عواقب ترك الأمر بالمعروف

كتابة:
عواقب ترك الأمر بالمعروف
أمر القرآن الكريم بوجوب الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر ودلّ على أنّ هذا من صفات المؤمنين ورتّب عليهما الثواب الجزيل، فقال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ الله وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ الله إِنَّ الله عَزِيزٌ حَكِيم}،[١] فالأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر سبب لبيان الحلال والحرام وموت البدع، إلى غير ذلك من منافع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تعود فوائدها على الفرد والمجتمع.[٢]


ما هي عواقب ترك الأمر بالمعروف؟

لترك الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر عواقب وخيمة تعود على صاحبها وعلى المجتمع بالسّوء، آتيًا بيانها:[٣]

سببٌ للهلاك، وذلك لأمرين:

  • أنّ المعاصي التي تحصل بسبب عدم إنكارها سببٌ للمصائب واستحقاق العقوبات.
  • أنّ السكوت عن إنكار المنكر معصية بحد ذاتها، وتدل على التهاون فيما أمر الله تعالى، وهذا يكون في حق الفرد وأمّا المجتمع فإنَّه إذا امتنع كله عن إنكار المنكر عُمّمت العقوبة لقوله تعالى: {وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً}.[٤]


انتفاء صفة الخيرية عن الأمة

ذلك أنّ الحكم يدور مع صفته وجودًا وعدمًا، فإنّ الأمة إنّما وُصفت بهذه الخيرية لقيامها بهذه العبادة، فإذا امتنعت امتنع الوصف عنها.


سببٌ لتفشّي الجهل وزوال العلم

فإنّ المنكر إن بقي ولم يوجد من ينكره نشأ عليه الصغار وظنّوا أنّه الحقّ وكبروا عليه، وصعب عليهم تركه أو تغييره، وبهذا يزول العلم ويندثر.


سببٌ لعدم إجابة الدّعاء

فقد ورد في السنّة عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أن النّبي -صلى الله عليه وسلم- قال:(مُروا بالمعروفِ، وانهوا عَنِ المنكرِ، قبلَ أن تَدعوا فلا يُستجابَ لَكُم)،[٥] فمن ترك أمر الله في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نزع الله منه طاعته.


سببٌ لغربة الدين واختفاء معالمه

فعدم إنكار المعروف يساهم في انتشار الكفر والمنكرات بأشكالها، ويعد سببًا لتجرؤ أهل المعاصي على أهل الحقّ، فكلمّا زادت المنكرات زادت غربة الدّين، وهذا المقصود في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النّبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (بَدَأَ الإسْلَامُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كما بَدَأَ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ).[٦]


سببٌ لإلف المسلمين لهذه المنكرات

فكثرة مشاهدة المنكرات تجعل القلب يألفها فلا يعود يشعر بسوء تجاهها.


كيفية تغيير المنكر ودرجاته

وفيما يأتي بيانٌ لكيفية تغيير المنكر ودرجاته كما دلّت عليها السنّة النّبوية، وهي كما الآتي:[٧]

  • أولًا: تغيير المنكر باليد قدر الاستطاعة إذا أمِنَ عدم ترتب مفسدة أكبر وإلّا فلا يجب عليه.
  • ثانيًا: تغيير المنكر باللسان ويكون بالوعظ والإرشاد قدر الاستطاعة وإلّا فلا ينكر.
  • ثالثًا: تغيير المنكر بالقلب، وهذه الدرجة واجبة على جميع المكلفين بلا استثناء فذلك أضعف الإيمان كما قال النّبي -عليه الصلاة والسلام-، إذ لا ضرر في فعله.


المراجع

  1. سورة التوبة، آية:71
  2. "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 16/1/2022. بتصرّف.
  3. "المبحث الثالث: الآثار المترتبة على تركه"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 16/1/2022. بتصرّف.
  4. سورة الأنفال، آية:25
  5. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجة، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:3251، حديث حسن.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:145، حديث صحيح.
  7. "إزالة المنكر فريضة إسلامية"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 16/1/2022. بتصرّف.
5475 مشاهدة
للأعلى للسفل
×