عناصر الأداء التنظيمي

كتابة:
عناصر الأداء التنظيمي


عناصر الأداء التنظيمي

تُحقّق المنظمة أهدافها من خلال العناصر التي تُساعد على عملية التحقيق، ومن هذه العناصر ما يأتي.[١]

الدافع

يتحقّق الدافع من خلال إلهام الموظفين وتشجيعهم وتحفيزهم على الأداء والبقاء، فبشكل أساسي، الأداء هو وظيفة القدرة، وإدراك المهمة المطلوبة، والجهود المبذولة، فيرتبط إنجاز الأداء بدوره بالمكافآت والرضا.[٢]


في بيئة اليوم، تعتمد المنظمات اعتمادًا كبيرًا على مستوى تحفيز موظفيها على العمل من أجل أدائها، فمن المتعارف به عالميًا أن دافع الموظفين يلعب دورًا مهيمنًا في أداء المنظمة، فعندما يكون هناك مستوى منخفض من تحفيز الموظفين، فإنه يؤدي إلى انخفاض الروح المعنوية للموظفين، وبالتالي نقص التزامهم وانخفاض إنتاجيتهم مما ينعكس في الأداء التنظيمي.[٢]


فالدافع وراء الموظفين هو الدافع من قبل العناصر الداخلية وليس الخارجية للمؤسسة، هذا يعني أن الموظفين يجب أن يشاركوا في جهد كبير مستمر للتحسين في عملهم، فتحفيز الموظفين هي عملية نفسية تنتج عن تفاعل الموظفين مع بيئة العمل وتتميز باستعداد الموظفين لزيادة جهدهم في العمل من أجل تحقيق حاجة أو رغبة معينة لديهم.[٢]


فيساعد الدافع في زيادة السلوك الموجه من الموظفين لتحقيق الأهداف، ويوفر للموظفين محفزات الإبداع، ويخلق كذلك رغبة لدى الموظفين لتحقيق ما هو أبعد من التوقعات ويمنحهم قوة داخلية تدفع مستوى جهدهم وتصميمهم وطاقتهم في مواجهة العقبات والعوائق التي تحول دون تحقيق الأهداف.[٢]


التنسيق والرقابة

تشمل الرقابة تحديد المعايير التنظيمية لمواءمة إجراءات الموظفين مع أهداف المنظمة، بالإضافة إلى مراقبة ومكافأة مدى تلبية هذه المعايير، فالهدف من ممارسات الرقابة بشكل عام هو ضمان تزويد الموظفين بمعلومات عن معايير الأداء ذات الصلة، لتصحيح السلوك المنحرف، وتحفيز الأداء الفعال.[٣]


فالضوابط والرقابة هي اللبنات الأساسية لعمليات التغذية الراجعة والتعلم من الأخطاء، حيث يمكن اعتبار الاتساق الذي تخلقه شكلاً من أشكال العدالة الإجرائية، حيث تسهّل الضوابط التنسيق والتواصل داخل الفرق فيما بينها؛ لأنها تحدد الأهداف المشتركة الأساسية وقواعد العمل المشتركة.[٣]


فهذا يعني أن الموظفين يفهمون بشكل أفضل ما هو متوقع منهم، وما يأتي من أدوارهم والأدوار الأخرى في الفريق؛ مما يجعل من السهل عليهم أداء مهامهم كما هو متوقع، بالإضافة إلى ذلك، من المرجح أن يعزز الشعور بالأهداف المشتركة وتجربة التعاون الذي تحفزه ممارسات الرقابة المواطنة بين الموظفين وبالتالي تزيد من ولائهم ودافعيتهم للعمل.[٣]


الابتكار

الابتكار هو عندما تقدم منظمة أفكار لعمليات أو لخدمات أو لمنتجات جديدة لإحداث تغيير إيجابي في أعمالها، ويمكن أن يشمل ذلك تحسين الأساليب أو الممارسات الحالية أو التفكير بشيء جديد كليًا، فالهدف من الابتكار في نهاية المطاف هو تنشيط الأعمال التجارية، وخلق قيمة جديدة وتعزيز النمو والإنتاجية.[٤]


الابتكار في الأعمال مهم؛ لسبب واحد بسيط: القيمة؛ فلكي يتطوّر أداء العمل، من الضروري أن تستمر في الابتكار والتحسين، فالابتكار الناجح يعني إيجاد فرص إيرادات جديدة، وتحسين القنوات الحالية، وتحقيق أرباح أعلى في نهاية المطاف، بالإضافة إلى منح الشركات ميزة على منافسيها.[٤]

القيادة

القيادة عامل مهم لإنجاح العمل داخل المؤسسات، فهو فن وعملية التأثير على الأشخاص لأداء المهام الموكلة إليهم عن طيب خاطر وكفاءة وفاعلية، حيث إنّه دون القيادة لا يمكن للمدير المباشر أن يكون فعالًا، فالقيادة لدى المديرين المباشرين تحوّل الإمكانيات إلى واقع.[٥]


وعندما تكون القيادة الجيدة وفي مكانها الصحيح، فإنه يمكن ملاحظتها بها في جميع أنحاء المؤسسة، فمع القيادة الجيدة يتحقق التواصل الفعال والمفتوح، فيفهم الجميع رؤية المنظمة وأهدافها، ويشعر الموظفون أنهم جزء مهم من المؤسسة، وأنهم يبذلون قصارى جهدهم لنجاحها.[٥]


إذ إنّ الأداء العالي للأفراد في المؤسسة هو من أهم الخطوات لتحقيق النجاح، ولا يمكن ضمان هذا الأداء العالي إلا إذا كانت هناك صفات قيادية فعالة متاحة مع مديري الخطوط.[٥]

الاتجاه

لكل عمل خطة، سواء كانت في رأسك أم مكتوبة في وثيقة رسمية، حيث تساعد الخطة المكتوبة على توضيح أهدافك وغاياتك، وتمكنك من التواصل مع شركاء العمل، مما يسمح للآخرين في العمل بالوصول إليها أيضًا.[٦]


فيخطط مدراء الأعمال الناجحون الاتجاه المستقبلي لأعمالهم من أجل تحقيق أهدافهم المالية، بالإضافة إلى تلبية الأهداف الاجتماعية والبيئية، حيث يمكن أن يساعد التخطيط الاستراتيجي للأعمال على تحقيق أهداف العمل.[٦]


فالوصول لأهداف المؤسسة يتطلب تحديد الأهداف والغايات الواضحة والخطوات أو المسار المطلوب لتحقيقها لتجنب العشوائية والتخبط، فالاتجاهات الواضحة كالخريطة التي تسهل عملية الوصول للمكان وكذلك للأهداف.[٦]


التوجه الخارجي

يتحقق بالانخراط في تفاعلات ثنائية الاتجاه مستمرة مع العملاء أو الموردين أو الشركاء الآخرين، فتوازن المؤسسات بين التركيز على التنفيذ الداخلي مع زيادة التعرض والمشاركة مع العالم الخارجي لموظفيها، حيث إن التوجه الخارجي يقود إلى التعاون والمرونة والتعاطف، وهي القيم التي ستلعب دورًا في تحديد المؤسسات والمنظمات الأكثر نجاحًا في المستقبل.[٧]


فالتوجه الخارجي يعد أمرًا بالغ الأهمية لتطوير منتجات المؤسسات في المستقبل، وزيادة القدرة التنافسية من حيث التكلفة، والوصول إلى العملاء واحتياجات التسويق.[٧]


بيئة العمل والقيم

يُراد ببيئة العمل البيئة المادية كالمكان والبيئة الاجتماعية والثقافية التي تتعلق بالموظفين أنفسهم، حيث تعد البيئة التي يعمل فيها الموظفون عاملًا رئيسيًا في مستويات إنتاجيتهم، ففي حال كان الموظفون في بيئة عمل إيجابية فسيعملون بشكل إيجابي وأكثر تحفيزًا، وسيكون ارتكاب الأخطاء أقل، ومستويات إنتاجية أعلى، وجودة أفضل.[٨]


بالإضافة إلى أن بيئة العمل الجيدة تعمل على زيادة مستويات الابتكار، وتجعل الموظفين أكثر تقبلًا لتعلم مهارات جديدة، ووضعها موضع التنفيذ.


القدرات

التركيز على القدرات التي لدى العاملين يخلق ميزة تنافسية ويدعم الاستراتيجية من خلال ضمان المهارات الداخلية والمواهب؛ فالاهتمام بالقدرات يساعد في التعرف على المشكلات والفرص غير المرئية سابقًا، وتطوير مناهج جديدة لزيادة التأثير، ودعم العمال للتكيف واكتساب المهارات باستمرار، وتوسيع الآفاق، وخلق بيئة مربحة للجانبين؛ حيث يمكن للعمال أن ينمووا ويتطوروا بشكل أفضل.[٩]


المُساءلة

حيث تدور المساءلة في مكان العمل حول وضع توقعات مشتركة للموظفين وإلزامهم بها من خلال تحديد مهمة الشركة وقيمها وأهدافها بوضوح. وتعني مساءلة الموظف؛ أي تحميل جميع مستويات الموظفين المسؤولية عن تحقيق أهداف العمل.[١٠]


وتعدّ المساءلة في العمل مهمة للغاية، إلا أنها تحتاج أيضًا إلى الموازنة، مع الحاجة إلى منح الموظفين الاستقلالية في أدوارهم، حيث يجب أن يشعروا بأنهم مفوضون للقيام بوظائفهم؛ حتى يتمكنوا من امتلاك عملهم والسعي لتحقيق التميز، ففي تعزيز ثقافة مساءلة الموظفين فإنها تساعد على تحقيق مؤسسة عالية الأداء.[١٠]


وإن تعزيز ثقافة المساءلة يزيد الكفاءة ويعزز الإنتاجية؛ فعندما يعرف الموظفون من هو المسؤول عن ماذا، فإنه يزيل الارتباك ويوفر الوقت، مما يسمح للأفراد بتلبية التوقعات المحددة بوضوح.[١٠]


فعندما يتحول الموظفون إلى أداء العمل بشكل ضعيف أو يفشلون في تلبية التوقعات، يجدر القيام بالمحاسبة والتثقيف بشأن التوقعات ومساعدتهم على التحسن. ومن المهم أيضًا تقدير ومكافأة الموظفين الذين يتبعون الإرشادات ويتصرفون بشكل مناسب ويلبون التوقعات أو يفوقونها.[١٠]

المراجع

  1. "Nine Elements of Organizational Performance", The talkative man, Retrieved 28/11/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Employee Motivation and Organizational Performance", Ispat guru, Retrieved 28/11/2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت "The Role of Organizational Control Systems in Employees’ Organizational Trust and Performance Outcomes", Sage journals, Retrieved 28/11/2022. Edited.
  4. ^ أ ب "What is business innovation?", Raconteur, Retrieved 28/11/2022. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Importance of leadership for Organizational Excellence", Ispat guru, Retrieved 28/11/2022. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Setting Directions", Meat and livestock Australia, Retrieved 28/11/2022. Edited.
  7. ^ أ ب "The impact of the workplace environment", Face2 face HR, Retrieved 28/11/2022. Edited.
  8. "The impact of work environment on employees' productivity", Grin, Retrieved 28/11/2022. Edited.
  9. "Human inside: How capabilities can unleash business performance", Deloitte, Retrieved 28/11/2022. Edited.
  10. ^ أ ب ت ث "Why Is Accountability Important in the Workplace?", Power DMS, Retrieved 28/11/2022. Edited.
9052 مشاهدة
للأعلى للسفل
×