عوامل القوة والازدهار في العصر العباسي الأول

كتابة:
عوامل القوة والازدهار في العصر العباسي الأول
امتدت الخلافة العباسية لخمسة قرون تقريبًا، قسمها الباحثون إلى ثلاثة عصور، فقد حظي العصر العباسي الأول الممتد ما بين عامي 132-232 هـ بلقب العصر الذهبي لما لاقت فيه الدولة من ازدهار وتقدم في شتى مجالات الحياة وعلى كل الأصعدة، ويمكن تقسيم أهم العوامل التي ساهمت في هذا الازدهار على النحو التالي:


العامل السياسي

فيما يأتي أبرز المواقف السياسية التي قادت الدولة العباسية إلى الازدهار:[١]

  • السعي الدؤوب من الخلفاء العباسيين لتطوير الدولة والنهوض بها، فقد كان لا بد لهم من إثبات قدرتهم للتمكن من المضي بالحكم، والحصول على أحقيتهم به من الدولة الأموية السابقة لهم.
  • العدل الذي اتصف به الخلفاء في الحكم تحت راية الإسلام.
  • التمازج الحضاري والدور الرائد الذي لعبه الخلفاء العباسيون في هذا المجال، حيث سمحوا لمختلف الأديان والجنسيات بإثبات دورها وجدارتها في استلام مناصب مهمة في الدولة، كبيت الحكمة الذي أنشأه هارون الرشيد وطوره ابنه المأمون وأمّنه لحُنين بن إسحاق وقد كان مسيحيًا، فقد كان هذا أمراً بديهيًا في عصر الخلافة العباسية، فصاحب الكفاءة أحق من غيره بالمنصب ولو اختلف معه في الدين أو العِرق.
  • إرسال البعثات العلمية لمختلف أنحاء البلاد للتعرف على علومها وترجمة كتبها ومؤلفاتها، فنرى أن الدولة العباسية كانت محط العلوم والثقافات، فقد جمع الخليفة المنصور في مكتبته التي أقامها في القصر ما يقارب الـ400 ألف كتاب من أمهات الكتب، كما كان الخلفاء يجلبون المؤلفات اليونانية والفارسية لتتم ترجمتها داخل حدود الدولة العباسية، مما زاد من الازدهار العلمي والتقدم الحضاري على كافة الأصعدة.
  • العطايا والهبات التي كان يقدمها الخلفاء العباسيون في سبيل التقدم العلمي والثقافي للعلماء والأدباء.
  • رغبة الخلفاء أنفسهم في جني العلم ونشره في الدولة العباسية، والوعي الذي بدا واضحًا في سبيل تحقيق ذلك.

العامل العلمي والأدبي

شهدت الدولة العباسية انفتاحًا على العلوم والأدب من مختلف أصقاع الدنيا على يد العلماء والأدباء القادمين من فارس، وبلاد المغرب، أو من المشرقيين الذين سافروا لمختلف البلدان، وحملوا معهم العديد من العلوم والمعارف التي نُشرت لاحقًا في الدولة العباسية، كما كان يمتلك كل من أدباء وعلماء الدولة العباسية الرغبة الحقيقية في التعلم ونشر العلم والارتقاء بالدولة نظرًا لشعورهم بالمسؤولية الخالصة تجاهها.

علماء العصر العباسي

تميز نخبة من العلماء في مجالات مختلفة من العلوم، وأهمها؛ الطب، والفلك، والرياضيات، والفيزياء، والكيمياء، والفلسفة، وصناعة العقاقير، والأدوية، ومن أبرز العلماء الذين لمعت أسماؤهم في العصر العباسي:[٢]

  • قاسم الزهراوي.
  • عبد القادر الجرجاني.
  • الفارابي.
  • المسعودي.
  • أبو الريحان البيروني.
  • الحسن ابن الهيثم.
  • أبو بكر الرازي.
  • جابر بن حيان.
  • محمد بن موسى الخوارزمي.

شعراء العصر العباسي

تميز نخبة من الشعراء والأدباء الذين برعوا في كتابة الشعر والترجمة ومختلف الفنون النثرية، ومنهم من اتخذه الخلفاء شعراء خاصين لهم وكتبة كذلك، ومن أبرز الأدباء في العصر العباسي: [٣]

  • أبو العتاهية.
  • أبو نواس.
  • ابن الرومي.
  • عبدالله بن المقفع.
  • حُنين بن إسحاق.
  • الحجاج بن يوسف الكوفي.

العامل الاقتصادي

لقد لعب الازدهار والتطور الذي شهده الاقتصاد فترة حكم الخلافة العباسية دورًا كبيرًا في تقدم الدولة وتطورها، وأهم ما يمكن ذكره من هذه الناحية:

  • التجارة التبادلية التي كانت بين الدولة العباسية والدول الأخرى.
  • تحسين العلاقات السياسية مع الدول الأخرى مما أدى إلى توافد التجار من كل مكان إلى داخل حدود الدولة العباسية.
  • تطور الصناعة بشكل كبير كصناعة الورق الجيد الذي تميزت به الدولة العباسية، بالإضافة إلى صناعة العقاقير والأدوية الطبية تحت إشراف نخبة من ألمع العلماء في ذلك الزمن وتصنيع الأسلحة والدروع وغيرها.

العامل الحضاري

تميّز العصر العباسي بتمازج حضاري فريد من نوعه، فقد أدى تنوع الثقافات والأديان داخل الدولة إلى توافد الحضارات عليها من كل حدب وصوب مما زاد من قوتها وتلاحمها والرغبة في المضي قدمًا لتطويرها، فقد حوت الفرس والروم والمغربة وغيرهم من الجنسيات بالإضافة للأديان المختلفة.

المراجع

  1. محمود شاكر، التاريخ الإسلامي، الدولة العباسية، صفحة 144.
  2. قبايلي، حدود العصر العباسي وأبرز مظاهره السياسية، صفحة 19.
  3. شوقي ضيف، كتاب العصر العباسي الاول، صفحة 180. بتصرّف.
5482 مشاهدة
للأعلى للسفل
×