على مر سنوات طويلة مضت، كان هنالك نقاش مستفيض حول إن كانت أساليب العلاج البديل مفيدة لمرضى السرطان أم ضارة!
يتم في كل عام، تشخيص مئات الآلاف من النساء حول العالم على أنهن مصابات بسرطان الثدي، أما في الولايات المتحدة وحدها، فإن العدد يصل إلى 180000 في السنة، بينما يبلغ العدد الإجمالي للنساء اللاتي أصبن بسرطان الثدي ونجين منه في الولايات المتحدة نحو 2 مليون سيدة. تشير الإحصائيات إلى أن واحدة من كل ثماني نساء تصاب بسرطان الثدي خلال حياتها.
بخلاف ما كان سائدا في الماضي، ازداد اليوم ميل النساء المصابات بسرطان الثدي، إلى المشاركة في العلاج، والبحث عن طرق وعلاجات مكمّلة للعلاج التقليدي، والتي بإمكانها أن تحدّ من إمكانية وفرص عودة المرض. تشمل هذه الطرق تغييرات في نمط الحياة، تغييرات في النظام الغذائي، ممارسة الرياضة، بالإضافة لعلاجات ووسائل من مجال الطب البديل، المكملات الغذائية، الوخز بالإبر، المعالجة المثلية (Homeopathy)، علاجات الجسم- النفس وغيرها من العلاجات التي تستخدمها العديد من النساء مع العلاج العادي.
أبحاث
في الماضي، تعامل الطب التقليدي مع هذه الوسائل والعلاجات على أنها ذات أولوية منخفضة في علاج مرض السرطان. وقد تبين اليوم من الأبحاث العلمية أن قيمة هذه العلاجات في ارتفاع متواصل. لقد أظهرت دراسة نشرت مؤخرًا، أن بالإمكان منع الإصابة بسرطان الثدي في نحو أربعين بالمائة من الحالات، عند إجراء عدد من التغييرات في نمط الحياة، مثل تجنب الكحول، ممارسة الرياضية بانتظام، الرَّضاعة، الحفاظ على وزن سليم وتناول الكثير من الفواكه والخضروات.
لقد تبين، في دراسة شملت 227 امرأة أصبن بسرطان الثدي، أن النساء اللاتي تلقين إرشادًا حول كيفية تغيير نمط حياتهن عن طريق تقليل التوتر، استهلاك الغذاء الصحي، ممارسة الرياضة والإقلاع عن التدخين، نجحن بإحداث انخفاض كبير في معدل الوفيات وانخفاض احتمالات عودة الورم، مقارنة بالمجموعة التي لم تتلقَّ مثل هذا الإرشاد.
إشارات من دراسات علمية
نورد فيما يلي بعض الأمثلة للعلاج المدمج لدى النساء اللواتي تم تشخيصهن كمصابات بسرطان الثدي:
- بذور الكتان: تحتوي بذور الكتان المطحونة (الطحن يتم قبيل الأكل) على عدد من المركبات الكيميائية الفعالة (ليجنين) التي تثبط عملية تطور خلايا سرطان الثدي.
- الكركم: نوع من التوابل يميل لونه إلى الصفرة، مصدره من الهند، يملك خصائص مضادة للالتهابات ويقوم بنشاط مضاد للسرطان. يؤثر الكركم على خلايا سرطان الثدي الحساسة لهورمون الإستروجين، وكذلك الخلايا غير المرتبطة بالهورمونات.
- فيتامين (د): تم في الآونة الأخيرة، نشر عدد كبير من الدراسات التي تشير إلى أنه قد تكون لتناول الفيتامين (د)، ميزات إيجابية ومساهمة في الوقاية من سرطان الثدي.
لقد أظهرت دراسة أجريت في كندا، أن معدل الوفيات لدى النساء اللواتي تم تشخيصهن كمصابات بسرطان الثدي، وكانت نسبة فيتامين (د) لديهن منخفضة، أكبر بضعفين، مقارنة بالنساء اللواتي كان مستوى الفيتامين (د) لديهن أعلى من 30ng/ml (الأرقام تحدثت عن 17 في المائة مقابل 34 في المائة)، وذلك بعد متابعة متواصلة استمرت لمدة 12 عامًا. نحن نحصل على الفيتامين (د) بالأساس من خلال التعرض لأشعة الشمس، وبنسبة أقل من خلال الطعام والمأكولات مثل السمك، الحليب أو المكملات الغذائية المستقلة.
- المعالجة المثلية (Homeopathy ): إذا كنا نظن في الماضي أن بعض أنواع الأعشاب الطبية والأدوية الكيميائية فقط، هي التي تستطيع أن تؤثر على نمو الخلايا السرطانية، فإن الأبحاث أظهرت أن الأدوية المثلية يمكن أن تكون لها تأثيرات مضادة للسرطان. لقد كشف بحث أجري في مركز ميد أندرسون للسرطان في تكساس، أن بعض أنواع الأدوية المثليه، سببت تأخيرًا في نمو خلايا سرطان الثدي بصورة مماثلة للعلاج الكيميائي، من دون الإضرار بخلايا الثدي السليمة.
- الصويا: في الماضي، كان هنالك قلقٌ معين من تناول فول الصويا، وذلك بسبب وجود الفيتوإستروجينات فيه (الإستروجين النباتي). لكن الدراسات التي أجريت خلال السنوات القليلة الماضية، أظهرت أن لا مبرر لهذا القلق، بل إن تأثيره قد يكون عكسيا في بعض الأحيان، فتناول فول الصويا يقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
فقد كشفت دراسة نشرت في JAMA سنة 2009، (تم خلالها فحص 5000 امرأة بعد تشخيص سرطان الثدي لديهن)، أن استهلاك الصويا يحد من احتمالات الوفاة، كما يقلل من مخاطر واحتمالات عودة الورم بصوره كبيرة جدًّا.
هناك هيئات علمية مثل WORLD CANCER RESEARCH وكذلك AMERICAN INSTITUTE OF CANCER RESEARCH تشير إلى أنه لا مخاطر في استهلاك الصويا، بكميات مشابهة للاستهلاك عند سكان آسيا (1-2 وجبه يوميًّا). لكن مع ذلك، فإنهم يوصون بتجنب المكملات الغذائية التي تحتوي على كمية مركزة من العناصر النشطة في الصويا (الإيسوفلافون).
ملخص
كما تلاحظون، فإن هناك العديد من القرائن والإشارات من الأبحاث المختلفة، الآخذة بالازدياد مع مرور الوقت، الداعمة لخيارات العلاج الأخرى التي يمكن دمجها مع العلاج العادي لمكافحة سرطان الثدي.
على الرغم من أن الدراسات لم تثبت بعد أن أيًّا من المواد المضافة وطرق العلاج فعالة حقا ضد المرض، إلا أنه من الواضح أن خطرها ضئيل جدًّا، وهنالك مجال للحديث مع طبيب الأورام حول الخيارات لدمج بعض العلاجات مع العلاج التقليدي، وإجراء نقاش مستفيض حول إيجابيات وسلبيات كل واحد منها، قبل أن نقرر دمجها مع النظام العلاجي.