محتويات
ما هي عملية تسحيج الجلد؟
إنّ تسحيج الجلد (Dermabrasion) تقنية تجميلية يُجريها طبيب التجميل، لإعادة تسطيح الجلد لعلاج ندبات الوجه، واكتشفت هذه التقنية مع بدايات 1950، وكانت تستخدم لعلاج آثار الجروح أو ندبات الجدري أو آثار حب الشباب، ثم تطورت واستخدمت لعلاج العديد من مشكلات الجلد الأخرى.
خلال هذه العملية يستخدم الطبيب أداة صغيرة محمولة باليد لها عدة أنواع من الرؤوس مختلفة الشكل والحجم تدور بسرعة فائقة على سطح الجلد المطلوب علاجه لتقشير خلايا الجلد التالفة الموجودة على السطح.[١]
ما أسباب عمل تسحيج الجلد؟
يقوم الطبيب بتسحيج الجلد لإزالة طبقات الجلد العلوية المتضررة والكشف عن الجلد الصحي الأنعم الجديد الذي يقع أسفلها، مما يمنح الوجه مظهرًا شبابيًا أكثر، بالإضافة إلى المساعدة في علاج مشكلات الجلد والبشرة المختلفة مثل؛ آثار حب الشباب، وبقع الجلد التي تظهر بسبب التقدم في العمر، والتجاعيد، وتعجر أو تضخم الأنف (rhinophyma) الذي يسبب احمرار وسماكة جلد الأنف، وآثار العمليات الجراحية أو الحوادث، وآثار حروق الشمس، والأوشام، كما يُساعد في توحيد لون البشرة.
على الرغم من أن تسحيج الجلد تقنية مفيدة تساعد في علاج مشكلات مختلفة إلا أنّها ليست مناسبة لبعض الأشخاص، لذا يجب مراجعة الطبيب لتقييم حالة الجلد والحالة العامة للشخص، للتأكد من ملاءمة هذه التقنية له.[٢]
التحضير لتسحيج الجلد
قبل جلسة تسحيج الجلد يفحص الطبيب الشخص جسمانيًا، ويُراجع تاريخه المرضي، ويناقش معه النتائج المتوقعة من التسحيج ومخاطر هذه العملية، كما يراجع الطبيب كل الأدوية التي يتناولها الشخص سواء الموصوفة أو التي تصرف دون وصفة طبية، فبعض الأدوية يجب أن يتوقف تناولها قبل التسحيج، لأنّها تزيد خطر الإصابة بنزيف أو قد تسبب اسمرار البشرة. كما يجب أن يكون الطبيب على علم بتناول الشخص لدواء الأيزوتريتينوين لعلاج حب الشباب خلال العام السابق للجلسة.[٢]
كما يوصي الطبيب بالتوقف عن التدخين عدة أسابيع قبل التسحيج وبعده، فالتدخين ليس فقط سببًا لشيخوخة الجلد المبكرة، بل إنّه يقلل تدفق الدم إليه أيضًا، وبالتالي يعيق التئامه بعد التسحيج، ومن التوصيات الأخرى المهمة؛ تجنب التعرض لأشعة الشمس قبل التسحيج لمدة شهرين لتجنب تغير لون الجلد، والحرص على وجود أحد أفراد الأسرة مع الشخص الذي سيخضع للتسحيج لكي يقوم بتوصيله بعدها، لأنّه قد لا يكون قادرًا على القيادة بسبب التخدير الذي قد يحصل عليه، وأخيرًا يصف الطبيب بعض الأدوية قبل التسحيج مثل:[٢]
- الأدوية المضادة للفيروسات قبل وبعد التسحيج لتجنب الإصابة بعدوى فيروسية.
- حبوب المضاد الحيوي لتجنب الإصابة بعدوى، خاصةً إذا كان الشخص يعاني من حب الشباب.
- كريم الريتينويد المستخلص من فيتامين أ الذي يساعد على التئام الجلد سريعًا.
طريقة تسحيج الجلد
قبل عملية التسحيج ينظف الطبيب البشرة جيدًا ويغطي العينين، ويضع علامات حول الأماكن المطلوب تسحيجها، ثم يضع مخدر موضعي لتسكين الألم، أو قد يحقن الطبيب الشخص بمهدئ أو مخدر عام طبقًا لحجم التسحيج المطلوب.
خلال عملية التسحيج سيقوم أحد المساعدين للطبيب بشد الجلد والحرص على إبقائه مشدودًا طوال الجلسة، ثم سيحرك الطبيب أداة التسحيج على الجلد مع ضغط بسيط وثابت ليزيل الطبقات العلوية فقط منه.
تستغرق جلسة التسحيج مدة تتراوح من دقائق معدودة وحتى ساعة كاملة طبقًا لمساحة الجلد التي سيفركها الطبيب، وفي حالة المساحة الكبيرة أو الندبات العميقة قد يضطر لإعادة الجلسة مرة أخرى.[٣]
ما مخاطر تسحيج الجلد؟
قد يسبب تسحيج الجلد بعض الأعراض الجانبية والمخاطر مثل:[٣]
- الاحمرار والتورم: بعد جلسة التسحيج يصاب الجلد ببعض الاحمرار والتورم الذي يختفي عادةً خلال عدة أيام أو أسبوع، لكن قد يستمر عدة أسابيع وأحيانًا شهور، ويبقى الجلد الجديد حساسًا بلون وردي لعدة أسابيع، وقد يستغرق هذا اللون ثلاثة أشهر حتى يختفي.
- ظهور حب الشباب: قد يلاحظ الشخص ظهور بثور صغيرة ذات رؤوس بيضاء على الجلد، لكن سرعان ما تختفي خلال عدة أسابيع باستخدام الصابونة المناسبة.
- ظهور المسام الواسعة: قد يزداد حجم المسام بعد التسحيج، ثم يقل تدريجيًا مع اختفاء التورم.
- تغير لون الجلد: يسبب تسحيج الجلد تغير لون الجلد المعالج مؤقتًا إلى لون أغمق أو أفتح أو يسبب ظهور بقع ملونة به، وينتشر هذا العرض الجانبي أكثر لدى صاحبي البشرة الداكنة وقد يكون دائمًا.
- العدوى: في حالات نادرة قد يسبب التسحيج عدوى بكتيرية أو فطرية أو فيروسية مثل؛ تهيج العدوى بفيروس الهربس المسبب للقرح التي قد تظهر حول الفم.
- الندبات: في حالات نادرة قد يسبب التسحيج العميق ظهور بعض الندبات، ويستخدم في هذه الحالة الكورتيزون لتحسين مظهرها.
- حساسية الجلد: قد يصاب الجلد بتحسس أو طفح جلدي أو مشكلات جلدية أخرى.
نصائح للشفاء بعد تسحيج الجلد
بعد جلسة التسحيج يغطي الطبيب الجلد بضمادة رطبة غير لاصقة، ويحدد موعد للمراجعة وفحص الجلد بعد الجلسة ولتغيير الضمادة، ويعطي التعليمات الواجب اتباعها بالمنزل مثل؛ طريقة وموعد تغيير الضمادة، وكيفية تنظيف الجلد، وموعد البدء في استخدام المراهم الواقية، كما سيوضح الطبيب أن ظهور بعض الأعراض المزعجة طبيعي تمامًا خلال فترة التعافي مثل؛ الاحمرار والتورم والحرقة والألم وظهور قشرة على الجلد والشعور ببعض الحكة مع نمو خلايا الجلد الجديدة.
قد يصف الطبيب دواءً مسكنًا للألم مثل؛ الأسبرين أو الإيبوبروفين أو النابروكسين، ويوصي بالبقاء في المنزل خلال فترة التعافي وعدم الخروج لمدة أسبوعين على الأقل، وتجنب النزول في حمامات السباحة المحتوية على الكلور لمدة أربعة أسابيع على الأقل، وتجنب ممارسة الرياضة التي تتضمن احتكاكًا جسديًا لمدة 4-6 أسابيع، وحماية الجلد من أشعة الشمس لمدة 6-12 شهر لتجنب التغير الدائم في لونه، وفي حالة الإصابة بهذا التغير فعلًا، يصف الطبيب الكريمات المحتوية على الهيدروكينون لتوحيد لون الجلد.[٣]
ما الفرق بين التقشير السطحي للبشرة وتسحيج الجلد؟
التقشير السطحي للبشرة، تقنية مختلفة عن التسحيج، يستخدم فيها الطبيب كريستالات دقيقة ينثرها على الجلد لتقشيره، وهي تقنية أكثر فعالية في علاج بهتان الجلد والتخلص من البقع البنية وبقع التقدم بالعمر.
يتميز التقشير السطحي بإمكانية استخدامه لأيّ درجة من ألوان البشرة، على عكس التسحيج الذي يفضل استخدامه لذوي البشرة الفاتحة فقط، لأن ذوو البشرة الداكنة قد يصابون بتغير لون الجلد والتندب، كما يتميز التقشير السطحي بقصر فترة التعافي التي تمتد لمدة 24 ساعة فقط، ولا يحتاج الشخص لمخدر موضعي أو مهدئ خلال الجلسة، لكن للأسف لا يمكن استخدامه في علاج مشكلات الجلد العميقة مثل؛ التجاعيد والندبات.[٤]
المراجع
- ↑ Vanessa Ngan (2004), "Dermabrasion"، dermnetnz, Retrieved 2020-8-3. Edited.
- ^ أ ب ت Brian Krans (2018-6-15), "Dermabrasion"، healthline, Retrieved 2020-8-3. Edited.
- ^ أ ب ت Mayo Clinic Staff (2018-5-23), "Dermabrasion"، mayoclinic, Retrieved 2020-8-3. Edited.
- ↑ Stephanie S. Gardner (2020-6-14), "Dermabrasion and Microdermabrasion"، webmd, Retrieved 2020-8-3. Edited.