غاندي بداية حياته ودراسته

كتابة:
غاندي بداية حياته ودراسته


غاندي: بداية حياته ودراسته

وُلد الزعيم الهندي القومي المهاتما غاندي في مدينة الهندية بتاريخ 2 أكتوبر 1869م، وكان والده كارامشاند غاندي يعمل كرئيس وزراء ولاية بوربندر في غرب الهند أثناء احتلال بريطانيا العُظمى لأراضي الهند، وكانت والدته سيدة مُتدينة جدًا، دائمًا ما تُقيم الصلوات، وشديدة تصوم بشكل شبه يومي.[١]


اتُصف المهاتما بالخجل الشديد في صغره، ولكن في أيام مراهقته تمرد قليلًا، وقام بأكل اللحوم المُحرمة بالدين الهندوسي وبالتدخين وبعض أعمال السرقة خاصةً من أغراض الخدم في منزله، وعندما أنهى غاندي دراسته المدرسية كان يحلم بأن يكون طبيبًا، ولكن والده أراد منه أن يكون وزيرًا فأرسله لدراسة القانون في بريطانيا عندما بلغ 18 من عمره.[١]


أكمل غاندي دراسته الجامعية في لندن بإنجلترا، وقد لقي صعوبة كبيرة بالتكيف مع الثقافة الغربية، وعند عودته للهند بعد إنهاء الدراسة عام 1891م وجد أن والدته توفت قبل أسابيع قليلة، وهذا أثر بشكل كبير على نفسيته، وغير من طريقة تفكيره في العالم.[١]


عمل غاندي كمحامٍ في المحاكم الهندية، ولكن في مرافعته الأولى بقاعة المحكمة غضب كثيرًا في قاعة المحكمة بسبب الشهود، فغادر المحكمة فورًا بعد أن سدد لموكله كافة الأتعاب القانونية المُستلمة.[١]


معتقدات غاندي

نشأ غاندي في منزل مُتدين عابد للأله الهندوسية فيشنو، أي كان يتبع فرع الجاينية من الديانة الهندوسية، وكان في مراهقته غير مُلتزم دينيًا، ولكن بين أعوام 1888-1891م وخلال إقامته بلندن اعتمد غاندي النظام الغذائي النباتي، وأصبح أحد أعضاء اللجنة التنفيذية لجمعية لندن النباتية، ودرس الكثير من النصوص المُقدسة لأديان مُختلفة من العالم.[١]


خلال فترة تخرجه الأولى عجز عن إيجاد عمل مُناسب بالمحاماة، فأكمل دراسته المُتعلقة بالأديان وقرأ الكثير من الكُتب، وانغمس في النصوص المُقدسة بالهندوسية، وتبنى حياة بسيطة بعيدة عن الخيرات الأرضية المادية، وكان كثير الصوم والتقشف، ثُم انتقل غاندي للعيش في جنوب أفريقيا بعقد عمل لمدة عام في 1893م، ومن هنا بدأت حياته الثورية.[١]


نضال غاندي

انتقل غاندي لولاية ناتال بجنوب أفريقيا، وشعر بصدمة كبيرة من سياسة التمييز العُنصري المُتبعة ضد السود والهنود، وفي أول جلسات المحكمة طلب القاضي منه خلع العمامة الهندية، لكن غاندي رفض وغادر المحكمة، فأعلنته المحكمة بزائر غير مُرحب به على أراضيها.[١]


حدث موقف حول غاندي لرجل مناضل وأقوى المناصرين للحقوق المدنية، كان هذا في يونيو 1893م حينما رُمي من القطار بسبب جلوسه في مقاعد الدرجة الأولى التي كانت مُخصصةً للبيض حصريًا، وبعد عودته من رحلة عالية للهند نظم فيلق إسعاف يتكون من 1100 هندي لمُساعدة القوات البريطانية بحرب البوير، أملًا بالحصول على كامل الحقوق المدنية للهنود في جنوب أفريقيا.[١]


بأت جميع مساعي غاندي بالفشل، ولم ينفذ البريطانيون وعودهم، لذا عام 1906م نظم غاندي حركات للعصيان المدني، وانتهت عام 1913م حينما اعتقلت القوات البريطانية غاندي ومئات الهنود، ولكن بسبب الضغوط الكثيرة على حكومة الانتداب الجنوب إفريقية توصل الجنرال جان كريستيان سموتس وغاندي لحل وسيط يُعطي الهنود بعض حقوقهم، كالسماح رسميًا بالزواج الهندوسي.[١]


اللاعنف

عاد غاندي للهند، وبصورة فورية فعَّل نظام اللاعنف في المطالبة بالحقوق الكاملة والحكم الذاتي، ونصح الهنود بالاعتماد على القماش المنزلي، وزراعة الخضروات والفاكهة بدلًا من الاستيراد من بريطانيا، وبسبب شخصيته العظيمة أطلق عليه الهنود المهاتما (أي الروح العظيم) وكثر أتباعه وأصبحوا بالملايين.[٢]


تحولت حركة غاندي للمؤتمر الوطني الهندي المُنظمة الضخمة، وأدت دعواتها لمقاطعة تامة للبضائع البريطانية، والهيئات الإدارية والتشريعية والمدارس التابعة لهم، وفي عام 1922م اعتقلت بريطانيا غاندي بعد استقالته من المؤتمر واندلاع أعمال عُنف في الهند، ولكن تم الإفراج عنه عام 1924م بسبب سوء حالته الصحية.


أطلق غاندي العصيان المدني مُجددًا عام 1930م بسبب فرض ضريبة الملح على تجار الملح والتي أثرت بشكل كبير على الفقراء منهم، ولكن بعد تقديم بريطانيا بعض التنازلات بعد أشهر قليلة أعلن غاندي حل العصيان ورجوعه لحزب المؤتمر وتمثيله في لندن بالمفاوضات مع السلطات البريطانية.[٢]


اعتُقل غاندي لدى عودته للهند، فبدء بسلسلة إضرابات عن الطعام تسببت بإصلاحات سريعة من الحكومة والهندوس واتباعه، اعلن غاندي عام 1934م مرة أخرى اعتزاله السياسة، ولكن أثناء الحرب العالمة الثانية طالب بانسحاب بريطانيا من الهند مُقابل معونتهم لهم، وبدلًا من ذلك قامت بريطانيا بسجن أغلب قيادات حزب المؤتمر.[٢]


بدأت مفاوضات الانسحاب البريطاني عام 1947م، واتفقت بريطانيا على تقسيم الهند لكتلتين إسلامية وهي باكستان بقيادة محمد جناح وهندوسية هي الهند، وهذا لم يُعجب غاندي، كما اندلعت اشتباكات مُسلحة عنيفة بين الطرفين، واضرب غاندي مرة جديدة عن الطعام حتى توقفت الاشتباكات في كثير من المناطق.[٢]


وفاة غاندي

أطلق النار ناثورام فيناياك جودسي عضو الحزب الإرهابي هندو ماهاسابها (RSS) على الماهاتما غاندي يوم 30 يناير 1948م، وكان إطلاق الرصاص من مسافة قريبة حينما كان غاندي يقوم بالصلاة في دلهي عاصمة الهند، وكان غاندي يبلغ من العمر 79 سنة، بينما يبلغ هذا الإرهابي 38 عاماً.[٣]


اتهمت هذه المنظمة غاندي بموالاة المُسلمين وباكستان، ومُعاداة الهندوس، وقد ألقوا باللوم عليه بسبب الأموات الهندوس عند انفصال باكستان عام 1947م، وقد أُعدم القاتل في نوفمبر 1949م، ويُجدر بالذكر أن مودي رئيس وزراء الهند الحالي كان ينتمي لهذا الحزب سابقًا.[٣]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ "Mahatma Gandhi", Biography, 27/4/2017, Retrieved 27/1/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Mahatma Gandhi", History, 30/7/2010, Retrieved 27/1/2022. Edited.
  3. ^ أ ب Soutik Biswas (25/1/2022), "Nathuram Godse: The mystery surrounding Mahatma Gandhi's killer", BCC, Retrieved 27/1/2022. Edited.
4337 مشاهدة
للأعلى للسفل
×