عملية المياه البيضاء

كتابة:
عملية المياه البيضاء

المياه البيضاء في العين

تُعرّف المياه البيضاء في العين بأنها؛ حالة مرضية تصيب العين يحدث فيها إعتمام بعدسة العين، ويُطلق عليها؛ الساد، في الحالة الطبيعية للعين تكون صافية، أمّا ما يحدث عند مرضى الساد؛ هو رؤيتهم للأشياء المحيطة كالرؤية من خلال نافذة متجمدة وضبابية، فقد تتسبب العتمة والغباش بسبب المياه البيضاء في العين، صعوبة في القراءة وقيادة السيارة خاصةً في الليل، معظم حالات المياه البيضاء تتطور تدريجيًا ولا تسبب أيّ تأثير على رؤية المصاب في المراحل المبكرة من إصابته، وقد تساعد الإضاءة القوية والنظارات على التقليل من إعتام عدسات العين، ولكن في حالة زيادة الإعتام وتأثيره على البصر، قد يتطلب الأمر للتدخل العلاجي الجراحي لحل المشكلة.[١]


عملية المياه البيضاء

تُعد عملية إزالة المياه البيضاء من العين، عمليةً جراحية بسيطة تتضمن تخدير للعينين، ثم إجراء شق صغير يدخل من خلاله مجس مدعم بالموجات الفوق صوتية، يكسر المجس العدسة الغائمة إلى قطع صغيرة، ثم يزيلها عن العين، وعند إزالة العدسة الغائمة، تُستبدل فورًا بعدسة صناعية جديدة، وتسمى هذه العدسة طبيًا بعدسة IOL، وغالبًا تُدخل من نفس الشق الذي استخدم لإدخال المجس لإزالة العدسة القديمة،

تستغرق العملية الجراحية للمياء البيضاء بضعة دقائق وبالنسبة لمعظم المصابين؛ فإنّها عملية غير مؤلمة، وبعد الانتهاء من العملية، يُوضع قطعة من القماش الطبي المعقم على العين، ويُطلب البقاء لفترة راحة في المنزل وعدم التعرض للضوء القوي أو الحرارة أو الملوثات، معظم الأشخاص يخرجون من المستشفى في نفس اليوم الذي تمت فيه العملية مع ضرورة بقاء مرافق لهم لتوجيهه والسير معه لقضاء حاجته كونه لا يستطيع الرؤية بسبب قطع القماش على العين، وبعد عدة أيام من العملية، قد يواجه المصاب حكة في العين بالإضافة إلى عدم راحة وتفريغ سوائل من العين وحساسية اتجاه الضوء، واللمس، وقد يُوصف لهم قطرات تُساعد في الشفاء، وتقليل خطر الإصابة بعدوى، تستخدم لفترة معينة بعد العملية الجراحية.[٢]


أسباب الإصابة بالمياه البيضاء

تعمل عدسة العين في أجسامنا كعمل عدسة الكاميرا للتصوير؛ إذ تركز الضوء على شبكية العين للحصول على رؤية واضحة، بالإضافة إلى ضبط تركيز العين، مما يتُيح رؤيتنا للأشياء القريبة والبعيدة، وتتكون عدسة العين من ماء وبروتينات، رُتبت بطريقة دقيقة، لتُحافظ على وضوح العدسة مع السماح للضوء بالمرور من خلالها، ومع التقدم بالعمر تبدأ هذه البروتينات بالتجمع مع بعضها، وتبدأ بإزالة مساحات صغيرة من العدسة وتسبب إعتام عدسة العين ومع مرور الوقت، تزداد هذه المساحات، ممّا يسبب صعوبة في الرؤية، ولم يجد العلماء تفسيرًا علميًا لإعتام عدسة العين مع التقدم بالعمر، لكن مجموعة من الأسباب قد تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالساد بالإضافة للسبب الرئيسي وهو التقدم بالعمر، ومن هذه الأسباب:[٣]

  • التعرض المباشر للأشعة الفوق بنفسجية.
  • الإصابة بداء السكري.
  • الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
  • السمنة.
  • التدخين.
  • الاستخدام المطول للأدوية الكورتيكوستيرويدية، وأدوية الستاتينات التي تستخدم لخفض مستويات الكوليسترول في اللدم.
  • الإصابة بأمراض ومشكلات في العين؛ كقصر النظر في السابق أو التعرض لعمليات جراحة العيون.
  • العلاج بالهرمونات البديلة.
  • إدمان الكحول.

وحسب أحد النظريات التي حاولت تفسير الإصابة بمرض الساد، إنّ العديد من حالات الإصابة بإعتام العين، تحدث بسبب التغييرات المؤكسدة في عدسة العين البشرية، ويدعم هذه النظرية الدراسات الغذائية على الفواكه والخضراوات الغنية بمضادات الأكسدة، ومساعدتها في منع أنواع معينة من إعتمام عدسة العين.


أعراض الإصابة بالمياه البيضاء

في الحالات المبكرة للإصابة بالساد نادرًا ما يظهر المرض أعراضًا أوعلامات، تساعد في معرفة المصاب بإصابته بالساد، لكن مع التقدم بالعمر وتطور المرض تبدأ الأعراض بالظهور تدريجيًا، وقد يؤثر إعتام العدسة على القراءة وقيادة السيارة ورؤية تعابير الوجوه، غالبًا ما يؤثر إعتام العدية على كلتا العينين، ونادرًا ما يصيب العينين بنفس درجة الإصابة، ومن الأعراض التي يشعر بها المصاب مع تطور الحالة عنده:[٤]

  • رؤية غائمة أو ضبابية وقد تتأثر الرؤية بتشكيل بقع صغيرة أو نقاط على العدسة.
  • رؤية المصاب بقع صغيرة تطمس مجال الرؤية وتفاقم الرؤية عندما تكون الإضاءة خافتة.
  • صعوبة في الرؤية عندما تكون الإضاءة قوية أو متوهجة.
  • تأثير على رؤية الألوان بوضوح وفي حالات يحدث فيها تلاشي للون الصحيح.
  • صعوبة في القراءة وفي النهاية تصبح أمرًا مستحيلًا، حتى بارتداء النظارات.
  • في حالات نادرة يرى المصاب هالات حول الأجسام الساطعة، مثل؛ المصابيح الأمامية للسيارات أو مصابيح الشارع.
  • مع تدهور الرؤية وتفاقم رؤية وهج الأضواء، تصبح قيادة السيارة من الأمور الخطيرة على المصاب.
  • في حالات شك المصاب من تهيج وحكة أو احمرار؛ فيرجح السبب في الغالب لإصابة العين بمشكلة أخرى أدت لهذه الأعراض وليس بسبب الساد.
  • لا يُعدّ الساد في العموم مشكلة خطيرة على صحة الشخص أو العين، فإذا أصبح إعتام العدسة شديد الحرارة أو أبيض، فيكون ناتج عن التهاب وصداع والقليل من الألم، فيتوجب على المصاب التوجه للمراكز المتخصصة بالعيون لإزالة هذا الالتهاب فورًا.


أنواع إعتام عدسة العين

يوجد العديد من أنواع إعتام عدسة العين منها ما لا علاقة له بالتقدم في العمر، ومن هذه الأنواع:[٤]

  • إعتام عدسة العين الثانوي: تحدث هذه الحالة بعد تعرض العين لعملية جراحية كإصابتها بالجلوكوما، داء السكري، الاستخدام المفرط طويل الأمد للستيرويدات.
  • إعتام عدسة العين بسبب إصابة بالعين: كإصابة العين بجروح أو حادث سيارات أدى لتمزق وخدش في أجزاء العين والعدسة.
  • إعتام عدسة العين بسبب الإشعاع: كتعرض العين المتكرر والمباشر للأشعة الفوق بنفسجية.
  • إعتام عدسة العين خُلُقيًا: يولد الطفل وهو مصاب بالساد وغالبًا في كلتا العينين، ومع تقدم الطفل بالعمر ومعاناته من مشكلات في الرؤية، يكون العلاج الجراحي هو الحل.

ولا بدّ من مراجعة الطبيب عند حدوث مشاكل في الرؤية لإجراء الفحوصات التشخيصية ومعرفة الأسباب، وعادةً ما يشخص الأطباء المياه البيضاء في العين باختبار حدّة النّظر لمعرفة وضوح الرؤية لدى المصاب، وفحص القرنية، والقزحية، والعدسة، والمسافة بين القزحية والقرنية، بالإضافة إلى قياس ضغط العين وإجراء فحص لشبكية العين.[٤]


المراجع

  1. Mayo Clinic Staff (2018-6-23), "Cataracts"، mayoclinic, Retrieved 2019-11-19. Edited.
  2. "CATARACT SURGERY", whitewatereyecenters, Retrieved 2019-11-19. Edited.
  3. Gretchyn Bailey (2019-6-1), "Cataracts: 3 common types, causes, symptoms and treatments"، allaboutvision, Retrieved 2019-11-19. Edited.
  4. ^ أ ب ت Yvette Brazier (2017-12-19), "What you need to know about cataracts"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-11-19. Edited.
3556 مشاهدة
للأعلى للسفل
×