محتويات
عملية غسل الكلى
الكليتان هما زوجان من الأعضاء في شكل حبة فاصولياء توجدان على جانبي العمود الفقري أسفل الأضلاع وخلف البطن، ويصل طول كل كلية من 4 أو 5 إنشات، أي بحجم قبضة كبيرة تقريبًا، وهي المسؤولة عن تصفية الدم من الفضلات، بالإضافة إلى التحكم بتوازن السوائل في الجسم، والمحافظة على المستويات الصحيحة للكهارل، ذلك من خلال مرور الدم كله في الجسم عدة مرات في اليوم، إذ يدخل إلى الكلية وتُصفّى الفضلات، ويضبط الملح والماء والمعادن، إذا لزم الأمر، ثم يعود الدم المُصفّى إلى بقية الجسم، بينما تذهب النفايات إلى البول، الذي يتجمع في حوض الكلى ثم يخرج منها عن طريق أنبوب يُسمّى الحالب إلى المثانة.
أنواع غسيل الكلى
قد تعمل ما نسبته 10 في المئة فقط من الكلية دون ملاحظة ظهور أيّ أعراض أو مشاكل، وقد يؤدي توقف الدم عن التدفق إلى الكلية إلى موت جزء منها أو كلها، مما يؤدي إلى الإصابة بالفشل الكلوي، وفي هذه الحالة يلجأ الأطباء إلى الغسيل الكلوي، وهو علاج يؤدي وظائف الكلى في حال توقفها عن أداء وظيفتها. وهناك نوعان من غسيل الكلى:[١][٢]
- غسيل الدم؛ يوضع فيه الدم خلال مرشّح خارج الجسم لتنظيفه، ثم يُعاد للجسم.
- غسيل الكلى البريتوني؛ يُنظّف الدم داخل الجسم ويوضع سائل خاص في البطن لامتصاص الفضلات من الدم الذي يمرّ عبر الأوعية الصغيرة في تجويف البطن، ثم يصرف السائل بعيدًا، وعادةً ما يُنفّذ هذا النوع من غسيل الكلى في المنزل.
أسباب عملية غسل الكلى
تمنع الكلية السليمة المياه الإضافية والنفايات وغيرها من الشوائب من التجمّع في الجسم، كما أنّها تساعد في السيطرة على ضغط الدم وتنظيم مستويات العناصر الكيميائية في الدم، وقد تشمل هذه العناصر الصوديوم والبوتاسيوم، وتنشّط الكلية نوعًا من فيتامين د الذي يحسّن امتصاص الكالسيوم، وعند عدم تمكّن الكلية من أداء هذه الوظائف بسبب المرض أو الإصابة؛ يساعد غسيل الكلى في استمرار عمل الجسم بشكل طبيعي قدر الإمكان، إذ من دون غسيل الكلى تتراكم الأملاح وغيرها من النفايات في الدم، ويتسمّم الجسم، وتٌضَرّ الأعضاء الأخرى. -ومع ذلك- فإنّ غسيل الكلى ليس علاجًا لأمراض الكلى أو غيرها من المشكلات التي تصيب الكلى، إذ قد توجد حاجة إلى علاجات مختلفة لحلّ هذه المشكلات.[٣]
مخاطر عملية غسل الكلى
ينطوي غسيل الكلى على عدة مخاطر تختلف اعتمادًا على نوع غسيل الكلى، ومنها ما يأتي:[٤][٥]
- مخاطر غسيل الدم:
- انخفاض ضغط الدم؛ هو أحد الآثار الجانبية الشائعة لغسيل الكلى، خاصةً عند الإصابة بمرض السكري، وقد يظهر انخفاض ضغط الدم مصحوبًا بضيق في التنفس، أو تقلصات في البطن، أو تقلصات في العضلات، أو غثيان، أو تقيؤ.
- تشنجات العضلات؛ إذ إنّها شائعة أثناء غسيل الكلى دون سبب واضح، وفي بعض الأحيان تُخفّف التشنجات عن طريق تعديل وصفة غسيل الكلى، كما يساعد ضبط السوائل والصوديوم بين علاجات غسيل الكلى في منع الأعراض أثناء العلاج.
- الحكة، يعاني مريض غسيل الكلى من حكة في الجلد، التي غالبًا ما تصبح أشد أثناء أو بعد العملية مباشرة.
- مشاكل النوم، غالبًا ما يعاني الأشخاص الذين يتلقّون غسيل الكلى صعوبة في النوم، وأحيانًا بسبب توقف التنفس أثناء النوم، أو بسبب ألم في الساقين، أو عدم الراحة.
- فقر الدم، حيث عدم وجود ما يكفي من خلايا الدم الحمراء في الدم هو أحد المضاعفات الشائعة لفشل الكلى وغسيل الكلى، إذ يقلل فشل الكلى من إنتاج هرمون يُسمّى الإريثروبويتين الذي يُحفّز تكوين خلايا الدم الحمراء، مما يسهم في الإصابة بفقر الدم.
- أمراض العظام، يسبب تلف الكلية عدم القدرة على معالجة فيتامين د، مما يُضعِف امتصاص الكالسيوم، ويُضعِف العظام.
- زيادة السوائل، نظرًا لأنّ السائل يُزال من الجسم أثناء غسيل الكلى؛ فقد يؤدي شرب المزيد من السوائل أكثر من الموصى به بين علاجات غسيل الكلى إلى حدوث مضاعفات تهدد الحياة؛ مثل: قصور القلب، أو تراكم السوائل في الرئتين المعروفة بالوذمة الرئوية.
- التهاب الغشاء المحيط بالقلب.
- ارتفاع مستويات البوتاسيوم.
- الاكتئاب، يسبب غسيل الكلى التغييرات في المزاج، والمعاناة من الاكتئاب أو القلق بعد بدء غسيل الكلى.
- مخاطر غسيل الكلى البريتوني:
- الالتهابات، تُعدّ عدوى بطانة البطن المعروفة باسم التهاب الصفاق من مضاعفات الشائعة لغسيل الكلى البريتوني، وتتطور العدوى أيضًا في موقع إدخال القسطرة لنقل سائل الغسل داخل وخارج البطن، وخطر الإصابة أكبر إذا لم يُدرّب الشخص الذي يغسل الكلى بشكل مناسب.
- زيادة الوزن، قد يؤدي امتصاص بعض سائل الغسل الغني بالسكر إلى أخذ مئات السعرات الحرارية الإضافية يوميًا، مما يؤدي إلى زيادة الوزن، وتسبب السعرات الحرارية الإضافية ارتفاع نسبة السكر في الدم -خاصةً عند الإصابة بمرض السكري-.
- الفتاق، قد يؤدي احتباس السوائل في البطن لمدة طويلة إلى إنهاك العضلات، وظهور الفتاق.
- عدم كفاية غسيل الكلى، إذ يصبح غير فعّال بعد عدة سنوات، وقد يحتاج المريض إلى التبديل إلى غسيل الدم.
إجراءات عملية غسل الكلى
تختلف إجراءات نوعَي غسيل الكلى، وتظهر خطوات كل منهما وفق ما يأتي:[٦]
- غسيل الدم؛ هو من أكثر أنواع غسيل الكلى شيوعًا، إذ تُوصَل فيه أنبوبة بإبرة في الذراع ليمر الدم على طول الأنبوب إلى جهاز خارجي يرشّحه، قبل أن يُمرّر مرة أخرى إلى الذراع على طول أنبوب آخر، ويُكرّر ذلك عادةً 3 أيام في الأسبوع، وتستغرق كل جلسة 4 ساعات، ويُجرى ذلك في المستشفى أو المنزل.
- غسيل الكلى البريتوني؛ يُستخدم هذا الإجراء البطانة الداخلية للبطن المعروفة باسم الصفاق مرشّحًا وليس في شكل جهاز، وكما في الكلى، يحتوي الصفاق على آلاف الأوعية الدموية الدقيقة، مما يجعله جهاز ترشيح مفيدًا، وقبل بدء العلاج يُصنَع شق بالقرب من زرّ البطن ويُدخل أنبوبًا رفيعًا يسمّى القسطرة من خلال الفتحة وفي المساحة داخل البطن -أي في التجويف البريتوني- يُترك الأنبوب في مكانه بشكل دائم، إذ تُضخ السوائل فيه من خلال القسطرة، ومع مرور الدم عبر الأوعية الدموية التي تبطّن هذا التجويف تُخرَج الفضلات والسوائل الزائدة من الدم إلى سائل الغسيل الكلوي، ويُصرَّف هذا السائل المستخدم في كيس بعد بضع ساعات ويستبدَل سائل نقيّ به، وعادةً ما يستغرق تغيير السائل 30 إلى 40 دقيقة، ويحتاج إلى 4 مرات تكرار في اليوم بواسطة آلة أثناء النوم.
وفي كثير من الحالات يصبح المريض قادرًا على اختيار نوع غسيل الكلى الذي يريده، وتُعدّ الطريقتان على القدر نفسه من الفاعلية بالنسبة لمعظم الناس لكن باختلاف بسيط، فمثلًا، يستفيد مرضى الكلى في غسيل الدم من 4 أيام خالية من العلاج في الأسبوع، لكنّ جلسات العلاج تستمر لمدة أطول، وقد يحتاج المريض إلى زيارة المستشفى في كل مرة، أمّا غسيل الكلى البريتوني فيُجرى بسهولة تامة في المنزل، وأحيانًا أثناء النوم، لكن يجب تنفيذه كلّ يوم.
مزايا غسل الكلى
لكلّ نوع من أنواع غسيل الكلى، سواء غسيل الدم أو الغسيل البريتوني، مزايا وعيوب، إذ يعود اختيار الطريقة المناسبة من العلاج للمريض وطبيب الكلى، وتقرير أيٍّ من هذه الإجراءات هو الأفضل من خلال النظر إلى أسلوب حياة المريض، والحالات المرضية الأخرى، وينبغي عليه أن يدرك أنّه بسبب الحالة المرضية المحددة قد لا يصبح مرشحًا لأحد أنواع غسيل الكلى، ويجب أن يفهم كلّ مريض إجراءات غسيل الكلى لكلا النوعين، وبغض النظر عن نوع غسيل الكلى الذي يُختار، يتحمل المرضى مسؤوليات معينة؛ مثل: اتباع برنامج غذائي، ومراقبة تناول السوائل، وتناول الفيتامينات الخاصة، وغيرها من الأدوية للسيطرة على ضغط الدم، وتوازن الكالسيوم والفوسفور.[٧]
المراجع
- ↑ Matthew Hoffman, MD, "Picture of the Kidneys"، www.webmd.com, Retrieved 28-10-2019. Edited.
- ↑ "When Do I Need Dialysis?", www.webmd.com, Retrieved 20-10-2019. Edited.
- ↑ Brian Krans and Ana Gotter (30-5-2018), "Dialysis"، www.healthline.com, Retrieved 20-10-2019. Edited.
- ↑ "Hemodialysis", www.mayoclinic.org, Retrieved 20-10-2019. Edited.
- ↑ "Peritoneal dialysis", www.mayoclinic.org, Retrieved 20-10-2019. Edited.
- ↑ "Dialysis", www.nhs.uk, Retrieved 20-10-2019. Edited.
- ↑ John P. Cunha, DO, FACOEP, "Dialysis"، www.medicinenet.com, Retrieved 20-10-2019. Edited.