عورة الرجل في الصلاة

كتابة:
عورة الرجل في الصلاة

الصلاة

تُعرّف الصلاة لغةً بالدعاء، وأما اصطلاحًا فتُعرّف الصلاة على أنها عبادة الله تعالى بأقوال وأفعال مخصوصة، مُفتتحة بالتكبير، ومُختتمة بالتسليم، [١]ومن الجدير بالذكر أن للصلاة مكانة عظيمة في الإسلام فهي ثاني أركان الإسلام بعد الشهادتين، وعمود الدين، ومما يدل على أهميتها أن الله تعالى فرضها على نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- في السماء يوم الإسراء والمعراج، وقد أجمع أهل العلم على أن وجوب الصلاة من الأمور المعلومة من الدين بالضرورة، لا سيما أن الله تعالى أمر عباده بأداء الصلاة في الكثير من آيات القرآن الكريم، ومنها قوله تعالى: {قُل لِعِبادِيَ الَّذينَ آمَنوا يُقيمُوا الصَّلاةَ}،[٢] وللصلاة شروط يجب مراعاتها حتى يكون أدائها صحيحًا، ومنها ستر عورة الرجل في الصلاة.[٣]

عورة الرجل في الصلاة

تُعرّف العورة لغةً بالخلل في الشغر وفي غيره، وأما شرعًا فهو كل ما يحرم كشفه من جسد الرجل أو المرأة، وتجدر الإشارة إلى أن ستر عورة الرجل في الصلاة شرط من شروط صحتها، ولا تصح إلا به، وقد استدل أهل العلم على ذلك بقول الله تعالى: {يا بَني آدَمَ خُذوا زينَتَكُم عِندَ كُلِّ مَسجِدٍ}،[٤] حيث ذهب ابن عباس -رضي الله عنه- إلى أن المقصود بالزينة في الآية الكريمة الثياب في الصلاة، وقال ابن حجر: "ذهب الجمهور إلى أن ستر العورة من شروط الصلاة".[٥]

أما عورة الرجل في الصلاة فهي ما بين السرة إلى الركبة باتفاق المذاهب الأربعة الشافعية والمالكية والحنبلية والحنفية، وقد استدلوا على قولهم بما روي عن -المسور بن مخرمة رضي الله عنه- أنه قال: "أَقْبَلْتُ بحَجَرٍ أحْمِلُهُ ثَقِيلٍ وعَلَيَّ إزَارٌ خَفِيفٌ، قالَ: فَانْحَلَّ إزَارِي ومَعِيَ الحَجَرُ لَمْ أسْتَطِعْ أنْ أضَعَهُ حتَّى بَلَغْتُ به إلى مَوْضِعِهِ. فَقالَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-: ارْجِعْ إلى ثَوْبِكَ فَخُذْهُ، ولَا تَمْشُوا عُرَاةً"،[٦] وفي الحديث أمر بالأخذ بالإزار، وهذا يدل على وجوب ستر ما بين الركبة والسرة، وقد ذهب جمهور أهل العلم ومنهم الشافعية، والمالكية، والحنابلة إلى أن السرة والركبة ليستا من العورة، واستدلوا بما ثبت عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه كان يجلس مع أصحابه كاشفًا عن ركبتيه، ولو كانت عورة ما كشفها، بالإضافة إلى أن السرة والركبة حد العورة فلم يكونا منها.[٧]

شروط صحة الصلاة

شروط صحة الصلاة هي الأمور التي يتوقف عليها صحة الصلاة، وتكون خارجة عن ماهية الصلاة، ومنها دخول الوقت، وقد ذكر الله تعالى أوقات الصلاة مجملة في القرآن الكريم، وفصلها رسوله -صلى الله عليه وسلم-، ومنها أيضاً الطهارة من الحدث الأكبر والأصغر، والطهارة من النجس في الثوب، والبدن، والمكان، ومنها ستر العورة، ومن الشروط أيضاً استقبال القبلة، لقول الله تعالى: {قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ}،[٨] ومنها النية ومحلها القلب، بالإضافة إلى الإسلام، والعقل، والتمييز.[٩]

المراجع

  1. " تَعريفُ الصَّلاةِ"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-08-2019. بتصرّف.
  2. سورة إبراهيم، آية: 31.
  3. "الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 19-08-2019. بتصرّف.
  4. سورة الأعراف، آية: 31.
  5. "ما هي حدود العورة في الصلاة ؟"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 19-8-2019. بتصرّف.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن المسور بن مخرمة، الصفحة أو الرقم: 341 ، صحيح.
  7. " حدُّ العَورةِ"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-08-2019. بتصرّف.
  8. سورة البقرة، آية: 144.
  9. "ما هي شروط الصلاة؟ وما الذي يترتب عليها؟"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-08-2019. بتصرّف.
4077 مشاهدة
للأعلى للسفل
×