
• العدوى، التي تسبب التهاب المفاصل الإنتانية.
• الالتهابات.

أعراض إصابة غضروف الركبة

توجد ثلاثة أنواع للتمزق الغضروفي، وكلّ منها له أعراضه التي تدل عليه، وهذه الأنواع تتمثل في ما يأتي: ^[٤]

• التمزق الغضروفي البسيط، عند الإصابة بتلك الحالة فغالبًا ما يشعر المريض بالألم وانتفاخ الركبة، وتختفي تلك الأعراض خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع.
• التمزق الغضروفي المتوسط، يسبب هذا النوع من التمزّق الشعور بألم أكثر شدة في طرف أو وسط الركبة، أمّا الانتفاخ فإنّه يزداد تدريجيًا خلال يومين أو ثلاثة أيام، مما يؤدي إلى الشعور بتصلب الركبة، والحد من حركتها أو ثنيها، ويبقى المصاب قادرًا على المشي، لكنّه يشعر بالألم الحاد إذا حاول ثني الركبة أو القرفصاء، وقد تخفّ وتختفي تلك الأعراض خلال أسبوع أو أسبوعين، لكنّها قد تعود للظهور مرة أخرى إذا أهمل المريض العلاج، أو نفّذ أيّ حركة مؤذية للغضروف.
• التآكل الغضروفي الشديد، في تلك الحالة فإنّ الغضروف يتحرك من مكانه، مما قد يؤدي إلى تصلب الركبة، وسماع صوت طرقعة، وعدم القدرة على تحريكها، إضافة إلى الألم الشديد والانتفاخ والتورم، إذ تتطور تلك الأعراض و تشتد خلال يومين أو ثلاثة.

تشخيص الإصابة بغضروف الركبة

تُحدّد الإصابة بتمزّق غضروف الركبة أثناء الفحص البدني من خلال تحريك الطبيب للركبة والساق إلى عدة وضعيات مختلفة، ومراقبة المصاب أثناء المشي، واتخاذ وضعية القرفصاء لتحديد سبب الأعراض لدى المصاب، وتشمل الطرق الأخرى لتشخيص تمزّق غضروف الركبة ما يأتي: ^[٥]

• الأشعة السينية، لا تظهر غضاريف الركبة في التصوير بالأشعة السينية، لكن يساعد التصوير في استثناء مشكلات الركبة الأخرى التي تشابه أعراضها أعراض تمزّق غضروف الركبة.
• التصوير بالرنين المغناطيسي، ينطوي على استخدام موجات الراديو والمجال المغناطيسي لإنتاج صورة مفصّلة للأنسجة الصلبة والرخوة في الركبة، وتُعدّ أفضل الطرق للكشف عن تمزّق غضروف الركبة.
• تنظير المفصل، يستخدمه الطبيب لفحص الأجزاء الداخلية للركبة، فيُدخِل المنظار إلى المفصل من خلال شقّ صغير بالقرب من الركبة. ويحتوي جهاز التنظير على ضوء وكاميرا صغيرة تنقل صورة مكبرة إلى شاشة مراقبة، وعند الضرورة يُدخِل الطبيب أدوات الجراحة عبر منظار المفصل، أو إحداث شقوق أخرى صغيرة في الركبة لقصّ وإصلاح التمزق.

بعد إصابة غضروف الركبة

لا ينصح الأطباء ببدء العلاج طبيعيًا بعد حدوث التمزق الغضروفي مباشرة، إذ يوجد في منطقة الإصابة الكثير من التورمات والالتهابات التي تحتاج إلى إخراجها قبل أن تصبح التمارين ذات فاعلية. ويوصي الأطباء عادة باتباع الخطوات الآتية: ^[٦]

• الراحة، حيث عدم استخدام الركبة بشكل مفرط لعدة أيام بعد الإصابة يسمح للأنسجة بالشفاء، وقد يرتدي بعض الأشخاص دعامة واقية للركبة، أو يستخدمون عكازات لرفع الضغط عن الركبة.
• وضع الثلج، يساعد في الحد من التورم، إذ يوضع كيس من الثلج مغطّى بالقماش على الركبة لمدة 10 إلى 15 دقيقة في المرة الواحدة، ثم ينتظر 20 دقيقة على الأقل قبل إعادة الاستخدام.
• الضغط، يقلل من التورم، وكثير من الناس يستخدمون ضمادة مرنة للف الركبة.
• رفع القدم، يساعد في تقليل التورم عن طريق دفع السائل وتدفق الدم.

عملية الغضروف في الركبة

إذا أصبحت الركبة لا تستجيب للعلاجات غير الجراحية فقد يوصي الطبيب بإجراء تنظير، ويعطي الطبيب تعليمات محددة في كيفية الاستعداد لهذه العملية الجراحية، ومنها ما يأتي:^[٧]

• الاستعداد لاستخدام العكازات قبل إجراء العملية، ومعرفة كيفية استخدامها.
• إكمال متطلبات ما قبل العملية الجراحية؛ مثل: فحوصات الدم، والأشعة السينية، والرنين المغنطيسي، والرسم الكهربائي، وغيرها من الإجراءات الطبية؛ بما في ذلك فحص الحساسية تجاه التخدير.
• تحضير مُسكّنات الألم قبل إجراء العملية.
• الامتناع عن الأكل أو شرب أي شيء في الليلة التي تسبق العملية.

يجب إخبار الطبيب إذا وُجِدَت عوارض قد تمنع من إجراء الجراحة، وتشمل ما يأتي:

• الحمى.
• العدوى.
• البرد.
• الجرح المفتوح.

يُجري الجرّاح شقًا صغيرَا في الركبة، ثم يُدخِل أدوات وكاميرا من خلال الشق لإصلاح أو تقليم الغضروف التالف، والإجراء كله يستمر ساعة، مع العودة إلى المنزل في اليوم نفسه بعد هذا الإجراء، حيث الشفاء التام يستغرق بعض الوقت، ومع ذلك، يُجرى البدء بالمشاركة في تمارين العلاج الطبيعي في غضون أيام بعد الجراحة. وإذا كان الإجراء الجراحي ينطوي على إصلاح الغضروف؛ فإنّ مرحلة النقاهة وإعادة التأهيل تستغرق ستة أسابيع، وتُلبَس دعامة ركبة أو عكازات خلال هذا الوقت. وتشمل مرحلة الشفاء زيارات منتظمة للطبيب، بالإضافة إلى علاج طبيعي لتقوية العضلات التي تدعم الركبة.

الوقاية من إصابات غضروف الركبة

رغم أنّ الوقاية من إصابات الركبة قد تصبح صعبة نوعًا ما، غير أنّ هناك بعض الإجراءات التي تقلل من فرص إصابات الركبة، ومنها^[٨]:

• الحفاظ على وزن صحي.
• الابتعاد عن الرياضات العنيفة.
• تغيير طريقة ممارسة التمارين الرياضية.
• الابتعاد عن الخمول.

المراجع

1. ↑ "Cartilage damage", www.nhs.uk,27-6-2016، Retrieved 25-11-2019. Edited.
2. ↑ William Blahd, MD (21-3-2017), "Picture of the Knee"، www.webmd.com, Retrieved 25-11-2019. Edited.
3. ↑ Christopher C. Dodson (2015-9-23), "How To Identify A Knee Cartilage Injury"، rothmanortho, Retrieved 25-11-2019. Edited.
4. ↑ "Meniscus Tear", peacehealth, Retrieved 25-11-2019. Edited.
5. ↑ "Torn meniscus", mayoclinic, Retrieved 25-11-2019. Edited.
6. ↑ Rachel Nall (19-03-2019), "8 Exercises for a Meniscus Tear"، healthline, Retrieved 25-11-2019. Edited.
7. ↑ Cindie Slightham, Rachel Nall (15-08-2017), "Meniscus Tear of the Knee"، healthline, Retrieved 25-11-2019. Edited.
8. ↑ "Knee Pain Overview", webmd, Retrieved 25-11-2019. Edited.