عيوب المدرسة الوضعية

كتابة:
عيوب المدرسة الوضعية

عيوب المدرسة الوضعية

يعتقد أصحاب المدرسة الوضعية أنَّ منهجهم المتَّبع في البحث والحصول على البيانات واضح ودقيق، ويستطيع الباحث من خلاله أن يصل إلى المعلومات التي يريدها، لكن توجد العديد من العيوب المنسوبة لها، وهي فيما يأتي:[١]

  • عجزُ منطق المدرسة الوضعية عن تفسير كل ظواهر الكون أو ما يعرَف باسم الظواهر الكونية التي يراها الإنسان من حوله بالكامل، وذلك فقط بالاعتماد على المنطق.[١]
  • اضمحلال روَّاد المدرسة الوضعية نتيجة عدم قدرة منطقهم وحده على تفسير تلك الظواهر، ما جعل هذه الفلسفة تتلاشى في الوقت الحالي، وخسرت المدرسة الوضعية قاعدتها الجماهيرية منذ وقت طويل.[١]
  • عدم قدرة منطق المدرسة الوضعية على إيجاد حل للكثير من المفارقات، مثل مفارقة الشخص الكاذب رغم بساطتها، فإذا قال ذلك الشخص: أنا كاذب، فإنه إما أن يكون صادقًا وبالتالي هو كاذب فكيف يصدَّق، وإمَّا أن يكون كاذبًا وبالتالي هو صادق، وهذا يبين عجز المدرسة الوضعية عن تفسير الكثير من الأمور، كما في هذه المسألة البسيطة.[١]
  • عدم قدرة الوضعية على معرفة الإنسان من خلال التجارب المحسوسة، وبالتالي لا يمكن البحث عن الإنسان وحقيقته في العلوم التجريبية.[٢]
  • مبالغة الوضعية في التضليل تحت غطاء العلم والتجربة العلمية، وذلك الانتقاد وجَّه الماركسيين إليها.[٢]
  • عدم دقة منطق المدرسة الوضعية من خلال استقراء التاريخ.[٢]

تعريف المدرسة الوضعية

النظرية الوضعية أو الفلسفة الوضعية هي واحدة من التوجهات الفلسفية المعاصرة، وتعتمد الفلسفة الوضعية على دراسة علوم الاجتماع والمعالم المجتمعية في إطار البراهين والأدلة العلمية المنطقية، والتي تعتمد على نتائج تجارب وتوصيفات وإحصائيات من أجل توضيح الكثير من القضايا الاجتماعية المختلفة من مختلف الجوانب.[٣]

اعتمدت المدرسة الوضعية على فرضية أنه يمكن الإحاطة بجميع مقتضيات المجتمع وبالتالي وضع مبادئ اجتماعية وأساسات ثابتة لها، كما أنَّ الوضعية المنطقية تؤكد على ضرورة حصر التوجهات والمفاهيم الخاصة بالعلوم الاجتماعية ضمن أطر الماديات والمحسوسات، أي فقط ما يُدرَك بالتجارب والحواس.[٣]

يجب على النظريات الاجتماعية أن تقوم على أسس قوية ومتينة وقويمة ومنهجية مدروسة تعتمد على خلفيات منطقية من خلال التجارب الملموسة والحقائق الجلية، وترجع نشأة المدرسة الوضعية إلى الفيلسوف كلود هنري الذي عرَّفها بأنَّها التوجه العلمي من أجل فهم حقائق الكون وقد عاش من عام 1760م إلى عام 1825م، وطور هذا المفهوم من بعده تلميذه الفيلسوف أوغست كومتن.[٣]

رواد المدرسة الوضعية

نشأ مصطلح المدرسة الوضعية أو الفلسفة الوضعية في القرن التاسع عشر تقريبًا، وذلك على يد الفيلسوف كلود هنري الذي يعدُّ من أهم رواد الفلسفة الوضعية، وقد وضَّح مفهوم الوضعية بأنها توجه علمي لفهم الحقائق الكونية، وتطوَّر مفهوم الفلسفة الوضعية على يد تلميذه الفيلسوف الفرنسي أوغست كومتن، ووضع الأسس المنهجية للمدرسة الوضعية.[١]

بعد ذلك جاء العديد من الفلاسفة الذي دعموا آراء كومتن ونادوا بها، وعلى رأسهم الفيلسوف هيبوليت تاين والفيلسوف لونغيست إيميل، وقد بدأ كل منهما نشاطه في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، بعد ذلك جاء الفيلسوف فين سيركل الذي قاد المساهمة الأكبر في المدرسة الوضعية، وجمع كل الأفكار التي وردت من الفلاسفة قبله عن هذا المذهب ووضعها في منهج واحد.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح "ما هي الوضعية"، أراجيك، اطّلع عليه بتاريخ 21/2/2022. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت محمد محمود ربيع، كتاب مناهج البحث في العلوم السياسية، صفحة 105-106. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت "الوضعية"، سترينغ فكسر، اطّلع عليه بتاريخ 21/2/2022. بتصرّف.
4715 مشاهدة
للأعلى للسفل
×