عملية تصغير الثدي للنساء

كتابة:
عملية تصغير الثدي للنساء

عملية تصغير الثدي

تعدّ عملية تصغير الثدي عملية جراحية تُجرى لتقليص حجم الثدي ورفعه لأعلى بإزالة الجلد والأنسجة والدهون الزائدة، ومن أهم الأسباب التي تدفع المرأة إلى مثل هذه العمليات هي كبر حجم الثدي أو تدليه عن مستواه الطبيعي أو عدم تناسق الثديين معًا، مما يسبب آلامًا في الظَّهر والكتفين والرقبة، كما يسبب الإصابة بتهيج، وطفح، وعدوى جلدية متكررة ومزمنة أسفل الثدي، وآلامًا في الأعصاب، ويسبب ظهور خُطوط على الكتفين، بسبب الأشرطة الحاملة لصدريَّة الثدي، ويمنع المرأة من المشاركة في الأنشطة الإجتماعية المختلفة أو ممارسة التمارين الرياضية، ويُسبب لها مشكلات في ارتداء بعض الملابس ويسبب مظهر خارجي غير متناسق، ممّا يُصيبها بمشكلات نفسية عديدة.

بالرغم من بساطة الجراحة، إلّا أنّه يجب الأخذ بعين الاعتبار، ما قد يُصاحبها من مخاطر وآثار جانبيّة متعددة، لذا يجب على المرأة المقبلة على هذه العملية، أن تتأكد من قرارها جيّدًا، وتأخذ المشورة الطبية من جراح تجميل مؤهل أو طبيب مختص، وتراجع معه كل المخاطر التي قد تتعرض لها.[١]   لكي ترّشح المرأة لإجراء هذه الجراحة، يجب ألا تكون مدخنة، وأن تكون غير مصابة بسرطان الثدي، وألا تعاني من مشكلات صحية مثل؛ أمراض القلب أو السكري، وألا تكون مصابة بالسمنة المفرطة وتكون واقعية تتقبل نتيجة العملية وتتقبل الندبات التي قد تتركها.[٢] ويفضل تأجيل إجراء الجراحة إن كانت المرأة ترغب في الإنجاب لاحقًا، إذ قد تؤثر على قدرتها على إرضاع طفلها طبيعيًا، ويصعب التنبؤ بمدى قدرتها على ذلك بعد الجراحة، كما يفضل تأجيل العملية إن كانت المرأة تنوي خسارة الوزن بنظام غذائي وتمارين رياضية، لأنّ خسارة الوزن بعد العملية، قد تغير مظهر الثدي.[١]


أنواع عمليات تصغير الثدي

تختلف التقنية التي يستخدمها الطبيب لتصغير الثدي، طبقًا لحجم الثدي، وحجم الأنسجة التي يرغب في إزالتها، والنتيجة النهائية التي ترغب بها المرأة، فقد يستخدم الطبيب:[٣]

  • شفط الدهون الموجودة بالثدي: هي وسيلة طفيفة التوغل وتستغرق وقت أقصر ولا تترك خلفها ندبات ظاهرة ونتائجها مستمرة، وخلالها يفتح الطبيب شقوق صغيرة بالثدي يصل طول الشق الواحد منها 5 مليمتر تقريبًا، ومن خلال هذه الشقوق يتم إدخال جهاز لشفط الدهون، لكنها تُعطي النتائج المرغوبة في بعض الحالات التي ترغب فيها المرأة بإجراء تغيير بسيط في حجم الثدي، ولديها جلد ذو مرونة جيدة، لكن يجب العلم أن هذه التقنية لا ترفع الثدي.
  • تصغير الثدي العمودي: للنساء التي ترغب في تغيير متوسط بحجم الثدي، وتعاني من تدلي واضح، وخلالها يفتح الطبيب شقين بالثدي أحدهما يحيط بالهالة والآخر عمودي، يبدأ من أسفل الهالة الداكنة حتى ثنايا أسفل الثدي، وتسمح هذه الشقوق للطبيب بإزالة الأنسجة والدهون والجلد الزائد وضبط حجم الثدي بالحجم المطلوب، ورفعه ليعطي مظهر أكثر شبابًا، يجب العلم أنّه بعد انتهاء الجراحة تبقى ندبات حول هالة الثدي وأخرى عمودية تحت طيات الثدي لكن يسهل إخفاؤها داخل الصدرية.
  • تصغير الثدي بفتح شق يشبه حرف T مقلوبًا، بفتح ثلاثة شقوق؛ واحد حول حافة الهالة، والثاني عمودي حتى ثنايا الثدي، والأخير بطول أسفل الثدي، تسمح هذه التقنية بإزالة حجم كبير من الأنسجة الزائدة ويستخدمها الأطباء عند الحاجة لتصغير الثدي كثيرًا، أو لعلاج عدم تماثل الثديين أو في حالة التدلي الشديد.


ما قبل عملية تصغير الثدي 

قبل عملية تصغير الثدي يناقش الطبيب مع المرأة تاريخها المرضي وإن كانت استأصلت أي كتلة من الثدي سابقًا، وإن كانت تعاني من أي مشكلة صحية وعن تاريخ عائلتها المرضي. كما سيناقش الطبيب العادات اليومية للمرأة وإن كانت مدخنة إذ يجب أن تتوقف عن التدخين قبل العملية لأنه يعيق التئام الأنسجة، كما يسأل الطبيب عن الأدوية التي تتناولها المرأة إذ يجب التوقف عن تناول الأسبرين والأدوية المسكنة الأخرى قبل العملية لأنها تزيد فرص النزيف. ثم يأخذ الطبيب عدة صور للثدي ويناقش الحجم الذي ترغب به المرأة، ثم يجري فحص للثدي يدوي وتصوير بالماموجرام. ينصح الطبيب المرأة بتحضير قبل العملية كمية من الثلج وملابس مريحة وفضفاضة ومناشف نظيفة وبعض الكريمات لاستخدامها بعد العملية.

تُجرى عملية تصغير الثدي تحت التخدير الكلي، لذا تبقى المرأة يوم تقريبًا بعد الجراحة داخل المستشفى وتحتاج أحد أقاربها لتوصيلها إلى المنزل عند الخروج من المستشفى. تستغرق العملية من ساعتين لخمس ساعات وأحيانًا أطول طبقًا لحجم الأنسجة التي يستأصلها الطبيب، وقد يترك الطبيب أنبوبًا داخل الثدي لتصريف أي سوائل تتجمع داخله، ثم يغلقه بالقطب الجراحية ويغطيه بضمادة معقمة ثم قد ترتدي المرأة صدرية جراحية مخصصة.[٤]


ما بعد عملية تصغير الثدي

بعد الخروج من العملية ستشعر المصابة بألم كبير وتورم وإنتفاخ في منطقة الثدي لعدة ايام أو أسبوع، وفقدان الشعور ببعض المناطق بالثدي، كما قد تظهر بعض الكدمات على الثدي، ويعدّ ذلك طبيعيًا، لذا قد ينصح الطبيب بارتداء صدرية ضاغطة مرنة لحماية الثديين، ويجب عليها الالتزام بالراحة التامة في المنزل لمدة أسبوعين إلى أربعة أسابيع، وتجنب حمل أي أغراض أو ممارسة أي نشاط عنيف، ويجب عليها الالتزام بتناول الأدوية المسكنة التي يصفها الطبيب لتخفيف الألم، وتناول المضادات الحيوية لتجنب إصابة الجرح بعدوى والمراهم التي يصفها الطبيب، يجب أن تنتبه المرأة لظهور أي من علامات العدوى أو النزيف والتوجه إلى الطبيب فور ظهور أيّ منها.[١]


مضاعفات عملية تصغير الثدي

يصاحب عملية تصغير الثدي وقوع بعض المخاطر والآثار الجانبية، ويعتمد نسبة الإصابة بهذه المخاطر على نوع العملية وعوامل أخرى مرتبطة بالمرأة نفسها مثل؛ تاريخها المرضي، التاريخ العائلي، إن كانت مدخنة، خضوعها لجراحة على الثدي سابقًا وغيرها من العوامل. ويمكن تقسيم هذه المخاطر إلى مخاطر تصاحب أي عملية جراحية مثل؛ رد فعل تجاه التخدير، ألم بعد الجراحة، مشكلات تنفسية، الخثار الوريدي العميق أيّ تكون جلطة دموية بالأوردة العميقة بالساق، وهو ما يمكن تجنبه بحقن الهيبارين قبل الجراحة، وأخيرًا تضرر الأعضاء المجاورة للثدي خلال الجراحة.

أما عن المخاطر المرتبطة بعملية تصغير الثدي بالتحديد؛ عدوى، نزيف، عدم تماثل حجم أو شكل الثديين، ظهور ندبات، فقدان الإحساس بجلد الثدي أو بالحلمة، وهو ما يعتمد على التقنية التي اعتمدها الطبيب في الجراحة وليس على حجم الأنسجة المزالة، والحاجة إلى إعادة الجراحة مرة أخرى، ومن المخاطر الأخرى التي يجب الانتباه إليها؛ تأثر القدرة على الرضاعة الطبيعية لاحقًا، فالشق الذي يفتحه الطبيب حول الهالة الداكنة، يُؤثر كثيرًا على الأعصاب وقنوات الحليب بالثدي، لكن التقنيات الحديثة لجراحة تصغير الثدي تحافظ كثيرًا على القدرة على الرضاعة.[٥] كما لحسن الحظ أن الأعصاب المتضررة، تستطيع التأقلم مرة أخرى واستعادة وظائفها بعد ولادة الطفل، وكذلك قنوات الحليب تعود بالعمل مرة أخرى مع بداية الرضاعة، تفريغ الثدي من الحليب ومنحه فرصة للامتلاء مرة أخرى، يُسهم كثيرًا في استعادة القدرة على الرضاعة.[٦]


المراجع

  1. ^ أ ب ت Mayo Clinic Staff (2019-4-4), "Breast reduction surgery"، mayoclinic, Retrieved 2019-12-2. Edited.
  2. "BREAST REDUCTION", cosmeticsurgery, Retrieved 2019-12-2. Edited.
  3. "breast reduction guide", americanboardcosmeticsurgery, Retrieved 2019-12-2. Edited.
  4. Stephanie S. Gardner (2019-2-3), "Breast Reduction Surgery"، webmd, Retrieved 2019-12-3. Edited.
  5. "Breast Reduction (Reduction Mammaplasty or Mammoplasty)", healthengine, Retrieved 2019-12-2. Edited.
  6. Emma Waverman (2019-9-27), "Breastfeeding After Breast Reduction: What I Wish I Had Known"، healthline, Retrieved 2019-12-3. Edited.
3556 مشاهدة
للأعلى للسفل
×