عملية توسيع وكحت الرحم أسباب إجرائها والنتائج المنتظرة منها

كتابة:
عملية توسيع وكحت الرحم أسباب إجرائها والنتائج المنتظرة منها

نظرة عامة عن عملية توسيع وكحت الرحم

يقع الرحم في الحوض عند الأنثى أمام المستقيم وخلف المثانة، وهو عضو مجوف وشكل تجويفه مثلث مقلوب، ويعد مسؤول عن عدد من الوظائف مثل الولادة والحمل والمخاض والحيض، وينقسم إلى أربعة أقسام رئيسية: منطقة واسعة ومنحنية عند اتصال قناتي فالوب بالرحم، جسم الرحم وهو الجزء الأساسي، وعنق الرحم ويمتد أسفل البرزخ إلى المهبل، وتصل البويضة الملقحة للرحم عبر قناة فالوب فتنغرس في بطانة الرحم، ويتم تغذيتها عبر الأوعية الدموية، ويتوسع الرحم مع نمو ونضج الجنين، وفي المخاض يتوسع عنق الرحم وتحدث انقباضات في الرحم،[١] وعملية توسيع وكحت الرحم dilation and curettage عبارة عن إجراء جراحي يستخدم لتتم إزالة الأنسجة من الرحم، وتُجرى هذه العملية إما لتشخيص حالة أو لغرض علاجي لبعض الحالات مثل؛ إزالة الأنسجة بعد الإجهاض أو لتحفيز الإجهاض أو في حالات النزف، ويتم استخدام دواء أو أداة جراحية صغيرة لتوسيع عنق الرحم، ولإزالة الأنسجة من الرحم يتم استخدام أداة تسمى المكشطة.[٢]

أسباب إجراء عملية توسيع وكحت الرحم

قد يكون سبب إجراء عملية توسيع وكحت الرحم لتشخيص حالة كما في حالات؛ نزيف الرحم غير الطبيعي، اكتشاف نموّ لخلايا غير طبيعية في بطانة الرحم خلال الفحص الذي يجرى بشكل روتيني لسرطان عنق الرحم، حالات النزيف التالي لانقطاع الطمث، وقد لا يكون السبب لهذا الإجراء هو فقط أخذ عينة من الأنسجة لتشخيص حالة فقد يكون الإجراء لعلاج حالة معينة كما في الحالات التالية:[٢]

  • معالجة النزيف الشديد: قد يكون سبب النزف هو الحمل، فتتم معالجة النزف الشديد التالي للولادة من خلال إزالة بقايا المشيمة العالقة في الرحم والتي لم تخرج بشكل طبيعي،[٢] ومن الأسباب الأخرى لنزف الرحم غير الطبيعي هي الأورام الليفية أو الأورام الحميدة، ومن الحالات النادرة المسببة للنزف الشديد هي إصابة عنق الرحم أو مشكلة في الغدة الدرقية أو سرطان الرحم، وأغلب حالات النزف تكون نتيجة اضطرابات في الهرمونات، ويعتمد السبب لحدوث النزف على عمر المرأة.[٣]
  • الإجهاض: تعد عملية كشط وتوسيع الرحم إحدى الطرق المستخدمة للإجهاض في الثلث الثاني من الحمل، حيث يوصى بهذا الإجراء للنساء اللواتي يحملن بجنين يعاني من تشوهات أو مشاكل طبية شديدة، وتمت ملاحظته في الثلث الثاني من الحمل، وللنساء الحوامل نتيجة الإغتصاب ولم يتأكد حملهن إلا للثلث الثاني من الحمل، فعند تأخر الإجهاض يجب الخضوع لإجراء كشط وتوسيع الرحم.[٤]
  • بعد الإجهاض: لإزالة الأنسجة التي لم تخرج بشكل طبيعي من الرحم، وإن لم يتم إزالة هذه الأنسجة بشكل كامل فقد يحدث نزف شديد أو عدوى.[٢]
  • إزالة الأورام: لإزالة أورام الرحم أو عنق الرحم التي عادة ما تكون حميدة.[٢]
  • إزالة الحمل العنقودي: وهو عبارة عن ورم ينشأ داخل الرحم، ولا تتطور فيه المشيمة بشكل طبيعي، فتتطور إلى مجموعة أكياس صغيرة الحجم وتحتوي سائل، وفي هذا الحمل لا يغذى الطفل ولا يزود بالأوكسجين كما في الحمل الطبيعي، كما يؤدي إلى مخاطر صحية على المرأة، وأحيانًا يمكن أن يؤدي إلى شكل نادر من السرطان، ويعد من أمراض ورم الأرومة الغاذية الحملي GTD.[٥]

ويجب عدم القيام بهذه العملية عندما تكون المرأة مريضة جدًا وليس بإمكانها الخضوع لهذا الإجراء، وعندما لا تستطيع المريضة القيام بتحريك ساقيها مثل النساء اللواتي يعانين من التهاب المفاصل الحاد، فلا يستطيع الطبيب الجراح من القيام بهذا الإجراء لأنه يجب تحريك الساقين بشكل كافي لاستيعاب المنظار، وعندما تكون المراة حامل أو تظن أنها حامل فيجب عدم القيام بالعملية إلا إن كانت من أجل الإجهاض.[٦]

كيفية الاستعداد لعملية توسيع وكحت الرحم

من المفضل قبل إجراء عملية توسيع وكحت الرحم عدم تناول الطعام والشراب لمدة تتراوح بين 6 و 8 ساعات، وقبل يوم من الجراحة يناقش الطبيب مع المريض العملية والمضاعفات المتوقعة بشيء من التفصيل،[٦] ومن الضروري قبل إجراء عملية توسيع وكحت الرحم إخبار الطبيب في حال وجود حساسية لأدوية ما أو اليود أو عند وجود حمل أو عند تناول أدوية مميعة للدم أو إن كان لدى المريض تاريخ من اضطرابات النزف،[٧] وتختلف الإجراءات الجراحية لعملية توسيع وكحت الرحم حسب حالة المريض، ونوع التخدير يعتمد على الإجراء المتبع، فقد يكون تخدير عام لينفذ الإجراء أثناء نوم المريض، وأما إن كان التخدير فوق الجافية أو التخدير النخاعي يفقد المريض شعوره بمنطقة الخصر إلى الأسفل، وستتم مراقبة ضغط الدم ومستوى الأوكسجين والتنفس ومعدل ضربات القلب للمريض أثناء خضوعه لهذه الجراحة وتحت التخدير، والتخدير الموضعي يكون باستخدام إبرة لحقن المخدر في المنطقة المطلوبة مع بقاء المريض مستيقظ، سيطلب من المريض إفراغ مثانته، وخلع ثيابه ويُعطى ثوب مخصص ليقوم المريض بارتدائه خلال الجراحة.[٨]

كيفية الإجراءات الجراحية لعملية توسيع وكحت الرحم

يستلقي المريض على طاولة مخصصة للفحص أو العملية، ويوضع القدمين في مكان مخصص كما عند فحص الحوض، ويتم تركيب قسطرة بولية، ويُدخل إلى المهبل منظار ينشر جدران المهبل ليُكشف عن عنق الرحم، وقد يتم استخدام محلول مطهر لتطهير عنق الرحم، ويمكن أن يثبت عنق الرحم خلال الإجراء باستخدام نوع من الملاقط يسمى مِشباث، وعند الحاجة لفحص أنسجة عنق الرحم يتم استخدام مكشطة صغيرة والتي تشبه الملعقة لكشط الجزء الداخلي من عنق الرحم، ولتحديد طول الرحم يُدخل عبر عنق الرحم أداة تشبه القضيب ورفيعة تسمى مِسبار رحمي، ويُحدث هذا الإجراء بعض التشنجات في حال كان التخدير موضعي ثم تتم إزالة هذه الأداة، ويوسع عنق الرحم بشكل تدريجي باستخدام قضبان رقيقة، ويُجرى تمرير المكشطة التي تشبه الملعقة عبر فتحة عنق الرحم ليتم كحت بطانة الرحم، وأحيانًا لإزالة الأنسجة قد يستخدم الشفط والذي يتسبب في بعض التشنجات عند استخدام التخدير الموضعي، وبعدها تُزال الأدوات وترسل الأنسجة التي جمعت في الإجراء للمختبر ليجري فحصها، وقد ترسل أنسجة الحمل للمختبر للزرع أو ليجري عليها اختبار التشوهات الكروموسوماتية أو الجينيّة.[٨]

النتائج المنتظرة من عملية توسيع وكحت الرحم

عندما يكون استخدام إجراء توسيع وكحت الرحم لتشخيص حالة، وذلك بأخذ عينة من الأنسجة في بطانة الرحم وأخذها للمختبر لإخضاعها للفحص، عندها تتضمن نتائج الفحص تأكيد أو نفي ما يلي:[٢]

  • تضخم بطانة الرحم: وهي حالة يزداد فيها سماكة بطانة الرحم بشكل غير طبيعي، وتضخم بطانة الرحم لا تعد سرطان ولكن يمكن أن تتسبب في إصابة النساء بسرطان الرحم، ويحدث عادةً تضخم بطانة الرحم نتيجة ارتفاع هرمون الإستروجين، ويستمر نمو بطانة الرحم استجابة لزيادة هرمون الإستروجين.[٩]
  • سرطان الرحم: يوجد عدة أنواع من سرطان الرحم، وأشيعها سرطان بطانة الرحم، ومن الأعراض المرافقة لحدوث سرطان الرحم: صعوبة التبول، نزيف مهبلي، ألم عند الجماع، ألم الحوض، إفرازات غير طبيعية، وعادةً يحدث هذا السرطان بعد انقطاع الحيض، ويشيع عند النساء اللواتي يعانين من السمنة، ويرتفع خطر الإصابة بسرطان الرحم عند المعالجة بالهرمونات البديلة لعدة سنوات، وأشيع طرق العلاج المستخدمة هي استئصال الرحم، ومن العلاجات الأخرى العلاج الكيماوي والعلاج الشعاعي، وتخضع النساء المصابات بهذا السرطان لأكثر من نوع من المعالجة.[١٠]
  • أورام الرحم الحميدة: وهي عبارة عن أورام غير سرطانية، وتأتي هذه الأورام الصغيرة من الأنسجة المبطنة للرحم، وتتراوح أحجام هذه الأورام من صغيرة مثل أحجام بذور السمسم إلى حجم أكبر ككرة الغولف، ويمكن أن يكون لدى المريض ورم واحد فقط أو مجموعة أورام في نفس الوقت، وغالبية النساء ليس لديهن أعراض، ومنهن لا يحتجن لعلاج، والسبب الدقيق للإصابة بهذه الأورام لا يزال غير معروف، يمكن أن يكون لتغيرات مستوى هرمون الإستروجين التي تحدث شهريًا دور في حدوث هذه الأورام، وتشيع هذه الأورام في الأربعينات أو الخمسينات من العمر.[١١]

فعند إزالة المواد أو الأورام التي من المتوقع أن تكون سرطانية من خلال هذا الإجراء، سيحصل المريض على تقرير من الطبيب عن النتائج المخبرية، فعندما تكون النتائج حميدة أي ليست سرطانية فيمكن ألا يحتاج المريض لمتابعة، ولكن عندما تدل النتائج على خلايا سرطانية فقد تتم إحالة المريض إلى طبيب مختص لمناقشة الخطوات التي يجب اتباعها.[١٢]

مخاطر عملية توسيع وكحت الرحم

كأي عملية جراحية يمكن أن تترافق عملية توسيع وكحت الرحم مع بعض المخاطر والآثار الجانبية ومنها ما يستمر لبضعة أيام بعد إجراء العملية ويُشفى لوحده، ومنها ما يتطلب تدخل طبي، وفي ما يلي بعض هذه المخاطر:[٦]

  • تقلُّصات في الحوض: تحدث تقلصات في الحوض شبيهة بالتقلصات التي تحصل في الدورة الشهرية.
  • نزيف: فعملية توسيع وكحت الرحم مثل أي عملية جراحية يمكن أن تترافق مع نزيف، وغالبًا هذا النزيف يكون خفيف ويتوقف بشكل تلقائي.
  • عدوى: يعد حدوث العدوى من المضاعفات النادرة ويمكن عند حدوثها أن يتم استخدام المضادات الحيوية بعد العملية الجراحية، والمرضى الذين لديهم مشاكل قلبية قد يتم إعطاؤهم المضادات الحيوية قبل وبعد العملية وذلك تجنبًا من إصابة البكتريا للصمامات القلبية.
  • إصابة عنق الرحم: من المضاعفات الأخرى التي من الممكن حدوثها هي إصابة عنق الرحم، وتعالج عادةً الجروح أو التمزقات الحاصلة في عنق الرحم من خلال استخدام أدوية موضعية أو عبر الضغط لإيقاف النزف، وقد تكون الغرز لازمة في عنق الرحم وهي غير شائعة.
  • انثقاب الرحم: ومن المضاعفات الشائعة جدًا، انثقاب الرحم بسبب استخدام المكشطة أو الموسعات، وبما أن الأوعية الدموية الكبيرة والأعضاء الداخلية مثل المستقيم والمثانة والأمعاء لم تتضرر، فعادةً يشفى الانثقاب لوحده بدون الحاجة لإجراء جراحة أخرى، ويرتفع خطر حدوث انثقاب الرحم عند النساء اللواتي لديهن تضيق في عنق الرحم، وكما يرتفع هذا الخطر عندما يكون الرحم مصاب أو خاضع لعمليات جراحية فيما سبق مثل: الجراحة القيصرية أو استئصال الورم العضلي،[٦] وهو عبارة عن عملية يتم إجراؤها للتخلص من الأورام الليفية مع المحافظة على الرحم، وتتم إزالة هذه الأورام الليفية عند النساء اللواتي تُلاحظ لديهم الأعراض ويخططن للإنجاب في المستقبل، ويكون استئصال هذه الأورام الليفية هو الخيار العلاجي الأفضل.[١٣]
  • التصاقات داخل الرحم: يمكن أن يتكون نسيج ندبي داخل الرحم، وتسمى هذه الحالة متلازمة أشرمان والتي يمكن أن تؤدي لعقم واضطرابات في الدورة الشهرية، لذا من الضروري إخبار الطبيب عند حدوث تغيرات غير طبيعية.[٧]

ما يمكن توقعه بعد إجراء عملية توسيع وكحت الرحم

بعد الإجراء قد يكون المريض مرهقًا لوقت قصير نتيجة استخدام التخدير العام ويمكن أن يكون لديه إقياء وغثيان، ويجب سؤال الطبيب عن الإرشادات التي يجب اتباعها بعد هذه العملية،[٧] وقد يشعر المريض بعد إجراء عملية توسيع وكحت الرحم بتشنجات وتعب لمدة لا تتجاوز اليومين، ويبقى المريض في المستشفى تحت المراقبة لعدّة ساعات، ولا يمكن أن يقوم المريض بقيادة السيارة بعد هذه العملية لذا من الضروري أن يقوم أحد الأشخاص بإيصاله للبيت، ومن الشائع أن يحدث نزف خفيف بعد هذا الإجراء، وأحيانًا يتم وضع الفوط المستخدمة في الحيض ويجب عدم استخدام السدادة القطنية لأنها قد تُحدث العدوى، ويمكن استخدام مسكنات الألم عند حدوث التشنجات التي قد تدوم لعدة أيام، ومن الضروري التحرك بعد الإجراء للمحافظة على مرونة العضلات وللوقاية من تشكل الجلطات الدموية في الساقين، ويوصي الطبيب بالامتناع عن الغسل أو الجماع أو الاستحمام لمدة لا تقل عن ثلاثة أيام وأحيانًا تكون المدة أطول من ذلك.[١٢] ويجب إخبار الطبيب عند حدوث قشعريرة أو حمّى أو ظهور رائحة كريهة من المهبل أو نزيف شديد.[٨]

المراجع

  1. "Anatomy, Abdomen and Pelvis, Uterus", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-05-27. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح "Dilation and curettage (D&C)"، www.mayoclinic.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-27. Edited.
  3. "Abnormal Uterine Bleeding", familydoctor.org, Retrieved 2020-05-27. Edited.
  4. "Dilation and Evacuation (D&E)", www.uwhealth.org, Retrieved 2020-05-28. Edited.
  5. "MOLAR PREGNANCY", www.marchofdimes.org, Retrieved 2020-05-27. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث "D and C (Dilation and Curettage) Risks and Recovery Time"، www.medicinenet.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-27. Edited.
  7. ^ أ ب ت "D and C (Dilation and Curettage)"، www.webmd.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-27. Edited.
  8. ^ أ ب ت "Dilation and Curettage (D and C)"، www.hopkinsmedicine.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-27. Edited.
  9. "Atypical Endometrial Hyperplasia", my.clevelandclinic.org, Retrieved 2020-05-27. Edited.
  10. "Uterine Cancer", medlineplus.gov, Retrieved 2020-05-27. Edited.
  11. "Uterine Polyps", www.webmd.com, Retrieved 2020-05-27. Edited.
  12. ^ أ ب "D and C (Dilation and Curettage) Procedure"، www.healthline.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-27. Edited.
  13. "Myomectomy", www.ucsfhealth.org, Retrieved 2020-05-27. Edited.
3437 مشاهدة
للأعلى للسفل
×