عيد ميلاد سعيد أخي
عيد ميلاد سعيد أخي الحبيب، ففي يوم ميلادكَ اصطفّت ورود الكون في حديقة العمر، وقدّمت لك أروع الأمنيات لتكون بألف خير ورعاية الله في كل أيام عمرك، وفي يوم ميلادك ازدانت النجوم ورقصت الأقمار، وفاح عطر قدومك إلى الدنيا ليملأ أرجاء روحي، فأنت الشمعة التي تُضيء لي حياتي، وأنت رمز الخير والشموخ في عمري، وأنت البلسم الشافي الذي يمسح على أوجاع قلبي لتصبح أفراحًا عامرة، فاسمح لي اليوم أن أقول لك: عيد ميلاد سعيد أخي الغالي، يا من أباهي به الدنيا بأنه أخي، ويا من تكفيني ضحكته ليمتلئ قلبي حبًا وعطرًا، وكلّ عام وانت الخير كلّه والوفاء.
عيد ميلاد سعيد أخي، رغم أنّ هذه العبارة الصغيرة لا تُوفيك حقك، وتبدو مثل عبارة رتيبة يُكررها الجميع، لكنني أقولها لك من أعماق قلبي لتصل إلى قلبك، وأحفّها بتراتيل وأدعية إلى الله -تعالى- أن يكلأك بعينه التي لا تنام، وأن يُبقيك سندًا وعزًا لي في كلّ وقت، فأنت السيف الذي أُحارب به مصائب الأيام، وأنت الجبل العظيم الذي أستند إليه بكامل ضعفي لأعود قوية لا يُتعبني أي شيء، فأنت يا أخي الحبيب أبي الثاني، وأنت نوارة القلب والعمر، وأنت الذي ترزع في دمي ورودًا كثيرًا، وتمدّ يدك لروحي كلما أوشكت على السقوط، فتسمو روي بروحك.
أخي الحبيب يا توأم الروح ونبض القلب، وأنت تطفئ شموع عيد ميلادك، أنظر إليك بقلبي، وأودّ لو كانت الأفراح في يدي لأزرعها في قلبك، وأودّ لو كانت الأمنيات قريبةً مني لأهديتك أجملها، وأتذكر شريط ذكريات العمر معك ونحن صغارٌ نمشي عل درب الأمل، لا يوقفنا خوفٌ ولا نأبه لأيّ شيء، ولا نعرف للحزن معنى، كنا نرسم أحلامنا على الماء وننتظر تلك اللحظة التي نكبر بها ونحن نُمسك بأيدي بعضنا بعضًا، ونتمنى أن يطول الدرب ونحن نمشي لنصل إلى آخر العالم دون أن نُفكر أن نُفلت أيدينا من بعضها البعض.
عيد ميلاد سعيد أخي، يا قرّة العين التي أرجو من الله أن يرعاها دومًا، وأدعوه أن تظلّ إلى جانبي كلّ العمر، وألّا أراك إلّا سعيدًا ومسرورًا وجبلًا شامخًا لا ينحني، فأنت معنى العيد، وأنت فرحة القلب، وإنني في يوم عيد ميلادك أُضيء روحي شمعةً لتنير لك الطريق وتُبدد لك العتمة، فكن بخيرٍ دومًا وفي كنف الله، وكن كما نريد لك أن تكون، حاضرًا بقلبك وروحك ومسترسلًا في الخير والعطاء والحب، وكلّ عام وأنت بألف خير.
