عودة الاكتئاب بعد الإقلاع عن التدخين !

كتابة:
عودة الاكتئاب بعد الإقلاع عن التدخين !

هل بالفعل ثبت وجود علاقة قوية بين ترك التدخين وزيادة الاصابة بالاكتئاب ؟ لاحظ الباحثون أن المرضى الذين توقفوا عن التدخين كانت لديهم وتيرة حدوث نوبات الاكتئاب الشديد أعلى من المتوسط ! في البحث التالي تم بحث موضوع الاكتئاب بعد الإقلاع عن التدخين !

 المدخنون الذين لديهم تاريخ من الاكتئاب الشديد (Major depression) عندما يقلعون عن التدخين يكونون معرضين لخطر أكبر بسبع مرات لتطوير الاكتئاب بعد الإقلاع عن التدخين مرة أخرى مقارنة  بأولئك الذين يستمرون في التدخين. هذا ما أشار اليه الباحثون في العدد الأخير من مجلة Lancet. يقترح الباحثون أن للنيكوتين تأثير على الحصانة ضد الاكتئاب. وقد أظهرت دراسات سابقة أن النيكوتين على شكل لاصقات  توضع على الجلد يمكن أن يشكل علاجا فعالا مضاد للاكتئاب.

لاحظ الباحثون أن المرضى الذين توقفوا عن التدخين كانت لديهم وتيرة حدوث نوبات الاكتئاب الشديد أعلى من المتوسط. بالإضافة إلى ذلك، أولئك الذين لم يكن لديهم نوبات متكررة من الاكتئاب لسنوات عديدة، كانوا معرضين أكثر بمرتين للعودة الى التدخين من أولئك الذين لم يصابوا بالاكتئاب بالمرة.

في العديد من التجارب السريرية والوبائية، وجدت علاقة بين التدخين وبين الاكتئاب الشديد، وبين الاكتئاب وبين عدم القدرة على التوقف عن التدخين. شملت هذه الدراسة 100 من المدخنين الذين كانوا يدخنون أكثر من 20 سيجارة يوميا، والذين كان لديهم تاريخ من الاكتئاب الشديد. بالإضافة إلى ذلك، المشاركون لم يأخذوا الأدوية المضادة للاكتئاب لمدة ستة أشهر على الأقل. استمرت الدراسة لمدة شهرين بعد الإقلاع عن التدخين، وفحص الباحثون فيما إذا عاد الاكتئاب الشديد. تم فحص حالة التدخين عن طريق اختبار مستويات النيكوتين في الدم.

من بين الـ 100 مشارك، نجح الباحثون في تتبع 42 حالة نجاح في الإقلاع عن التدخين و 34 مشاركا عادوا للتدخين أثناء الدراسة. وقد وجد أن 13 مشارك من الذين امتنعوا عن التدخين واثنين من المدخنين عانوا من عودة الاكتئاب الشديد بعد الإقلاع عن التدخين. كان خطر عودة الاكتئاب الشديد متساويا في الأشهر الثلاثة الأولى. خطر عودة الاكتئاب لم يرتفع فجأة بعد توقف المشاركين عن التدخين، وإنما كان متساويا طوال فترة الدراسة.

إذا كان الخطر أكبر في الأسابيع الأولى بعد التوقف عن التدخين، ثم ينخفض إلى المستوى الطبيعي، اذا لكان من الممكن اعتبار الاكتئاب كعرض آخر للإقلاع عن التدخين، مثل الغضب أو الانفعالات. بعض من المدخنين الذين لديهم تاريخ من الاكتئاب يعرفون بأنفسهم بالفعل ان الإقلاع عن التدخين يمكن أن يؤدي لديهم إلى عودة الاكتئاب، لذلك فهم يخشون الإقلاع عن التدخين. لكن استمرار العلاج بواسطة الأدوية المضادة للاكتئاب يمكن أن يكون بديلا أفضل من الاستمرار في التدخين، على الرغم من أنه لا يزال غير المعروف فما إذا كان الدواء يمنع عودة الاكتئاب بعد الإقلاع عن التدخين.

4208 مشاهدة
للأعلى للسفل
×