عواقب ظلم المسلم لأخيه المسلم

كتابة:
عواقب ظلم المسلم لأخيه المسلم

التحذير من الظلم

الظلم وضع الشيء في غير موضعه، وانتهاك حق الآخر عدواناً،[١] وهو من الصفات التي ذمّها الإسلام وحذّر منها، فالظلم كفيلٌ بهلاك البلاد والعباد، وقد حذّر منه الله -تعالى- فحرّمه على نفسه وعلى عباده، قال -تعالى- عن نفسه: (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا)،[٢] وقال النبيّ -عليه الصلاة والسلام- فِيما روى عن الله -تبارك وتعالى- أنّه قال: (يا عِبَادِي إنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ علَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فلا تَظَالَمُوا).[٣][٤]

عواقب ظلم المسلم لأخيه المسلم

عدم شعور الظالم بالراحة والطمأنينة

يشعر الظالم دائمٍاً بالخوف والقلق من انتقام مَن ظلمه، فيكدّر عليه شعوره ذلك حياته في الدنيا والآخرة، فقد وعد الله -تعالى- عدم الظالم بالأمن، فقال: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ).[٥][٦]

الضنك في العيش

يُفسد الظلم على الظالم حياته؛ فيعود عليه بصعوبة عيشه، وقلّة راحته، وانعدام سعادته، وحرمان الطيبات، قال -تعالى-: (فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا).[٧][٦]

الحرمان من الهداية

يُحرم الظالم من هداية الله وتوفيقه له، وذلك عقوبةً له على ظلمه، ومصداق ذلك قوله -تعالى-: (وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)،[٨] وقوله أيضاً: (وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ).[٩][٦]

سببٌ للبلاء والهلاك في الدنيا والآخرة

فالظلم ينعكس على صاحبه، فيؤدّي به إلى هلاكه وتدميره ومَن أخذ بيده، قال -تعالى-: (وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ)،[١٠] وقد وعد الله -تعالى- بالنصر للمظلومين واستجابة دعائهم على مَن ظلمهم.[٦]

استحقاق العذاب في الآخرة وحرمانه من الشفاعة

كلّ ظالمٍ لا بدّ أن ينال جزاء ظلمه في الآخرة، جزاءً موفوراً وعذاباً أليماً، كما قال الله -تعالى-: (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ* قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ)،[١١] والظالم محرومٌ من الشفاعة بدليل قول الله -تعالى-: (مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ).[١٢][٦]

أقسام الظلم

ظلمٌ بين الإنسان وربه

أعظم ظلمٍ للإنسان ظلمه لنفسه بمعصيته لربّه؛ كأن يُشرك به، أو ينافق أو يرائي، قال الله -تعالى-: (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّهِ)،[١٣] وقال أيضاً: (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ).[١٤][١٥][١٦]

ظلمٌ بين العبد والناس

قال الله -تعالى-: (إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ)،[١٧] والظلم بين العبد والناس يكون بأخذ حقوقهم بغير وجه حقٍّ، أو بالتعدّي على أموالهم أو أعراضهم أو دمائهم حقيقةً أو بما معناه؛ كالغيبة والنميمة وغيرها من المخالفات في حقّ الغير.[١٥][١٦]

ظلمٌ بين العبد ونفسه

قال -تعالى-: (فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ)،[١٨] وظلم العبد لنفسه يدخل فيه ارتكاب المعاصي بتنوّعها كبيرها وصغيرها؛ فكلّ معصيةٍ إنّما هي ظلمٌ للإنسان لنفسه.[١٥][١٦]

المراجع

  1. "معنى الظلم"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 13/1/2022. بتصرّف.
  2. سورة يونس، آية:44
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:2577، صحيح.
  4. "الظلم"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 13/1/2022. بتصرّف.
  5. سورة الأنعام، آية:82
  6. ^ أ ب ت ث ج "وقفات مع الظالمين"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 13/1/2022. بتصرّف.
  7. سورة النساء، آية:160
  8. سورة آل عمران، آية:86
  9. سورة إبراهيم، آية:27
  10. سورة القصص، آية:59
  11. سورة سبأ، آية:31-32
  12. سورة غافر، آية:18
  13. سورة الزمر، آية:32
  14. سورة لقمان، آية:13
  15. ^ أ ب ت "تعريف الظلم وأنواعه"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 13/1/2022. بتصرّف.
  16. ^ أ ب ت "أقسام الظلم"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 13/1/2022. بتصرّف.
  17. سورة الشورى، آية:42
  18. سورة فاطر، آية:32
5229 مشاهدة
للأعلى للسفل
×