محتويات
غدة كوبر
غدة كوبر أو الغدة البصليّة الإحليلية Bulbourethral gland أو Cowper’s Gland، حيث تكون غدّة كوبر من أجزاء الجهاز التناسلي الذكري ويبلغ حجمها كحبة البازلاء، وتتواجد خلف وعلى جنب الإحليل المسؤول عن تفريغ إحدى مكوّنات السائل المنوي، بالإضافة إلى أنه يوجد نوعان من الغدد البصلية الإحليلية وتكون كل واحد على جانب،[١] وتمّت تسميتهما بغدد كوبر إشارة لعالم التشريح ويليام كوبر الذي وثّقها في أواخر القرن السابع عشر، وتقع هذه الغدد في قاعدة القضيب الذكري وخلف القناة البولية، وتعدّ على أنها غدد إفرازية، إذ أنها تفرز سائل شبيه بالمخاط عند الإثارة الجنسية يتّصف هذا السائل على أنه لزج وشفاف ومالح،[٢] ونضيف أن الجزء الأول من السائل المنويّ يتكون بنسبة تقارب 5 في المائة من إفرازات الغدة البصلية الإحليلية التي تقوم بإفراز سائل ما قبل القذف الهام في تشحيم وترطيب مجرى البول وتخفيض أي حموضة ممّا يسنح للحيوانات المنوية السفر والانتقال بسهولة،[٣] في هذا المقال سيتمّ التحدث عن غدة كوبر.
نمو وتطور غدة كوبر
تنمو وتتطور غدتيّ كوبر من بداية الأسبوع العاشر وحتى الوصول للأسبوع الثاني عشر من فترة الحمل، فهي تنشأ من الجيب البولي التناسلي وتتطور من خلال مجرى البول الحوضي، ومن أهم أساسيات نمو وتطور غدد كوبر هو هرمون الديهدروتستوستيرون الذي يعتبر شكل من أشكال هرمون التستوستيرون الذي تمّ تطويره من خلال إنزيم 5-ألفا المختزل والمسؤول عن تعديل هرمون التستوستيرون، ومن الجدير بالذّكر بأن نفس الشكل من هرمون التستوستيرون هو المسؤول أيضًا عن ظهور شعور الوجه عند الذكور ونموّه،[٤] وعلاوةً على ذلك فإنّ قطر غدة كوبر يبلغ 1 سنتيمتر، وهوّ مكوّن من أنابيب وأنابيب صغيرة، وبين هذه الأنابيب يوجد ألياف عضلية وأنسجة مرنة التي تقوم بدعم هيكل الغدد، أمّا بالنسبة للخلايا الموجودة داخل هذه الأنابيب فهي تحتوي من الدّاخل على قطرات مثل المخاط وهو مركب بروتيني سميك، تقوم الغدد بإفرازه كمزلق ومن أجل توفير بيئة مناسبة لعيش الحيوانات المنوية وجعل السائل المنوي يحوي نسبة قليلة من الماء،[٥] ومن الضروري معرفة أنّ الغدد البصلية الإحليلية تتكوّن عبر الإحليل الغشائي وهو أصغر جزء من الإحليل، كما أنّها تكون تحت تأثير إشارات الغدد الصماء والباراسرين، وعند نموّ البروستات تنبت غدد كوبر تحتها مباشرةً، أمّا بالنسبة للحويصلات المنوية فهي تنشأ وتتكوّن من خلال الإشارات الخاصّة بهرمون التستوستيرون، لكن تتطور البروستات وغدد كوبر استجابةً لهرمون الديهدروتستوسترون كما تمّ ذكره مسبقًا.[٦]
موقع غدة كوبر
تقع غدة كوبر في موقع أدنى أو أسفل من البروستات، إذ أنها تكون خلف الإحليل الغشائي وهو أصغر جزء من الإحليل، لذا يمكن وصف أنّ غدة كوبر تقع تحديدًا عند قاعدة القضيب الذكري، داخل الحقيبة العجانية بعمق، بالإضافة إلى أنّ غدة كوبر تحيط بنفسها بالألياف العضلية للمصرة الإحليلية، وسميّت هذه العضلات بهذا الاسم نتيجة قربها من مجرى البول وبصيلة القضيب، وبكلمات أخرى من الممكن قول أنّ غدّتا كوبر تقعان بشكل رئيسي داخل عضلة الحجاب الحاجز البولي التناسلي، وقد تُفرغ غدة كوبر في مجرى البول المنتفخ،[٤] فالغدد البصلية الإحليلية عبارة عن غدد أنبوبية حلقية مركبة، وتتكوّن من مجموعة فصيفصات تتماسك مع بعضها البعض وتكون مغطّاة بواسطة غطاء ليفي، وكل فصيص يحتوي على عدد معيّن من الأسيني ويكون مبطّن بنوع من الخلايا وهي الخلايا الطلائية العمودية، وتنفتح هذه الفصيفصات في قناة واحدة لتشكيل قناة إفرازية واحدة يبلغ طولها 2.5 سنتيمتر، وتنفتح أيضًا في النهاية إلى مجرى البول عند قاعدة القضيب، من الوارد أن تتقلّص ويتضاءل حجم الغدد تدريجيًا مع مرور السنين وتقدم العمر.[٧]
وظيفة غدة كوبر
بعد معرفة موقع غدة كوبر يجب التعرّف على دورها أو وظيفتها في الجهاز التناسلي الذكري، ومن الجدير بالذكر بأنّه أثناء الإثارة الجنسية تعمل غدد كوبر بإفراز سائل مخاطي يحتوي على بروتينات سكرية، ويُساهم هذا السائل ويلعب دورًا هامًا في ما يلي:[٨]
- تزييت وتشحيم الإحليل وطرف القضيب.
- المُساعدة في تقليل وتحييد البيئة الحمضية في مجرى البول الذكري أي أنّ الإفرازات تكون ذو أس هيدروجيني قلوي.
- طرد أي بقايا من الخلايا الميتة المحيطة بالإحليل بالإضافة لطرد بقايا البول، وذلك من أجل تحضير مسار نظيف وسهل لقذف الحيوانات المنوية.
- من الضروري معرفة أنّ الحيوانات المنوية الموجودة في سائل ما قبل القذف تكون قليلة أو قد لا تكون موجودة، فإذا وجدت قد تكون باقية في مجرى البول من القذف السّابق حيث أن الحيوانات المنوية تبقى في درجة حرارة الجسم الطبيعية لمدة تصل إلى أكثر من 48 ساعة، لكن القذف والحيوانات المنوية يعتمد أكثر على مستوى الإحليل البروستاتي وليس على سائل ما قبل القذف.
- لتجنّب سائل ما قبل القذف يجب التبوّل ممّا يجعل مجرى البول والإحليل نظيفين بالتأكيد، فقد يكون سائل ما قبل القذف سببًا للحمل غير المقصود عند حدوث جماع غير محمي.
الأمراض التي تصيب غدة كوبر
بعد التحدث عن وظيفة غدة كوبر ومهامّها المهمة تجاه الجسم، فمن الجدير تذكّر أنّه من الممكن إصابة الغدد البصلية الإحليلية أو ما تسمى بغدة كوبر بأمراض ومشاكل صحية عديدة، فقد تتأثر الغدد البصلية الإحليلية بآفات ومشاكل خلقية أو مكتسبة، كما أنّ المشاكل الخلقية قد يتمّ الخلط بينها مع بعض الاختبارات التشخيصية الخطرة، أمّا الآفات المكتسبة فهي ذاتها التي تؤثّر على البروستاتا والتي تتضمن العدوى، الأورام، والتكلّسات، او الحصوات، وفيما يلي شرح مفصّل عن نوعية الأمراض التي قد تصيب غدد كوبر:[٦]
الآفات الخلقية
قد يُصاب الشخص بالقيلة النخاعية او القيلة المحصّنة وهو تشوّه غير شائع يصيب مجرى البول الذكري، إذ يتّصف بأنّه انتفاخ كيسي لقناة غدد كوبر، وحتى الآن لا يزال سبب التوسّع هذا غير معروف، لكن عندما درس العلماء الحالة على الفئران التي تفقد عامل النمو المحول ‐ بيتا 2 أظهرت تمدّد كيسي في غدد كوبر ممّا يشابه حالة القيلة النخاعية، أمّا الفئران التي لها مستوى منخفض من عامل النمو المحول ‐ بيتا 2 فأشارت إلى تضخّم في ظهارة غدد كوبر، كما أن معظم الحالات المصابة لا يوجد لديها أي أعراض، عند البالغين قد تظهر بعض أعراض الجهاز البولي السفلي، التهابات بولية، الشعور بالألم، أعراض انسداد مجرى البول، الشعور بعدم الإفراغ بشكل كامل والرغبة بدخول الحمام مرّة أخرى، لكنها تؤثّر على الأطفال والمراهقين بشكل كبير، ويتمّ تشخيص هذه المشكلة من خلال التصوير الرّجعي، التنظير، أو استخدام الموجات فوق الصوتية، إذ يتم عمل شق في منطقة العجان واستئصال الشيء الذي يغلق ويسدّ مجرى البول، قد تكون القيلة النخاعية مغلقة ككيس منتفخ على جدران الإحليل أو مفتوحة لإرجاع البول إلى القيلة، بالإضافة إلى ذلك فإنّه تمّ تصنيف مشاكل غدة كوبر ذات الآفات الخلقية في سنة 1983 لأربع مجموعات تشمل الآتي:[٦]
- قيلة سرنجية أو نخاغية بسيطة فتكون القناة متوسّعة بشكل قليل.
- قيلة سرنجية مثقّبة حيث تكون القناة منتفخة وتصبّ بمجرى البول.
- قيلة سرنجية غير مثقبة إذ تظهر على شكل كتلة وتشبه كيس تحت المخاطية.
- قيلة سرنجية ممزّقة وهو الغشاء الباقي في مجرى البول بعد تمزّق القناة التي توسّعت.
الآفات والمشاكل المكتسبة
فقد تكون المشاكل المكتسبة ناجمة عن التهاب وعدوى، أو حصوات، أو أورام وسرطانات، وفيما يخصّ العدوى فهو عبارة عن التهاب الغدد البصلية الإحليلية المعروفة بغدد كوبر، ويظهر الالتهاب مع أعراض مصاحبة له مثل: الحمّى والتوعك، وبعض الاشخاص يعانون أيضًا من ألم في منطقة العجان، وقد تُصاب غدد كوبر بالالتهاب لنفس الأسباب التي يلتهب لها المجاري والمسالك البولية، أي أنّ السبب يكمن في الكائنات الحية المتمثّلة في الإي كولاي، والكليبسيلا، وفي بعض الحالات إذا عانى الشخص من التهاب بكتيري مزمن قد يكون السبب وجود عيب خلقي مثل القيلة النخاعية، ويتمّ علاج مثل هذه الحالات عبر استخدام جرعة عالية من المضادات الحيوية أو إجراء عملية وإزالة العيب الخلقي إذا كانت هي السبب،[٤] وقد يكون التهاب غدد كوبر مزمن أو حادّ ويرتبط بعلامات أخرى مثل احتباس البول الشديد والتبرّز المؤلم.[٩]
حصوات الغدة البصلية الإحليلية
أظهرت بعض الدراسات بأنّ المرضى الكبار في السن يعانون من مشكلة وجود تكلّس أو حصوات في الغدة البصلية الإحليلية، وقد تعود مسبّبات الحصوات هذه لانسداد القنوات داخل غدة كوبر وركود الإفرازات، أو بسبب الإصابة بعدوى البكتيريا المسؤولة عن تقسيم اليوريا، أو قد تكون الإصابة بسبب مرض السكري، ومن المعروف أنّ الحصوات تحتوي وتتكوّن من أملاح الفوسفات من البوتاسيم، الكالسيوم، والمغنيسيوم، ومن الممكن تشخيص والكشف عن هذه الحصوات من خلال استخدامالموجات فوق الصوتية لمنطقة الحوض، ومن النّادر أن تسبب هذه الحصوات في ظهور خرّاج في غدّة كوبر، أمّا فيما يخصّ العلاج فهو يستند على إزالة غدة كوبر بالكامل في حال كانت الحصوات كبيرة الحجم.[٦]
أورام الغدة البصلية الإحليلية
تعدّ الإصابة بسرطان الغدة البصلية الإحليلية من السرطانات النادرة جدًا، حيث أنّه لا يوجد سوى 9 حالات عانت من هذا السرطان في الطب، لذا لا يمكن الحصول على أي نتائج أو دراسات تخصّ العلاج،[١٠] وتقع أورام غدة كوبر في مجرى البول الغشائي المنتفخ، حيث تكون الغدد غير منتظمة الشكل فقد تظهر كشكل الغدد ولكنها تكون قليلة بالميوسين، ومن أهم أعراض الإصابة بسرطان الغدة البصلية الإحليلية هو الشعور بتضيّق في الإحليل ناتج عن الورم، بالإضافة لملاحظة إفرازات دموية، لكن من المهم معرفة أن سرطان غدة كوبر لا يعمل على زيادة مستضدّ البروستاتا، وعند تطبيق استراتيجية لعلاج هذه النوع من السرطانات يتوجّب على الطبيب إزالة واستئصال كل أحشاء الحوض ومن ثمّ خضوع الشخص المُصابللعلاج الإشعاعي، ولا يزال من غير المعلوم بأن سرطان الغدّي في غدّة كوبر قوي كما هو الحال في سرطان الغدد الذي يصيب الرقبة والرأس، لكن بالرغم من ذلك فإنّ الأساليب المتبعة للعلاج جراحيًا أو إشعاعيًا هي الأنسب والمفضلة.[٦]
هل يمكن استئصال غدة كوبر
وفي نهاية المقال قد يتخاطر للأذهان بأنّه هل يمكن استئصال غدة كوبر، وهل العيش من دونها ممكن، لذا أوضحت الدراسات المسؤولة عن تحديد أثر إزالة الغدة البصلية الإحليلية على السائل المنوي وخصائصه عند الماعز، حيث تمّت إزالتها تحت ظروف وحالة معقمة، وبالنسبة للنتائج فكانت جيّدة للغاية بل عادت الحيوانات لنشاطها الجنسي بعد مرور ثلاثين يوم من الإجراء، بالإضافة إلى تقييم بعض الخصائص التّباعة للسائل المنوي بعد مرور خمس أسابيع من العملية وتتمثّل هذه المعلومات بالآتي: حجم السائل المنوي، نشاط الحيوانات المنوية، تركيز خلايا الحيوانات المنوية، نسبة الحيوانات المنوية غير الطبيعية، النسبة المئوية للحيوانات الحية والميتة، حركة الحيوانات المنوية التقدمية، وأظهرت النتائج لهذه الدراسات بأن الحيوانات المعالجة والتي أُزيلت منها غدة كوبر تُعاني من انخفاض في أحجام السائل المنوي، بالإضافة إلى ملاحظة تغيّر قيم الأس الهيدروجيني، لكن من الجيّد بأنّ كل الخصائص الأخرى لم تتأثر ولم يكن هناك فروق بها، وعلاوةً على ذلك فعند تمديد السائل المنوي بمادة مخففة تشبه صفار البيض ومن ثمّ التبريد إلى 5 درجة مئوية، حيث لوحظ بعد ذلك وجودتشوّهات للحيوات المنوية بشكل أكبر من السابق بالرّغم من أن المعايير الأخرى ما زالت غير متأثّرة بمعالجة السائل المنوي.[١١]
المراجع
- ↑ "Medical Definition of Bulbourethral gland", www.medicinenet.com, Retrieved 2020-06-19. Edited.
- ↑ "Bulbourethral gland (Cowpers gland)", www.healthline.com, Retrieved 2020-06-19. Edited.
- ↑ "What Your Semen Says About Your Health", www.verywellhealth.com, Retrieved 2020-06-21. Edited.
- ^ أ ب ت "Bulbourethral gland", www.kenhub.com, Retrieved 2020-06-19. Edited.
- ↑ "Bulbourethral gland", www.britannica.com, Retrieved 2020-06-20. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "A neglected gland: a review of Cowpers gland", onlinelibrary.wiley.com, Retrieved 2020-06-20. Edited.
- ↑ "Bulbourethral gland", psychology.wikia.org, Retrieved 2020-06-21. Edited.
- ↑ "The Bulbourethral Glands", teachmeanatomy.info, Retrieved 2020-06-19. Edited.
- ↑ "Sepsis secondary to Cowpers gland abscess", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-06-20. Edited.
- ↑ "Metastatic Cancer of Cowpers Gland: A Rare Cancer Managed Successfully by Molecular Profiling", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-06-20. Edited.
- ↑ "Impact of Surgical Removal of Bulbourethral Gland on", www.researchgate.net, Retrieved 2020-06-21. Edited.