عملية شفط دهون البطن

كتابة:
عملية شفط دهون البطن

دهون البطن

تُعدُّ دهونُ البطنِ إحدى المشكلات التي يعاني منها الأشخاص، ليس فقط لأنّها تُعطي الجسم مظهرًا سيّئًا، بل لأنها أيضًا ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتطوّرِ بعض الأمراض، مثل: السكّري من النوع الثاني، وأمراض القلب، لهذا السبب فإنّ فقدان الدهون من منطقة البطن تترتّبُ عليه فوائدُ هائلةٌ للصحّة، ويُمكن أن يساعد على العيش لفترةٍ أطول.[١]

عادةً ما تُقدّر الدّهون في البطن بِمقياس مُحيط الخصر، ويُمكن القيام بذلك بسهولةٍ في المنزل، باستخدام شريطِ قياسٍ بسيط؛ إذ إن تجاوز قياسٍ محيط الخصر 102 سم للرجال و88 سم للنساء يُشير إلى تراكم دهون البطن.[١]


عملية شفط دهون البطن

تُعدُّ عمليّةُ شفطِ الدهون نوعًا من أنواع الجراحةِ التجميليّة، والتي تتضمّن تكسيرَ الدهونِ وشفطها من الجسم، وغالبًا ما تُجرى للتخلُّص من الدّهون في مناطق البطن، والفخذين، والأرداف، والرّقبة، والذّقن، والذراعين، وبطّة الرِّجل، والظهر. وتُزال الدهون باستخدام أداةٍ مُجوّفة تُعرَف طبيًّا باسم القُنيّة، توضع هذه الأداة تحت الجلد، ثمّ يُطبَّق ضغط عالٍ داخل الأداة، وتُعدُّ عمليّةُ شفط الدهون من أكثر عمليّاتِ التجميلِ شيوعًا في الولايات المتّحدة؛ إذ تُجرى أكثر من 300000 عمليّة شفط دهون كل عامٍ، بتكاليفَ تتراوحُ بين 2000 و3500 دولارٍ تقريبًا.[٢]


أنواع عملية شفط الدهون

تتوفر العديد من تقنيات شفط الدهون المختلفة المتاحة للجراحين في الوقت الحالي، والفرق الرئيس بين كل نوع هو التكنولوجيا المستخدمة في العملية؛ إذ تتصف كل منها بمزايا معينة، فيختار جراحو التجميل أحيانًا تقنيةً معينةً اعتمادًا على طبيعة الإجراء، وتعتمد نتائج جراحة شفط الدهون على مهارة وخبرة جراح التجميل، وفي ما يأتي بعض أنواع شفط الدهون الأكثر شيوعًا المستخدمة في الوقت الحاضر:[٣]

  • شفط الدهون بطريقة النفخ: إذ يقوم جراح التجميل بضخ محلول مخدر في منطقة العلاج لتقليل النزيف أثناء العملية، وغالبًا ما يكون إجراء شفط الدهون بالتخدير الموضعي اعتمادًا على حالة المريض.
  • شفط الدهون باستخدام الموجات فوق الصوتية: تستخدم هذه التقنية طاقة الموجات فوق الصوتية للمساعدة في تفتيت الأنسجة الدهنية وتفكيكها عن الجسم، مما يسمح بإزالة كميات أكبر من الدهون بسهولة من خلال جراحة سريعة.
  • شفط الدهون باستخدام الليزر: إذ تستخدم هذه التقنيات طاقة الليزر للمساعدة على التخلص من الخلايا الدهنية.
  • شفط الدهون عن طريق الشفط: تستخدم هذه التقنية جهازًا يشبه المكنسة الكهربائية للمساعدة على إزالة الدهون، وتتضمن هذه الطريقة استخدام أداة تعمل على تحسين التقنية المستخدمة لإزالة الدهون.

بعد الانتهاء من إجراء هذه العمليّة قد لا يضطرُّ الشخص إلى البقاء في المستشفى، وذلك يعتمد على نوع الجِراحة التي أُجريت له، لكن في جميع الأحوال يُتوقّعُ حدوثُ كدماتٍ وتورُّمٍ وألمٍ لبضعةِ أسابيعَ على الأقل. وقد يوصي الجرّاح بارتداء لباسٍ ضاغط لمدةِ شهرٍ إلى شهرين بعد الجراحة للسّيطرة على التورُّم، كما قد يوصي بضرورة تناول بعض المضادّات الحيويّة لتجنُّب الإصابة بالعدوى، ويتمكّن معظم الأشخاص من العودة إلى العمل في غضون بضعة أيّامٍ، والعودة إلى الأنشطة العاديّة في غضون أسبوعين.[٤]


دواعي استخدام عملية شفط الدهون

يُلجأ إلى شفط الدهون لتحسين مظهر الجسم، إذ ينصح به فقط إذا أخفقت تغييرات نمط الحياة في تحقيق النتائج المرجوة للتخلص من الدهون التي تقاوم ممارسة الرياضة والنظام الغذائي، إذ يزداد حجم وكثافة كل خلية دهنية عند اكتساب الوزن، لذالك يقلل شفط الدهون من عدد الخلايا الدهنية في المناطق المعزولة، ومن مناطق الجسم المستهدفة عادةً لهذا الإجراء ما يأتي:[٢]

  • البطن.
  • الظهر.
  • الأرداف.
  • الصدر.
  • الركبتان الداخليتان.
  • الوركان.
  • طرفا الخاصرة.
  • خط العنق ومنطقة تحت الذقن.
  • الفخذان، سواء الخارجيان أم الداخليان.
  • الذراعان العلويان.

تكون النتائج أفضل عند الأشخاص ذوي البشرة المرنة، إذ يتخذ الجلد الشكل الجديد، وفي بعض الحالات قد يصبح مترهلًا في مناطق شفط الدهون، وينصح بأن يكون عمر الشخص أكثر من 18 عامًا وبصحة جيدة، وتجدر الإشارة إلى عدم الخضوع لعملية شفط الدهون عند وجود أي مشكلات في الدورة الدموية أو تدفق الدم، مثل: مرض الشريان التاجي، أو مرض السكري، أو ضعف الجهاز المناعي.


الآثار الجانبية لعملية شفط الدهون

توجد بعض الآثار الجانبية الشائعة لعملية شفط الدهون، بالإضافة إلى الآثار الجانبية الخطيرة نادرة الحدوث، يمكن توضيحها كما يأتي:[٥]

  • الآثار الجانبية الشائعة: تتضمن هذهه الآثار ما يأتي:
    • نتوءات وترهّل في الجلد.
    • تغيُّر لون الجلد.
    • تراكم السوائل التي قد تحتاج إلى تصريف.
    • خدران مؤقّت أو دائم.
    • التهاب الجلد.
    • جرح أو ثقب في عضوٍ داخليٍّ.
  • الآثار الجانبية النادرة: تتضمن هذه الآثار ما يأتي:
    • الانصمام الدهنيّ، وهو حالةٌ طبيّةٌ طارئة، تحدث عند وجود جلطة دهنيّة في مجرى الدم، أو الرئتين، أو الدماغ.
    • مشكلات في الكلى والقلب، تحدث بسبب التغيُّرات في مستويات سوائل الجسم أثناء العمليّة.
    • مُضاعفات متعلِّقة بالتخدير، مثل سُميّة الليدوكايين، والليدوكايين هو مادةٌ مُخدّرة غالبًا ما يتم أخذها مع السوائل التي يتم حقنها أثناء عملية شفط الدهون للمساعدة في تسكين الألم، وبالرغم من أنه آمنٌ بصورة عامّة، إلا أنه قد يُسبِّب التسمُّم في بعض الحالات النّادرة، ممّا يعود بمُشكلاتٍ خطيرةٍ على القلب والجهاز العصبيِّ المركزيِّ.[٥]


مُضاعفات شفط الدهون

في حال لوحِظ وجود أيّ منطقةٍ من المُحتمل أن تكون مصابةً بعدوى أو التهاب؛ أو وجود مساحة من الجلد حمراء أو وجود صديد بالقرب من مكان جرح العمليَّة عندها ينبغي الاتصال بالطبيب مباشرةً. بالإضافة إلى ذلك إذا كان المريضُ يشعر بالإغماءِ ينبغي أيضًا الإسراع بالتواصل مع الطبيب.[٦]

من ضمن الحالات الأخرى الأكثر حدّةً والتي ينبغي إخبار الطبيب عنها هي ضيق التنفُّس، أو الألم الشديد بعد العملية، والنّزيف الشديد، والشّعور بألمٍ في الصّدر.[٦]


مُحدِّدات عملية شفط الدهون

في الحقيقة إنّ بعض ما يُشاع من الميّزات التي تستطيع عمليّة شفط الدهون توفيرها للخاضعين لها هي ميِّزاتٌ بعيدةٌ كلّ البعد عن الحقيقة، وفي النقاط التالية تفصيل لما لا تستطيع عمليّات شفط الدهون تحقيقه:[٧]

  • شدّ الجلد المُترهِّل: في الحقيقة سيبقى الجلد المترهِّل قبل الجراحة كما هو بعدها، وربّما بسبب تأثير الانكماش عند إزالة الدهون قد يبدو الترهل أسوأ من قبل، فما يجري أثناء العملية يُشبه تأثير البالون الذي تم نفخهُ لفترةٍ من الوقت ثمّ أُفرِغً فجأةً؛ فلن يعود إلى شكله السابق.
  • إزالة علامات تمدُّد الجلد: علامات التمدُد هي نُدَب تُصيب طبقة الأدَمَة، وبمجرّد حدوثها لا يمكن أن تتلاشى تمامًا، لكنها قد تبهت قليلًا ويتحسّن مظهرها.
  • القضاء على السيلوليت: في الحقيقة إنّ عمليّة شفط الدهون لا يمكنها القضاء على السيلوليت، بل قد تزيد الحالة سوءًا لدى الأشخاص الذين يعانون من ترهُّل الجلد.
  • بديل لجراحة السمنة: جراحة شفط الدهون شكلٌ من أشكال نحت الجسم وتحديده، وفي الحقيقة هي لا تُفيد في تخفيف الوزن لمن يُعانون من زيادته أو السُّمنة المُفرِطة؛ لأنّ كمية الدهون التي يمكن شفطها محدودةٌ، ولن تُحدِث أثرًا كبيرًا على الوزن. كما أنّ عملية شفط الدهون لا تعوِّض عن اتباعِ نظامٍ غذائيٍّ لتقليل الوزن، أو عن ممارسة التمارين الرياضيّة.
  • جعل البطن مُسطَّحًا: عملية شفط الدهون تستهدف الدهون الموجودة بين الجلد والعضلات، مما يعني أنّ هذه العمليّة لن تجعل البطن مُسطّحًا، وللحصول على بطنٍ مُسطّحٍ ينبغي ممارسة التمارين الرياضية المناسبة مع اتّباعِ نظامٍ غذائيٍّ مناسبٍ أيضًا.


المراجع

  1. ^ أ ب Kris Gunnars, BSc (2018-4-11), "6 Simple Ways to Lose Belly Fat, Based on Science"، healthline, Retrieved 2019-12-20. Edited.
  2. ^ أ ب Christian Nordqvist (2018-1-5), "What are the benefits and risks of liposuction?"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-12-20. Edited.
  3. "LIPOSUCTION GUIDE", www.americanboardcosmeticsurgery.org, Retrieved 27-10-2019. Edited.
  4. Stephanie S. Gardner, MD (2018-8-6), "Liposuction: What You Should Know"، webmd, Retrieved 2019-12-20. Edited.
  5. ^ أ ب Erica Cirino (2019-4-23), "CoolSculpting vs. Liposuction: Know the Difference"، healthline, Retrieved 2019-12-20. Edited.
  6. ^ أ ب Joel Schlessinger, MD, "Liposuction"، emedicinehealth, Retrieved 2019-12-20. Edited.
  7. Millicent Odunze, MD (2019-11-28), "Limitations of Liposuction"، verywellhealth, Retrieved 2019-12-20. Edited.
4191 مشاهدة
للأعلى للسفل
×