محتويات
عمليات علاج السمنة
تُعدّ السمنة من الاضطرابات المعقدّة التي تنطوي على تراكم كميات كبيرة من الدهون في الجسم، ولا تؤثّر على الجانب الجمالي فحسب، فهي تزيد من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض، مثل: أمراض القلب، والسكري، وارتفاع ضغط الدم، واضطرابات التنفّس، ومشكلات الجهاز التناسلي الأنثوي، كالعقم واضطرابات الحيض، لذا يلجأ العديد من الأشخاص المصابين بالسمنة والوزن الزائد إلى شتّى الطرق لإنقاص أوزانهم؛ ذلك تجنّبًا لحدوث المضاعفات الخطيرة عادةً.[١]
يُمكن إنقاص الوزن الزائد في كثير من الحالات عن طريق إجراء التغييرات في النظام الغذائي، وزيادة النشاط البدني، وبعض التغييرات السلوكية، لكن قد يضطر بعض الأشخاص إلى اللجوء إلى الحلول الطبية لمعالجة مشكلة السمنة، كالعلاجات الدوائية المتعددة، وبعضهم قد يضطرون لإجراء العمليات الجراحية في حال فشل جميع العلاجات السابقة، مثل: تغيير مسار المعدة، وبالون المعدة، أو ربط المعدة (حزام المعدة)، وغيرها، وقد أثبتت هذه العمليات كفاءتها في إنقاص الوزن الزائد لدى معظم الحالات.[١]
عملية حزام المعدة
تعرف بأنّها إحدى الوسائل الجراحية التي تُستخدم للمساعدة على إنقاص الوزن، إذ يوضع شريط حول الجزء العلوي من المعدة لإنشاء كيس صغير الحجم لحفظ الطعام، إذ يَحُدّ من كمية الطعام التي يتناولها الفرد، مما يجعله يشعر بالشبع بعد تناول كميات صغيرة.
تُجرى هذه العملية تحت تخدير عام، وتستغرق مدة 30-60 دقيقةً فقط، دون إحداث قطع جراحي، أو إجراء خياطة طبية، أو تدبيس، وتُنفّذ عن طريق إجراء جرح إلى خمسة جروح صغيرة في منطقة البطن، فالجرّاح يُدخِل الأدوات اللازمة لإجراء الجراحة، ومنظارًا طبيًا موصولًا بكاميرا، ثمّ يضع الشريط حول الجزء العلوي من المعدة لفصله عن الجزء السفلي، ثم يقوم الجراح بتضخيم الشريط الموضوع عن طريق حقنه من خلال منفذ تم تثبيته على جدار البطن، ويكوّن ذلك كيسًا صغيرًا يمتلئ بالطعام بسرعة، ثمّ يُفرَغ ببطء إلى الجزء الأكبر الأسفل من المعدة، وهذا يساهم في فقد الوزن تدريجيًا عن طريق الشعور بالشبع والامتلاء عند تناول كميات صغيرة من الطعام.[٢][٣]
يجدر التنويه إلى ضرورة اتباع نظام غذائي صارم للسوائل فقط، مع إعادة تدريجية خفيفة لتناول الأطعمة الخفيفة لمدة تصل إلى 6 أسابيع بعد العملية.[٤]
دواعي إجراء عملية ربط المعدة
لا تُجرى عملية ربط المعدة لجميع الذين يعانون من السمنة أو الوزن الزائد، إذ توجد مجموعة من الأسباب التي تستدعي الخضوع لإجراء هذه العملية، من ضمنها ما يأتي:[٤]
- مؤشر كتلة جسم الشخص 35 أو أعلى.
- وجود مشكلات متعلقة بالسمنة، مثل: السكري، أو ارتفاع ضغط الدم، أو توقف التنفس أثناء النوم، وفي هذه الحالات تُجرى العملية حتى وإن كان مؤشر كتلة الجسم ما بين 30-35.
- فشل العلاجات الروتينية للسمنة في إنقاص الوزن، وتتضمن التغييرات الغذائية، والنشاط البدني، والأدوية الطبية.
- حالات تعاطي المخدرات أو شرب الكحول.
- الإصابة بالاضطرابات النفسية غير المُسيطر عليها.
إيجابيات عملية ربط المعدة
تتضمن إيجابيات عملية ربط المعدة عن طريق التنظير ما يأتي:[٤]
- السماح للجسم بالهضم كالمعتاد دون حدوث سوء الامتصاص؛ أي لا تؤثر على الأمعاء كبقية العمليات، بالتالي تقلّ فرصة التعرض لمشكلات الامتصاص.
- إمكانية فقد الوزن على المدى الطويل لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة.
- تقليل فرصة الإصابة بالتهابات الجرح والفتق بعد الجراحة.
- تقليل خطر الإصابة بمرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، وسلس البول، وغيرها من الحالات المرتبطة بزيادة الوزن.
- إعطاء الشعور بالشبع بعد تناول كمية قليلة من الطعام، بالتالي إنقاص الوزن بنسبة كبيرة.
- عدم الحاجة إلى إجراء عملية قصّ لأيّ جزء من المعدة، وإنما هي عملية ربط فقط يُتحكّم بها وتُزال عند عدم الحاجة إليها، وفي الحقيقة تُجرَى تغييرات على درجة شدّ رباط المعدة في بعض الحالات، مثل: التقيؤ بعد الأكل، أو عدم انخفاض الوزن بالدرجة الكافية.
- تحتاج إلى وقت للتعافي أقلّ بعد إجرائها، فغالبًا ما يعود الشخص إلى حياته الطبيعية بعد يومين إلى أسبوع من إجرائها.
إجراءات ما بعد عملية ربط المعدة
يجب على الأشخاص الذين خضعوا للعملية اتباع نمط حياة مُعيّن؛ فذلك من شأنه تسريع عملية إنقاص الوزن، والمحافظة على الوزن الجديد، وتقليل فرص حدوث مضاعفات للعملية، ويتضمّن أسلوب الحياة الجديد مجموعةً من التعليمات، من ضمنها:[٥]
- الالتزام بشرب السوائل واتباع النظام الغذائي الذي يوصي به الطبيب بعد العملية، ولاحقًا في هذا المقال توضي للحمية الغذائية الموصى بها بعد العملية.
- تناول المكملات الغذائية، بما في ذلك الفيتامينات المتنوعة، ومكملات الكالسيوم، وفيتامين (د)، وفيتامين ب12 أو الحديد؛ ذلك لأنّ الأشخاص الذين خضعوا للعملية يتناولون كميات قليلة وغير متنوعة من الطعام، فلا يحصلون على ما يكفي من الفيتامينات والمعادن، فتوصف هذه المكملات لتعويض النقص.
- تناول الأدوية المضادّة لحرقة المعدة؛ إذ قد يعاني بعض الأشخاص من حرقة المعدة بعد إجراء العملية.
- اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- إجراء اختبارات دم منتظمة كل بضعة أشهر في السنة الأولى بعد العملية؛ ذلك للتأكد من عدم المعاناة من فقر الدم، أو ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم، أو انخفاض مستويات الكالسيوم أو فيتامين (د).
- الالتزام بالمراجعات الطبية؛ إذ يحتاج الشخص الخاضع للعملية إلى زيارات دورية مدى الحياة لمتابعة الحالة، وإجراء التغييرات عند الحاجة.
الحمية الغذائية بعد ربط المعدة
إنّ النظام الغذائي بعد ربط المعدة يتمثل بتقييد تناول الطعام، إذ يقتصر في الأيام الأولى بعد العملية على الماء، والسوائل مثل الحساء، ثم يستطيع الشخص البدء بتناول الأطعمة المهروسة واللبن حتى نهاية أربعة أسابيع، بعد ذلك تُقدّم الأطعمة الطّرية بين الأسبوعَين الرابع والسادس، وبعد انقضاء ستة أسابيع من إجراء العملية يتناول الشخص الطعام الصحي بصورة طبيعيّة.[٤]
مضاعفات عملية ربط المعدة
في بعض الحالات النادرة قد يُصاب بعض الأشخاص الذين يخضعون للعملية ببعض المضاعفات والآثار الجانبية، من ضمنها:[٤][٦]
- الاستفراغ، والشعور بالغثيان، وحرقة المعدة، وغالبًا ما يتم السيطرة على ذلك بتعديل درجة شدّ الحزام.
- المضاعفات الجراحية البسيطة، تتضمن التهابات الجروح، أو حدوث نزيف بسيط.
- ردود الفعل التحسسية تجاه التخدير، ومشكلات التنفس، والجلطات الدموية في الساقين التي قد تنتقل إلى الرئتين وتُسبّب الانصمام الرئوي، وغيرها.
- التهاب المعدة وتآكلها، مما يؤدّي إلى حرقة وتقرّح في المعدة.
- الإصابات التي قد تحدث أثناء العملية الجراحية في المعدة والأمعاء أو غيرهما من أعضاء البطن.
- حدوث الفتق.
- تندّب الجهاز الهضمي، الذي يؤدي إلى انسداد الأمعاء.
- سوء التغذية.
أما بالنسبة لسلبياتها مقارنةً بعمليات جراحة السمنة الأخرى فتتمثّل ببطء عملية انخفاض الوزن مقارنةً بالعمليات الأخرى، بالإضافة إلى أنَّ الرباط والمنفذ الخارجي فد ينزلق من مكانه، الأمر الذي قد يتطلب إجراء عملية جراحية أخرى لتعديله، فقد يحتاج حوالي 15% من الأشخاص الذين أُجرَيت لهم عملية ربط المعدة إلى عملية جراحية في وقت لاحق.[٤]
العمليّات الجراحية الأخرى لتخفيف الوزن
بالإضافة إلى عملية ربط المعدة توجد أنواع أخرى من العمليّات، منها[٧]:
- جراحة المجازة المعديّة: في هذا النوع يقوم الجرّاح بعمل جيبة صغيرة في الجزء العلوي من المعدة، وهي الجزء الوحيد من المعدة الذي يمكنه استقبال الطعام، وبذلك تقل كميات الطعام والشراب التي يمكن تناولها، وتُقَطع الأمعاء الدقيقة تحت المعدة بمسافة قصيرة وتُربط بالجيبة الجديدة، فيُصبح اتجاه الطعام مباشرةً من الجيبة إلى هذا الجزء من الأمعاء، كما يُعاد ربط جزء الأمعاء الذي يتصل بالمعدة في منطقة سفلية من الأمعاء الدقيقة، وذلك يسمح للعُصارة الهاضمة بالتدفق من جزء المعدة الرئيس إلى الأمعاء الدقيقة، وهذا النوع من الجراحة يُقلِّل من امتصاص المواد الغذائية عبر الأمعاء.
- جراحة تكميم المعدة: خلال جراحة تكميم المعدة يُفصل جزءٌ من المعدة ويُزال من الجسم، ويتم تكوين تركيب يُشبه الأنبوب من الجزء المتبقي من المعدة، فيجعل كمية الطعام التي تستوعبها أقل، كما أنها تُنتج كميةً أقل من هرمون التحكُّم بالشهيّة، الأمر الذي يُقلِّل من الرغبة بتناول الطعام، وبالرغم من ذلك فإنّ جراحة تكميم المعدة لا تؤثِّر على امتصاص السعرات الحرارية والمغذِّيات في الأمعاء.
المراجع
- ^ أ ب "Obesity", mayoclinic, Retrieved 2019-11-24. Edited.
- ↑ "Laparoscopic Adjustable Gastric Banding ", healthcare, Retrieved 2019-11-24. Edited.
- ↑ "Laparoscopic gastric banding", medlineplus, Retrieved 2019-11-24. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح Saurabh (Seth) Sethi, M.D., MPH (24-5-2018), "How does a gastric band work?"، medicalnewstoday, Retrieved 2-12-2019. Edited.
- ↑ "Laparoscopic Adjustable Gastric Banding", hopkinsmedicine, Retrieved 2019-11-24. Edited.
- ↑ "What Is Gastric Banding Surgery for Weight Loss?", webmd, Retrieved 2019-11-24. Edited.
- ↑ "Guide to types of weight-loss surgery", mayoclinic,2016-5-27، Retrieved 2019-11-16. Edited.