محتويات
اكتشاف الجلود
تم اكتشاف الجلود منذ حوالي ثلاثة وعشرين ألف عام من الآن، حيث كان البدو يعتمدون على الصيد بشكل كبير مما جعلهم يدركون أهمية جلود الحيوانات التي كانوا يذبحونها، فكانوا يقومون بمعالجة الجلود لتصبح صالحة للاستخدام البشري، وفي بدايات اكتشاف الجلود كانت تعالج بمواد كيميائية طبيعية مثل التانين النباتي الطبيعي والدهون الطبيعية والبروتينات وغيرها، أما في الوقت الحالي فتستخدم مواد كيميائية صناعية لمعالجة الجلود في أحدث المصانع التي تصنع الاكسسوارات الجلدية والملابس وغيرها، وهي من أكبر الصناعات في العالم، ولكن التطوير على صناعتها لم يكن كبيرًا، ويتحدث هذا المقال عن عملية صناعة الجلود.[١]
عملية صناعة الجلود
تمر عملية صناعة الجلود بعدة عمليات، وتختلف هذه العمليات بحسب نوع الجلود، وقبل خضوعها للعمليات يجب الحفاظ على الجلد وحمايته بعناية قبل الوصول إلى المدبغة، ولأن جلد الحيوان يبدأ بالتحلل خلال ساعات من ذبح الحيوان، فيجب منع تحلل الجلد، فتتعرض الجلود لعملية تجفيف وذلك إما عن طريق الهواء أو الملح؛ فيتم تمليح الجلود بشكل جاف أو رطب، أو تخليلها بالأحماض والأملاح قبل نقلها إلى المدبغة، وعندها تخضع الجلود الحقيقية إلى عمليات أساسية وهي كالآتي:[٢]
المراحل التحضيرية
تتضمن هذه المراحل تحضير الجلد لعملية الدباغة وذلك بحفظه لكي لا يضعف، وغسيله بالماء، وتقسيم الجلد إلى طبقات، وإزالة بعض مكونات الجلد؛ فيتم إزالة الشعر وإزالة اللحم الموجود تحت الجلد وإزالة الدهون والشحوم والزيوت الطبيعية من داخل الجلد، وإزالة بعض البروتينات، والتبييض لإنتاج جلود بألوان فاتحة، ويتم أيضًا التخليل وذلك لخفض الرقم الهيدروجيني للمنطقة الحمضية ويتم ذلك بالأملاح ويساعد أيضًا في فعالية بعض عوامل الدباغة؛ مثل الكروم والمعادن الأخرى والألدهيدات وغيرها. [٣]
الدباغة
في عملية الدباغة يتم تحويل البروتين الموجود في الجلود إلى مادة لن تتعفن وتناسب تطبيقات عديدة، فالجلود المدبوغة تبقى مرنة ولا تتعفن، بينما الجلود الخام تبقى صلبة جافة وقد تتعفن، وأكثر مواد الدباغة المستخدمة هي الكروم الذي يجعل الجلد باللون الأزرق الباهت، وهناك طرق مختلفة للدباغة، ويتم الاختيار بين الطرق بحسب الاستخدام النهائي للجلد[٣]، ومن هذه الطرق: دباغة الخضار؛ وهي أقدم طرق الدباغة وتعتمد على أجزاء النباتات لوجود التانين، أي حمض التانيك فيها والتي تنتج جلود صلبة ومقامة للماء، والدباغة المعدنية؛ والتي تعتمد على استخدام الأملاح المعدنية لإنتاج جلود ناعمة ومرنة، ودباغة النفط؛ وهي أيضًا طريقة قديمة وتعتمد على زيت السمك أو غيره بحيث تخزن المواد الدهنية فتعطي رطوبة طبيعية للجلد وتنتج جلد ناعم مثل جلد الشامواه.[٢]
معالجة الجلود المدبوغة
وهي آخر مرحلة في عملية صناعة الجلود، فبعد الانتهاء من عملية الدباغة يتم معالجة الجلود، فيتم تجفيف الجلد أولًا ثم يُصبغ باللون المناسب، ومن ثم يتم دمج الزيوت والشحوم في الجلد وذلك لتحسين ليونتها وتشحيمها، وبعدها يتم استخدام نشارة الخشب الرطبة لتجديد الجلد المجفف، وثم يتم تمديد الجلد وتنعيمة وأخيرًا يتم تغليفه لمنعه من التآكل ومن الماء والبرودة والحرارة، وهكذا تصبح الجلود جاهزة لاستخدامها في تصنيع المنتجات المتعددة مثل: الأحذية والملابس وغيرها.[٢]
كيف يمكن التأكد من أن الجلد أصلي؟
من المعروف أن هناك العديد من المنتجات المصنوعة من الجلود، ويصعب على المشتري التمييز بين إذا كان المنتج مصنوع من الجلد الأصلي أم من الجلد المزيف لأنه يُصنع بشكل قريب جدًا من الجلد الأصلي، فهناك بعض الصفات للجلد الأصلي لا يمكن تقليدها، وهناك حيل يمكن استخدامها لمعرفة ما إذا كان الجلد أصلي أم لا، ومنها:[١]
اختبار قطرة الماء
الجلود الأصلية تمتص الماء، فإذا قام المشتري بوضع قطرة ماء عليها سوف تمتصها، أما إذا تم وضع قطرة الماء على جلد مزيف فإن قطرة الماء ستبقى على سطح الجلد، لأنه وعلى الرغم من مرور زمن طويل على عملية صناعة الجلود المزيفة إلا أنها لم تتمكن من جعل الجلد قادر على امتصاص الماء لأنها سمة طبيعية للجلد.[١]
السطح
شكل سطح الجلد الأصلي يختلف عن سطح الجلد المزيف، وذلك لأن الجلد الأصلي مصنوع من جلد الحيوان؛ فسيكون على سطحه تشققات وبقع، بينما الجلد المزيف رغم المحاولات للوصول لهذا النمط إلا أنها قد تصل إلى نمط مناسب من هذه الشقوق ولكن سيبقى واضحًا أنه ليس حقيقي وإنما صناعي، وهذه طريقة يصعب تمييز الجلد الأصلي من المزيف فيها.[١]
الرائحة
يكون الفرق بين رائحة الجلد الأصلي ورائحة الجلد المزيف، بأن الجلد الأصلي له رائحة مميزة فهو بالأصل تكون رائحته عفنة ويتم التحسين عليه للتخفيف من هذه الرائحة، أما الجلد المزيف فتكون رائحته كرائحة البلاستيك.[١]
الانحناء
كما أن من خصائص الجلد الأصلي الانحناء؛ فيمكن ثني الجلد الأصلي وعند ثنيه يتغير لونه قليلًا أما الجلد المزيف ورغم المحاولة في عملية صناعة الجلود المزيفة إلا أنهم لم يتمكنوا من الحصول على هذه الخاصية؛ فالجلد المزيف يصعب ثنيه وبالتالي لا يتغير لونه.[١]