غثيان الحمل والطب الصيني

يشكل غثيان الحمل وخاصة غثيان الصباح أحد الأمور المبشرة بالحمل. قد يكون الجنين بحجم نصف سنتيمترا، ويحمل التأثير حتى بهذا الحجم على الأم، من خلال طيف من الأعراض والتي يشكل غثيان الصباح جزءا بسيطا منها. الغثيان هو عارض شائع تشعر فيه معظم الحوامل، باستثناء عدد قليل من المحظوظات. في معظم الحالات، تنقضي حالات الغثيان حتى الأسبوع الـ 14، ولكن هنالك حالات تمتد فيها هذه الأعراض حتى نهاية الحمل. على الرغم من التسمية، فإن "غثيان الصباح" قد يظهر في كل واحدة من ساعات النهار، مع أن الصباح هو التوقيت الأكثر شيوعا لها.
لا يوجد للطب التقليدي تفسيرات حقيقية  لهذه الظاهرة وبالتالي حلولا. لم تصادق إدارة الأدوية والأغذية الأمريكية حتى الآن على أي دواء لغثيان الحمل. في حال كان الغثيان والقيء صعبا أو يحدث في أحيان متقاربة لدرجة الجفاف، الهبوط بالوزن أو أي مشكلة أخرى، فإنه يتوجب على المرأة البقاء في المستشفى لفترة ما والحصول على سوائل وريدية.

في هذه الحالة لا يبقى للطب المعاصر سوى إعطاء النصيحة لاتباع عدة قوانين قد تساهم في علاج غثيان الحمل والقيء، ينصح اتباع هذه النصائح والمواظبة عليها:

•  الأكل والشرب بكميات قليلة وبأوقات متقاربة .
•  الجلوس على مائدة الطعام قبل الشعور بالجوع.
•  اختيار أطعمة خفيفة وغير متبلة جدا (كالحساء، الأرز والباستا).
•  قضم البسكويت والكريكر وشرب القليل من المياه الغازية معها.

غثيان الحمل من وجهة نظر صينية:

غثيان الحمل هو ليس قدرا. معظم النساء اللواتي تمت معالجتهن وفق الطب الصيني تحدثن عن تحسن ملحوظ في حالتهن إلى درجة اختفاء الأعراض.

يقدم الطب الصيني عدة تفسيرات لغثيان الحمل، نتناول منها هنا تفسيرين فقط:

1. عدم تناغم طاقة المعدة: للأعضاء الداخلية في الطب الصيني وجود يتعلق بالطاقة إضافة إلى الوجود المادي. تدعى هذه الطاقة تشي (QI او ch'i)، وهي تجري في منحدر مجرى الهضم بمراقبة المعدة. يتيح هذا الجريان عملية هضم سليمة. إن التغييرات العميقة في الطاقة والتي تحصل في جسد المرأة، خاصة في المريديان (والمريديان هو الممر او الخط الاوسط الطولي في جسم الانسان والذي تمر من خلاله طاقة الـ"تشي" حسب الطب الصيني) الذي يسمى Chong Mai، تميل إلى تعطيل المجرى الطبيعي للطاقة ومن هنا يأتي الغثيان، القئ والحرقة. كما أن التغذية غير المناسبة قد تثقل على المعدة الحساسة في هذه المرحلة، "وتسخنها" وتؤدي لتقلبات قد تقود بدورها لهذه الظواهر.

2.  تعثر طاقة الـ "تشي" في الكبد وتأثيره على المعدة : سبب إضافي يتعلق بإداء الطاقة للكبد. منظومة هذا العضو مسؤولة عن الجريان السليم والحر لطاقة الـ "تشي" بالجسم. لكل تشي هنالك عضوه الذي يجري نحو الأعلى أو الأسفل، الخارج او الداخل. يشرف الكبد على عملية  نقل الطاقة هذه. ومع ذلك، فالكبد حساس جدا للمشاعر الغير لطيفة مثل الغضب، الإحباط والعصبية. وبذلك يتعثر، وتخترق جودة الطاقة لديه منظومة عضو مجاور وغالبا ضعيف، بكلمات أخرى، الجهاز الهضمي وخاصة المعدة. تكون النتيجة مشابهة لما تم شرحه في الحالة السابقة.

قد تؤدي عوامل مختلفة وحتى متضاربة لظهور غثيان الصباح ومنها : الحرارة، البرودة، الضعف أو فرط الراحة. وأحيانا تكون نظم أعضاء إضافية متورطة بذلك، كالطحال أو القلب. بالنسبة للمرأة فإن الغثيان هو غثيان ولكن يتوجب على المعالج تشخيص خلفية الطاقات لدى كل معالجة، لتتم ملائمة علاج شخصي وناجع لها. لذلك فمن المفترض أن يبدي المعالج اهتماما كبيرا بحدة الغثيان، محتوى القيء (سائلا أو مركزا)، مواعيده وحتى طعمه (مر، حمضي):

يؤسس المعالج الصيني تشخيصه على تأمل اللسان، فحص النبض وطرح الأسئلة: يعتمد العلاج اساسا على طرق الأكوبونكتورا والشياتسو وهي علاجات غير مؤلمة بل على العكس، لطيفة ومهدئة.

نصائح للعلاج بالبيت:

الأطعمة التي تخفف من الغثيان: الأرز، الجريبفروت، المانجا، قشر التفاح، البازيلاء، الزنجبيل (الجنجر) الطازج.

نقاط الضغط: "محول داخلي": تجري بين الغضروفين الذين يعبران في مركز الجزء الداخلي من الساعد، قناة طاقة هامة. بسمك 3 أصابع متلازمة من مفصل كف اليد، هنالك نقطة محددة لتخفيف الحرقات و\أو غثيان الحمل. قد يخفف تدليك هذه النقطة أو الضغط عليها، موضعيا، من الغثيان.

تحذير:

في حالات القيء هنالك دائما خطر حدوث الجفاف. على المرأة الحامل التي تعاني من قيء و\أو غثيان التوجه بداية للطبيب المعالج. كلما حدث القيء بأوقات متقاربة فإن التدخل الطبي التقليدي هو أمر حتمي تحسبا للجفاف، أو وضعيات طبية أخطر مثل التقرحات، ضغط الدم المفرط والحمل المتعدد.