عملية تثبيت القرنية المخروطية

كتابة:
عملية تثبيت القرنية المخروطية

القرنية المخروطية

تعرف القرنية المخروطية بأنها اضطراب في العين يتسم بالترقق والتغيرات التدريجية في شكل القرنية، وتُعرف القرنية بأنها الطبقة الخارجية الرقيقة الصافية للعين، وتكون عادةً على شكل قبة، ويؤدي التخفيف التدريجي لها إلى حدوث انتفاخ على شكل مخروطي باتجاه مركز القرنية في المناطق الأكثر رقةً.

يعاني الأشخاص المصابون بهذا المرض من رؤية ضبابية أو مشوهة، وحساسية للضوء، أو رهاب الضوء، ومشاكل أخرى في الرؤية، وتبدأ القرنية المخروطية في سن البلوغ، وغالبًا ما تظهر عند المراهقين أو البالغين، ولم يُحدَّد السبب الرئيس لهذه الحالة الطبية تمامًا، لكنها على الأرجح تنتج عن تفاعل عوامل متعددة، بما في ذلك العوامل الوراثية، والبيئية، وأحد العوامل المعروفة للمساهمة في تطور القرنية المخروطية هو فرك العين، وفي بعض الحالات يمكن أن تحدث كجزء من اضطراب أخطر.[١]


عملية تثبيت القرنية المخروطية

يمكن أن يجري الطبيب عملية تثبيت القرنية المخروطية في عيادته، وتستغرق هذه العملية ما يقارب 60-90 دقيقةً، وذلك عن طريق اتباع الخطوات التالية:[٢]

  • وضع قطرات تخدير على العين المصابة، وأدوية لتهدئة المصاب.
  • وضع قطرات الريبوفلافين أو فيتامين ب2، والتي تسمح للقرنية بامتصاص الضوء بطريقة أفضل، وتستغرق القطرات ما يقارب 30 دقيقةً لتنتشر في قرنية الشخص المصاب.
  • استلقاء الشخص المصاب على الكرسي وإلقاء نظرة على الضوء، ويجب ألا يشعر بأي ألم أثناء العملية؛ وذلك لأن العينين ستكونان مخدرتين.

يوجد نوعان لعملية تثبيت القرنية المخروطية، وهما: النوع الذي تزال فيه الطبقة الخارجية للقرنية، والنوع الذي لا تزال فيه هذه الطبقة، ففي النوع الأول يزيل الطبيب الطبقة الخارجية من الأنسجة قبل أن يضع القطرات في العين، وقد وجدت العديد من الدراسات أن هذه التقنية تعمل بصورة جيدة، لكنها يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالعدوى، ويمكن أن تؤدي إلى تضبب القرنية. أما النوع الثاني فيخفف الطبيب الطبقة الخارجية مع قطرة العين أو الإسفنج قبل أن يضع قطرات في العين، ويمكن أن تصاحب هذه العملية آثار جانبية، لكنها أقل من سابقتها، ويتساءل بعض الخبراء عما إذا كان النوع الثاني من الجراحة يمكن أن يوقف تقدم القرنية المخروطية، ولا يزال العلماء يدرسون الإجراء لمعرفة مدى نجاحه، وفي الوقت الحالي وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على النوع الذي تزال فيه الطبقة الخارجية للقرنية فقط.[٢]

يمكن أن يطلب الطبيب من المصاب عدم ارتداء العدسات اللاصقة لبضعة أسابيع قبل العلاج، كما يجب الاستفسار منه عن وجود أي أطعمة أو أدوية يجب تجنبها خلال هذا الوقت، وفي يوم العملية يجب تجنب وضع أي مكياج على العين، أو وضع العطور، أو مستحضرات ما بعد الحلاقة، ويمكن أن يكون المصاب قادرًا على تناول وجبة خفيفة أو شرب السوائل مسبقًا، وسيحتاج أيضًا إلى شخص يرافقه إلى المنزل بعد إجراء العملية؛ لأن بصره سيتأثر، ويجب اتباع تعليمات الطبيب بعناية.[٢]

سيضع الطبيب عدسات لاصقة خاصة على عيني المصاب على الفور لحمايتها أثناء فترة الشفاء، وعندما ينحسر تأثير قطرات التخدير عن العين فمن المحتمل أن يشعر المصاب بإحساس حارق، مثل وجود شيء عالق في العينين، لكن من المهم عدم فركهما نهائيًا، وبدلًا من ذلك يمكن استخدام الدموع الصناعية ومسكنات الألم لتخفيف هذه الأعراض، وإذا كان الشخص يعاني من ألم حاد مفاجئ في العين أو فقدان مفاجئ للرؤية يجب الاتصال بالطبيب على الفور، وفي حالة سقوط العدسات اللاصقة أو إزالتها يجب عدم محاولة إرجاعها عن طريق المصاب، بل لا بد من الاتصال بالطبيب في أسرع وقت ممكن.[٢]


علاجات القرنية المخروطية الأخرى

يعتمد علاج القرنية المخروطية على شدة الحالة ومدى تقدمها، ويمكن علاج الحالة الخفيفة إلى المعتدلة بالنظارات أو العدسات اللاصقة، وبالنسبة لكثير من الأشخاص ستصبح القرنية مستقرةً بعد بضع سنوات، ولن يواجه الشخص المصاب بعذا النوع من القرنية المخروطية أي مشاكل حادة في الرؤية في الغالب، كما لن يحتاج إلى المزيد من العلاج في معظم الحالات، أما عند البعض الآخر فستصبح القرنية متندّبةً، أو يصبح من الصعب ارتداء العدسات اللاصقة، وفي هذه الحالات يمكن أن تكون الجراحة ضروريةً، ومن ذكر أبرز أنواع العدسات المستخدمة لعلاج هذا المرض ما يأتي:[٣]

  • النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة اللينة، يمكن للنظارات الطبية أو العدسات اللاصقة اللينة تصحيح الضبابية أو الرؤية المشوّشة في حالات القرنية المخروطية المبكرة، لكن يحتاج الأشخاص باستمرار إلى تغيير مقاس النظارات الطبية، أو العدسات الطبية كلما تغير شكل القرنية.
  • العدسات اللاصقة الصلبة: غالبًا ما تكون العدسات اللاصقة الصلبة الخطوة التالية في علاج القرنية المخروطية المتقدمة، ويمكن أن يشعر الشخص المصاب بعدم الارتياح في بداية ارتداء هذه العدسات، لكن الكثير من الأشخاص يتكيّفون مع ارتدائها، كما تمنحهم رؤيةً ممتازةً، يمكن صنع هذا النوع من العدسات ليناسب قرنية المصاب.
  • العدسات الخلفية: إذا كانت العدسات الصلبة غير مريحة فيمكن أن يوصي الطبيب باستخدام هذا النوع من العدسات، إذ تكون صلبةً توضع أعلى العدسات اللينة.
  • العدسات الهجينة: تمتلك هذه العدسات اللاصقة مركزًا صلبًا مع حلقة لينة في الخارج للحصول على المزيد من الراحة، ويمكن أن يفضل الأشخاص الذين لا يستطيعون تحمل العدسات اللاصقة الصلبة هذا النوع من العدسات.
  • العدسات الصُلبويّة العينية: تعد هذه العدسات مفيدةً للتغييرات غير المنتظمة للغاية في القرنية في حالات القرنية المخروطية المتقدمة، وبدلًا من وضعها على القرنية كما توضع العدسات اللاصقة التقليدية توضع هذه العدسات على الجزء الأبيض من العين، الذي يسمى بالصلبة، وتستقر فوق القرنية دون لمسها.


أعراض القرنية المخروطية

يمكن أن يعاني الأشخاص الذين يعانون من القرنية المخروطية في البداية من عدم وضوح الرؤية، كما يمكن أن يشكوا من رهاب الضوء، والوهج، واضطراب الرؤية الليلية، والصداع الناجم عن إجهاد العين، ومع تقدم الحالة المرضية يعاني المصاب بصورة متزايدة من قصر النظر، ويمكن أن تصبح حالة لابؤرية غير منتظمة، وتعد القرنية المخروطية حالةً ثنائيةً، على الرغم من عدم تناسقها عادةً في الشدة والتقدم.

في المراحل المبكرة من المرض لا تكون الحالة مرئيةً للعين المجردة، مع ذلك في المراحل اللاحقة من تقدمها يمكن أن تكون القرنية المخروطية مرئيةً للمراقب عندما ينظر المصاب إلى أسفل بينما يرفع الجفن العلوي، وستدفع القرنية المخروطية الجفن السفلي إلى الخارج في منطقة المخروط، مثل البروز على شكل رقم سبعة بالعربية، ويسمى هذا النتوء الأمامي الذي يظهر في الجفن السفلي علامة مونسون، وتعرف حلقة فلايشر بأنها حلقة ترسيب جزئية أو كاملة من الحديد في طبقة الظهارة العميقة التي تحيط بقاعدة المخروط، ويتراوح لونها من الأصفر إلى البني الداكن، ويمكن رؤيتها أفضل مع ضوء الكوبالت الأزرق في المصباح ذي الفلعة.[٤]


تشخيص القرنية المخروطية

يحتاج طبيب العيون إلى مراجعة التاريخ الطبي والعائلي للمصاب، وإجراء فحص العين، لتشخيص القرنية المخروطية، ويمكن أن يجري بعض الاختبارات، وأبرزها ما يأتي:[٣]

  • انكسار العين: يستخدم طبيب العيون معدات خاصةً تقيس دقة العينين للتحقق من وجود مشاكل في الرؤية، وقد يطلب من المصاب أن ينظر من خلال جهاز خاص، للمساعدة في تحديد المجموعة التي تمنح المصاب الرؤية الأكثر حدةً، وقد يستخدم بعض الأطباء أيضًا أداةً محمولةً باليد لتقييم العينين.
  • فحص المصباح ذي الفلعة: يوجه الطبيب شعاعًا رأسيًا من الضوء على سطح العين، ويستخدم مجهرًا منخفض القدرة لمشاهدة العينين، ويقيم شكل القرنية، ويبحث عن المشكلات المحتملة الأخرى في العينين.
  • مقياس القرنية: يركز طبيب العيون دائرةً من الضوء على القرنية، ويقيس الانعكاس لتحديد الشكل الأساسي للقرنية.
  • رسم خرائط القرنية المحوسبة: تلتقط اختبارات التصوير الفوتوغرافي الخاصة صورًا للقرنية لإنشاء خريطة شكل تفصيلية لسطح القرنية.


المراجع

  1. "Keratoconus", rarediseases, Retrieved 15-12-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "What Is Corneal Cross-Linking?", webmd, Retrieved 15-12-2019. Edited.
  3. ^ أ ب "Keratoconus", mayoclinic, Retrieved 15-12-2019. Edited.
  4. "Keratoconus", sciencedirect, Retrieved 15-12-2019. Edited.
3937 مشاهدة
للأعلى للسفل
×