عملية فغر القولون أسباب إجرائها والنتائج المنتظرة منها

كتابة:
عملية فغر القولون أسباب إجرائها والنتائج المنتظرة منها

نظرة عامة عن عملية فغر القولون

تُعد عمليّة فغر القولون Colostomy أحد أنواع الجراحات الّتي يتم من خلالها إعادة توجيه مخرج القولون إلى سطح الجلد وذلك بعمل فتحة في البطن تُسمّى الفغرة، بعد أن تقوم الأمعاء الغليظة بتكوين البراز وإخراجه من منطقة المستقيم إلى سطح البطن، وتفرّغ الفضلات في كيس بدلًا من أن تمرر إلى المستقيم، وتستخدم هذه العمليّة الجراحيّة في حالاتٍ متعدّدة أبرزها أمراض القولون والمستقيم، وتُستخدم عمليّة فغر القولون مؤقّتًا حتى يشفى ويعمل بصورةٍ جيّدة ويسترجع المريض راحته الكاملة، ولكن في حالات معيّنة قد يستخدم فغر القولون الدائم، ويُحدّد الجرّاح نوع فغر القولون الأفضل لحالة المريض، وتعد جراحة فغر القولون من الجراحات الشائعة، ولكنّها ذات مضاعفات خطيرة جدًّا، لذلك لا تُعدّ عمليّة فغر القولون خيارً أوليًّا بالنسبة للأطبّاء، ويتم اختيارها بعد إجراء دراسة لمخاطرها وإيجابياتها أولًا، وفي هذا المقال، سيتم التعرّف على كيفيّة إجراء عمليّة فغر القولون ومخاطرها والنتائج المتوقّعة منها والأسباب التي تستدعي إجرائها، وغيرها من التفاصيل.[١]

أسباب إجراء عملية فغر القولون

عادةً ما يتم إجراء عمليّة فغر القولون في الأمعاء لتصحيح العديد من المشاكل وتغيير مسار البراز بعيدًا من منطقة المستقيم، وتجميعه عبر فتحه على سطح البطن، ومن أبرز أسباب إجراء عمليّة فغر القولون ما يأتي:[٢]

  • إصابة القولون بأمراضٍ تتطلّب إبعاد البراز عنه، وذلك كما الحال في مرض سرطان القولون وغيره.[٢]
  • الانساد في منطقة القولون، الّذي لا يسمح بمرور البراز عبره ويتسبّب باحتباسه.[٢]
  • الإصابة أو الاصطدام الّذي يؤثّر على عمل القولون.[٢]
  • الإصابة بمرض كرون، والّذي يُعد أحد أشكال أمراض المناعة الذاتيّة، والّتي تتسبّب بالتهاب الأمعاء وضعف أدائها.[٢]
  • سرطان مستقيمي قولونيّ.[٢]
  • الأورام الحميدة الّتي تصيب القولون، وهي عبارة عن أنسجة زائدة تنمو داخل منطقة القولون والّتي تبدأ بكونها سرطانيّة أو حميدة وتتحوّل إلى سرطان.[٢]
  • حدوث التهاب الرتج الّذي يؤثّر على الطيّات الصغيرة التي تتشكّل داخل الجهاز الهضميّ.[٢]
  • حدوث التهاب في منطقة فتحة الشرج.[٢]
  • وجود عيوب خلقيّة معيّنة تمنع القولون من عمله بصورة طبيعيّة.[٢]
  • حالة متلازمة القولون العصبيّ، حيث تُعد من الأمراض الّتي تؤثّر على القولون وتتسبّب بالانتفاخ والإسهال أو الإمساك وآلام في البطن.[٢]
  • مرض القولون التقرّحي، والّذي يُعد أحد أمراض الأمعاء، حيث يتسبّب بالتهابٍ طويل الأمد داخل الجهاز الهضميّ.[٢]
  • قد يتم إجراء الجراحة أيضًا بسبب وجود جروح أو إصابة في الأمعاء، أو المستقيم، أو في المنطقة التي توجد أمام فتحة الشرج.[١]

كيفية الاستعداد لعملية فغر القولون

يشرع الطبيب بسؤال المريض عن جميع الأدوية الّتي يتناولها وبمساعدة الطبيب الجرّاح يمكن معرفة بعض المعلومات حول إمكانيّة استمرار الدواء أو إيقافه استعدادً لإجراء الجراحة، ولمعرفة كيفيّة الاستعداد لعمليّة فغر القولون يمكن تتبّع ما يأتي:[٣]

  • يجب إيقاف تناول دواء البريدنيزون والّذي يؤثّر على عمليّة الشفاء من العمليّة ويتفاعل مع الأدوية المستخدمة لها.
  • يطلب الطبيب عادةً إجراء بعض الفحوصات الروتينيّة قبل الجراحة، ومن هذه الفحوصات فحص الأشعّة السينيّة للصدر وفحص بدني للمريض.
  • تتطلب مرحلة ما قبل العمليّة من الفريق الطبي أن يشرح للمريض كيفيّة التعامل مع حياته الجديدة والعناية بالثغرة والمستلزمات الّتي سيحتاجها المريض بعد الجراحة.
  • يتم تحديد مكان الثغرة قبل العمليّة، بحيث يتم اختيار منطقة يستطيع المريض الوصول إليها ويتعامل معها بسهولة.
  • يتم تحضير القولون بتنظيفه من الفضلات الّتي يحتويها، لذلك ففي اليومين اللذان يسبقان العمليّة الجراحيّة يكون من الضروري اتّباع تعليمات الجرّاح للتخلّص من البراز بسهولة، فقد يوصي الجرّاح مريضه بالصيام أو بإجراء حقنةٍ شرجيّة أو بتناول أدويةٍ مسهّلة.
  • قد يصف الطبيب للمريض أدوية مضادات حيويّة لمنع العدوى الّتي قد تحدث قبل العمليّة الجراحيّة أو بعدها أو أثناءها.
  • يتم إعطاء المريض جرعة مخدّر قبل ساعاتٍ عديدة قبل إجراء العمليّة الجراحيّة.
  • عند الاستيقاظ من الإنعاش، يتم إرفاق كيس على فتحة فغر القولون، بحيث ترتبط بأنبوبة التصريف الّتي تنقل الفضلات.

كيفية الإجراءات الجراحية لعملية فغر القولون

نسبةً إلى سبب إجراء الجراحة، والحاجة الّتي دعت إليها، يتم إجراء الجراحة في أحد أجزاء القولون الأربع، في الجزء التصاعديّ أو التنازلي أو العرضي أو السيني، وبناءً على المرض الّذي قد أصاب القولون يتم اختيار المدّة الّتي يفترضها الطبيب ببقاء الفغر والكيس على بطن المريض، حيث يكون استخدام الكيس قصير المدى في حال كانت الأمراض بسيطة مثل الالتهابات أو الإصابات الّتي تتطلب بعض الراحة للأمعاء بصورةٍ مؤقّتة حيث يتم بعدها إعادة ربط القولون كما كان في السابق، أمّا جراحة الفغر الدائمة فتتم بعد الإصابات أو الأمراض التي تشكّل خطورة أكبر وتكون غير قابلة للشفاء في بعض الأحيان كمرض فشل العضلات أو أمراض السرطان الّتي تتطلّب إزالة المستقيم، وتتشكّل الخطوات الجراحيّة لفغر القولون حسب ما يأتي:[٤]

  • عادةً يتم إجراء عمليّة فغر القولون في المنطقة الوسطى من القولون.
  • يتم فتح الثغر في منطقة عبر الجزء الأعلى من منطقة البطن.
  • إذا تم إجراء العمليّة الجراحيّة في منطقة القولون الصاعد في الجهة اليمنى من البطن فإنّه يترك منطقة صغيرة فقط لنشاط القولون.
  • يتم إجراء جراحة القولون في المنطقة المتسعرضة ويتم عمل فتحة واحدة أو فتحتين، أحدهما للبراز والأخرى للمخاط الّذي ينتجه القولون.
  • يتم إجراء عمليّة فغر القولون الهابط إلى الجهة اليسرى السفلى من البطن.
  • أمّا فغر القولون السيني فيتم وضعه في أسفل الجهة اليسرى بمنطقة أبعد من التي تم تحديدها في فغر القولون الهابط.

النتائج المنتظرة من عملية فغر القولون

إنّ إصابة البعض بأمراضٍ تؤدي للقيام بعمليّة فغر القولون ثم القيام بعمليّة الفغر، لن يغير من أداء الجسم وقدرته على هضم الطعام، ولكن سيكون هناك عدم تناسق في البراز بناءً على مكان الثغرة وطول القولون، كما قد تختلف عمليّة الفغر بناءً على المدّة الزمنيّة التي يلازمها المريض،[٥] وتختلف النتائج المنتظرة من عملية فغر القولون كما يأتي:

  • بعد بقاء المريض في المستشفى مدّة تتراوح بين الـ 3 و الـ 7 أيام، يتوقّع أن لا يكون المريض قادرًا على تناول الطعام والشراب بصورةٍ طبيعيّة، وذلك لحاجة القولون للشفاء مدّة أطول، فعادةً ما يتم إعطاء المريض رقائق ثلجيّة في الأيام الأولى، ثم يتم إتباعها بسوائل صافية فيما بعد، وبعدها يتمّ التدرّج بتناول سوائل ذات كثافة أكبر وأطعمة ذات حجمٍ ناعم وذلك بعد يومين من إجراء العمليّة.[٦]
  • يكون لون الثغرة ورديّ وتبقى رطبة لفترة محدّدة، كما سيتم ملاحظة وجود بعض الكدمات حول المنطقة، ولكن ذلك ليس مدعاةً للقلق، لأنّ ذلك اللون سيختفي تمامًا.[٤]
  • يتوقّع أن يختلف شكل البراز عمّا كان عليه في الحالة الطبيعيّة، كما سيكون أكثر سيولة من ذي قبل، ولكن ذلك ليس مدعاةً للقلق أيضًا بسبب عدم مروره بمنطقة المستقيم.[٤]
  • يتوقّع أن يستمر القولون بعمله بشكلٍ جيّد كما كان في السابق، ولكن سيكون تمرير الفضلات منه عبر فتحة الفغر إلى الكيس خارجًا.[٧]
  • لا يستبعد الطبيب حدوث مضاعفاتٍ حول المرض، كما أنّه من الطبيعيّ أن لا يعود المريض لنشاطه السابق كما المعتاد، ولكن كلّ ذلك من المفترض أن يكون نوقش مع المريض قبل العمليّة، وتمّت دراسة إيجابياته وسلبياته والتقرير ما الأفضل بالنسبة له.[٤]

مخاطر عملية فغر القولون

كما هو الحال مع أي عمليّة جراحيّة، تعدّ عملّة فغر القولون ذات مخاطرٍ ومضاعفاتٍ تصيب البعض، ليس من الضروري أن يتعرّض الجميع لهذه المخاطر، ولكن من المهم إخبار الطبيب حين الشعور بها أو ملاحظتها؛ تجنّبًا لتزايدها لدرجةٍ قد تهدّد حياة المريض وتلغي فائدة العمليّة بشكلٍ كليّ،[٨] ومن أبرز مخاطر وضاعفات عمليّة فغر القولون ما يأتي:[١]

  • حدوث رد فعلٍ تحسّسيّ ومشاكل في الجهاز التنفسيّ بعد إجراء العمليّة.
  • النزيف المفرط بعد العمليّة، والذي قد يتسبّب بحدوث صدمة دماغيّة.
  • حدوق تجلّطات في الدّم، وخاصّةً في منطقة الأوردة العميقة، وقد تتفاقم هذه الحالة متسبّبةً بانتقال هذا التجلّط إلى منطقة الرئتين.
  • حدوث عدوى أو تسمّم في الدّم، وذلك نتيجة الإصابة بالعدوى.
  • حدوث نزيف في منطقة البطن.
  • في بعض الحالات قد يحصل هناك انسداد أو انهيار في فتحة الفغرة.
  • حدوث مشاكل مختلفة ومتنوعة في الجهاز الهضميّ، مثل الإسهال والإمساك وانسداد منطقة الأمعاء.
  • قد يحصل خلل جراحي يؤدّي إلى حدوث تلف في بعض الأعضاء الأخرى داخل منطقة البطن.
  • قد يعاني البعض من حدوث مشكلة تطوّر النسيج الندبيّ حول منطقة الأمعاء؛ الأمر الّذي قد يتسبّب بانسدادٍ في منطقة الأمعاء.
  • قد يُصاب البعض بفتقٍ في البطن، أو انتفاحٍ في أحد الأعضاء أو الأنسجة الموجودة في عضلات البطن حول الفغرة.
  • قد يعاني البعض من الإصابة بتهيّجات وتقرّحات وغيرها من العدوى والمشاكل في منطقة الثغرة أو ما جاورها من الأعضاء والأنسجة.
  • قد يحدث فتح في شق البطن الخارجي بعد العمليّة.
  • يجب إبلاغ الطبيب في حال وجود الحمل أو الإرضاع؛ تجنّبًا لحدوث مضاعفاتٍ خطيرة.
  • قد يُلاحظ الإصابة ببعض الأعراض الخطرة مثل التورّم والحمّى والنزيف أو زيادة كبيرة في الألم واحمرار الجرح؛ لذلك يجب إخبار الطبيب فور ملاحظة هذه الأعراض.
  • بعض الأدوية قد تتفاعل بصورة أو بأخرى مع العمليّة وتقلل من فائدتها، لذلك يجب إخبار الطبيب بجميع الأدوية الّتي يتناولها المريض قبل إجراء الجراحة ووفق التعليمات الطبيّة.
  • قد يعاني البعض من وجود أحد أنواع الحساسيّة، وهذا قد يشكّل خطرًا حين إجراء العمليّة الجراحيّة، لذلك يجب إخبار الطبيب بوجود حالات التحسّس قبل إجراء جراحة فغر القولون.

ما يمكن توقعه بعد إجراء عملية فغر القولون

قد تجعل المعرفة المسبقة بالنتائج المنتظرة من العمليّة أمر التعافي أسهل وأسلس بشكل أكبر، فمعرفة المدّة الّتي تستغرقها العمليّة والآلام الّتي تسبّبها يسهم في جعل المريض أكثر التزامًا بتعليمات الطبيب، ومن أبرز ما يمكن توقعه بعد إجراء عملية فغر القولون يأتي:[١]

  • بعد الانتهاء من العمليّة الجراحيّة، يتم وضع المريض في غرفة العناية لمراقبة العلامات الحيويّة، ويُتوقّع غالبًا أن يتم وضع أنبوبة من الأنف عبر الحلق وحتّى المعدة، وذلك لإطلاق الهواء الّذي يعمل على صرف السوائل من المعدة حتّى يتمكّن الجسم من التعامل مع هذه المواد مستقبلًا.[١]
  • قد يتم نقل المريض إلى غرفة العناية المركّزة، وذلك في بعض الحالات الّتي تتطلّب عناية أكبر من تلك المقدّمة في غرف المستشفى العاديّة.[١]
  • يتم وضع المريض تحت الرقابة لمدّة تتراوح بين 5 وحتّى 7 أيام؛ لإعطائه فرصة للشفاء قبل العودة لحياته الطبيعيّة.[١]
  • يُتوقّع أن تتم عمليّة الشفاء في غضون أربعة إلى ستة أسابيع.[١]
  • يُتوقّع أن يعاني البعض من بعض الألم بعد العمليّة خاصّةً بعد إجراء العمليّة الجراحيّة وفي منطقة الشق والفغر، لذلك يقوم الطبيب بمعالجة الألم بوصف بعض المسكّنات حتى يشعر المريض بالراحة بشكل أكبر.[١]
  • في بعض الأحيان، يتوقّع أن يستصعب المريض القيام بأنشطةٍ شاقّة تتسبّب بالضغط على البطن كرفع أشياء ثقيلة.[٩]
  • يُتوقّع أن يُعاني البعض منانتفاخ البطن وكثرة الرياح المتشكّلة بعد العمليّة.[٩]
  • يُتوقّع أن يتم الاعتياد على الحياة بوجود فغر في القولون ولكن هذا الاعتياد قد يحدث في وقتٍ محدد.[٩]
  • يُتوقّع أن يتقيّد البعض في معيشتهم بسبب الكيس الموجود في فتحة الفغر، حيث يشعرون بالانزعاج وضيق في الملابس وغيرها.[٩]
  • يتوقع أن يلاقي المرضى صعوبةً في الاستحمام، كما يحتاج البعض لملابس استحمامٍ خاصّة.[١]
  • سيطلب الطبيب من المريض أن يستبعد بعض المشروبات والأطعمة الّتي قد تضر أو تأخّر عمليّة الشفاء.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز "Colostomy ", www.healthgrades.com, Retrieved 2020-06-01. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س "Colostomy..", www.healthline.com, Retrieved 2020-06-02. Edited.
  3. "What to Know About Colostomy Surgery", www.verywellhealth.com, Retrieved 2020-06-03. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "Colostomy", www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 2020-06-03. Edited.
  5. "Surgical Procedures: Colostomy", www.oncolink.org, Retrieved 2020-06-04. Edited.
  6. "Colostomy", www.healthdirect.gov.au, Retrieved 2020-06-04.
  7. "Colostomy,", medlineplus.gov, Retrieved 2020-06-04. Edited.
  8. "Colostomy", www.cancer.net, Retrieved 2020-06-04. Edited.
  9. ^ أ ب ت ث "Colostomy.", www.nhs.uk, Retrieved 2020-06-04. Edited.
9920 مشاهدة
للأعلى للسفل
×