عناصر المقامة

كتابة:
عناصر المقامة

عناصر المقامة

تتكون المقامة باعتبارها فناً نثرياً عريقاً من عدة عناصر أساسية، وتُعد المقامة قصةً قصيرةً في جانبها الظاهري، ولذا فإنّها تتكون من عناصر القصة ذاتها، وأهم هذه العناصر ما يأتي:

الشخصيات

تُقسم شخصيات المقامة إلى نوعين، هما كالآتي:[١]

الشخصيات الرئيسة

هي الشخصيات التي تُنسج أحداث المقامة بالاعتماد على دورها، إذ تدور الأحداث كاملةً حول هذه الشخصيات، وهي كالآتي:[٢]

  • الراوي

هو راوي المقامة وناقل الأحداث، إذ يسرد ما يجري في المقامة من أحداث ووقائع، ويروي ما يحدث في المجلس، كما يعتمد مؤلف المقامة راوياً واحداً في جميع مؤلفاته، مثل: "عيسى بن هشام" في مقامات "بديع الزمان الهمذاني".

  • البطل

هو الشخصية المحورية التي تدور حوله الأحداث، ويكون في الغالب شخصاً مخادعاً ومحتالاً جُلّ هدفه أن يسرق ممتلكات الآخرين، كما أنّ بطل جميع مقامات المؤلف ذاته يكون نفس الشخص فلا يتغيّر، مثل: بطل مقامات "بديع الزمان الهمذاني" هو "أبو الفتح الإسكندريّ".

الشخصيات الثانوية

هي التي تُساعد الشخصيات الرئيسة -الراوي والبطل- على تكوين أحداث المقامة، وتحيط الشخصيات الثانوية بالشخصيات الرئيسة، وهي في مقامات "بديع الزمان الهمذاني" على سبيل المثال قليلة جداً ونادرة الوجود.[١]

الحدث

يُعد السبب الأساسي والمدعاة الأولى لبدء المقامة، ثم هو المنبع الذي تنضحُ منه أحداث المقامة كاملةً، وقد تكون أحداث المقامة حقيقيةً، أو من وحي خيال المؤلف، وغالباً ما تكون أحداث المقامة مبنيةً على ظروف عاشها المؤلف أو من البيئة المحيطة به.[٣]

الزمان والمكان

الزمان والمكان عنصران أساسيان لا يخلو منهما أيّ فن أدبي، والزمان يكون محدداً في المقامات ولا يطول، ويُركز المؤلف على الأحداث المؤثرة فقط ولا يكترث بالأحداث غير المهمة أو الجانبية التي من شأنها إطالة زمن المقامة.[٣]

أمّا مكان المقامة فإنّ المؤلف يحصر أحداث المقامة كاملةً في مكان واحد فقط، والذي يُسمى بمجلس المقامة، محققاً بذلك الوحدة المكانية، وتقع في هذا المجلس جميع الأحداث منذ بداية المقامة إلى نهايتها.[٣]

الحبكة والحل

يُمكن تعريف كل منهما فيما يأتي:[٤]

  • العقدة

هي النقطة التي تصل فيها أحداث المقامة إلى ذروتها، إذ تُمثل المشكلة التي تتطلب حلاً.

  • الحل

هو النقطة التي تنتهي عندها أحداث المقامة، وذلك بالوصول إلى حل العقدة، والنتيجة النهائية التي ينتصر فيها البطل بالضرورة.

السرد

وهو غالبًا حوار قصير، يهدف إلى بيان قدرة البطل ومهارته، والكشف عن نفسية الشخصيات.[٤]

الموضوع

يُناقش المؤلف في مقاماته موضوعات مختلفة، وإنّ موضوع المقامات في الغالب يكون الكدْية والاستجداء، أيّ التحايل والتسول وطلب المال من الآخرين، ويظهر ذلك في مقامات "بديع الزمان الهمذاني"، إذ إنّه يُصوّر "أبا الفتح الإسكندريّ" في صورة شحاذ يحتال على الآخرين من أجل الحصول على المال.[٥]

المراجع

  1. ^ أ ب مرزقان فطيمة، بنية القصة في مقامات بديع الزمان الهمذاني، دراسة فنية، صفحة 54-60. بتصرّف.
  2. فاطمة مقدم، خطاب المقامة لدى الشيخ محمد بن عبد الرحمن الديسي، صفحة 61-62. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت أحلام الطباخي، دراسات في مقامات البديع، صفحة 202. بتصرّف.
  4. ^ أ ب أحلام الطباخي، دراسات في مقامات البديع، صفحة 203. بتصرّف.
  5. شوقي ضيف، المقامة، صفحة 24. بتصرّف.
8409 مشاهدة
للأعلى للسفل
×