عندما نكون موجودين في المجال الواقع بين الطب والحالة النفسية، على الطبيب أن يعالج المريض بطريقة تؤدي إلى ضبط النشاط اللا إرادي الزائد وتركز على تغيير أسلوب الحياة.
بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية الذي يصادف يوم الغد (10 تشرين الأول) اليكم بعض النقاط عن طرق علاج الحالة النفسية والعلاج الطبي النفسي.
كيف يتداخل علاج الطبي النفسي بالأعراض التي قد تبدو عضوية؟
تحدث هذه الحالة النفسية للجميع - نعاني من ألم في الرأس، في البطن أو أي ألم آخر، نتوجه إلى الطبيب الذي يعايننا ولا يجد شيئًا. نستمر في المعاناة من الألم. يوجهنا الطبيب إلى فحوصات مختلفة لكنها لا تكشف شيئًا، ولكننا نستمر في المعاناة من الألم. ماذا يحدث هنا؟ الجواب: نحن موجودون في المجال الواقع ما بين الطب وعلم النفس. أهلًا بكم.
المجال الذي يقع ما بين الطب وعلم النفس، يشمل أمراضا أو اضطرابات مشمولة تحت اسم stress related disorder. هذه الأمراض والاضطرابات تظهر، أساسا، في الفترات التي نشعر فيها بالضغط. هذه الاضطرابات تولد شعورا بالألم المزمن، ألما في الرأس، ارتفاعا في ضغط الدم، عدم القدرة على النوم، الربو، التهاب القولون التقرحي، التهاب الأمعاء على اسم كرون، تقرحا في المعدة، أمراض المناعة الذاتية، الاكزيما، التهاب الجلد التأتبي، داء الثعلبة، متلازمة القولون المتهيج وغيرها. هذه الاضطرابات تتداخل مع اضطرابات نفسية معروفة مثل الوساوس المرضية (Hypochondria) و- somatization disorder. إلى جانب الاضطرابات الجسدية والنفسية، هنالك أيضًا اضطرابات في السلوك تلائم المجال ما بين الطب وعلم النفس، مثل الأكل المفرط أو التدخين المفرط.
عندما نكون موجودين في المجال الواقع بين الطب والحالة النفسية، على الطبيب أن يعالج المريض بطريقة تؤدي إلى ضبط النشاط اللا إرادي الزائد وتركز على تغيير أسلوب الحياة. هنالك عدة أساليب لمعالجة المشكلة في هذا المجال.
أحيانًا، يتم العلاج بواسطة وصف أدوية مهدئة أو SSRI، ولكن هذا العلاج حتى وإن كان شائعا فهو غير محبذ. هنالك أطباء يوجهون المريض إلى العلاج النفسي، لكن هذا العلاج قد يردع المريض، وهو علاج يستمر لوقت طويل بينما هنالك حاجة إلى علاج سريع، أحيانا. بعض الأطباء يوصون مرضاهم بالاسترخاء ومحاولة تغيير أنماط حياتهم، طريقة تفكيرهم وكيفية تصرفهم. ولكن هذا التغيير هو أمر صعب ويتطلب تنفيذه مدة طويلة، بل يحتاج إلى فترة أطول حتى نبدأ برؤية نتائجه. هذه النصيحة يمكن أن تؤدي إلى شعور المريض بالإحباط، لأنه يعتقد بأن الطبيب لا يعالج مشكلته بطريقة جدية.
إذًا، ما هي طرق العلاج الصحيحة لهذه المشاكل؟ في الكتابات العلمية هنالك إجماع على أن هنالك تقنيات مختلفة للعلاج في هذا المجال - بدءًا من التنويم المغناطيسي، تقنيات ارخاء العضلات، تقنيات التنفس وانتهاءً بالتخيل الموَجّه. هذه العلاجات تعتبر فعالة إذا استطاع المريض ممارستها على المدى الطويل.
أحد العلاجات الناجحة والناجعة للمشاكل من هذا النوع هو علاج "الارتجاع البيولوجي". هذا العلاج هو علاج نفسي - فيزيولوجي يتيح للمريض السيطرة على ردود الفعل الفيزيولوجية اللاإرادية التي ينتجها جسده، بواسطة عملية تعلم تدريجية يتم تنفيذها بواسطة عملية ارتجاع على نشاط الجسم وردات فعله. ويقاس النشاط بواسطة جهاز الكتروني يزود المريض بمعلومات دقيقة وصحيحة عن العمليات التي تحدث في جسده، في اللحظة الزمنية الحقيقة، بشكل مستمر وبطريقة مريحة وسهلة للفهم. الهدف من هذا الارتجاع هو تحسين سيطرة المريض على ردود الفعل الفيزيولوجية التي يمكن أن تسبب مشاكل صحية أو أن تؤدي إلى تفاقمها.
تثبت الأبحاث أن علاج الارتجاع البيولوجي ناجع جدًا في حالات اضطرابات القلق، الألم المزمن، الصداع وضغط الدم المرتفع.