محتويات
فتوحات أبي بكر الصديق في الشام
ذهب أبو بكر -رضي الله عنه- إلى الحجِّ في العام الثَّاني عشر، ولمَّا أنهى حجَّه جهَّز الجيوش إلى الشَّام، وعيَّن على هذه الجيوش: عمرو بن العاص، ويزيد بن أبي سفيان، وأبا عبيدة بن الجراح، وشرحبيل بن حسنة -رضوان الله عليهم أجمعين-، ففتحت أجنادين وفحل في السَّنة الثَّالثة عشر،[١] وكانت الفُتوحات الإسلاميَّة في زمن أبي بكر -رضي الله عنه- على جبهتين كما يأتي:[٢]
- الجبهة الشرقيَّة؛ وكان أبرز قادتها خالد بن الوليد، والمثنى بن حارثة، فحققوا انتصاراتٍ كبيرةٍ.
- الجبهة الغربيَّة؛ وهي في الشَّام وكان عليها الروم، فأرسل جيشاً بقيادة يزيد بن أبي سفيان -رضي الله عنه- إلى دمشق، وأرسل جيشاً بقيادة عمرو بن العاص -رضي الله عنه- إلى فلسطين، وجيشاً إلى الأردن بقيادة شرحبيل بن حسنة -رضي الله عنه-، وجيشاً على حمص بقيادة أبي عبيدة بن الجراح -رضي الله عنه-، وكانت له القيادة العامة على جميع الجيوش، ووصلت أعدادهم إلى 240 ألف مُقاتل.[٢]
وكان السَّبب لتجهيز هذه الجيوش بعد أن قام الرُّوم بمُقاتلة جيش المُسلمين بقيادة خالد وألحقوا بهم الهزيمة، ولمَّا وصلت الأخبار إلى الخليفة أبي بكر -رضي الله عنه- جهز الجيوش الأربعة نحو الشَّام لمعركة اليرموك وقِتال الروم، وأرسل أبو بكر برسالة إلى خالدٍ في العراق وأمره بالتوجُّه نحو الشَّام للقتال مع جيوش المُسلمين هُناك، وانتصر المُسلمون في اليرموك على الروم، وكانت هذه المعركة بداية الطَّريق لفتح بقية الشَّام.[٣]
وكانت الشَّام من أولى اهتمامات الخليفة أبي بكر -رضي الله عنه-؛ لالتصاقها بتجارة العرب، وكان سعيد بن العاص الأُموي أوَّل من خرج إلى بلاد الشَّام، وذهب إلى دمشق، ثُمَّ أرسل جيشاً آخر إلى وادي القُرى، وتبوك، والجابية، ودمشق، وأمَّا الجيش الثَّاني بقيادة شرحبيل فهدفه بصرى، مروراً بطريق معان، وأمَّا جيش أبو عُبيدة فهدفه حمص من طريق وادى القُرى، وأمَّا الجيش الرابع بقيادة عمرو فهدفه فلسطين مُروراً بطريق ساحل البحر الأحمر، فانتصر المُسلمون في معركة مؤاب وبقيت في أيديهم، ثُمَّ معركة داثن، ثُمَّ معركة مرج الصفر، ثُمَّ فُتحت تدمُر، والقريتين، وحوارين.[٤]
فتوحات أبي بكر الصديق في العراق
قاتل المُسلمون الفُرس على الجبهة الشَّرقيَّة والتي تضُمُّ العراق، وغرب الشَّام، وشمال الجزيرة، وكانت الجيوش بقيادة خالد بن الوليد، والمُثنى بن الحارث، ففتحوا الحيرة، والأنبار، ودومة الجندل، وغيرها،[٥] وأمرهم أبو بكر -رضي الله عنه- بالتوجُّه نحو الشَّام، فتوقّفت الفُتوحات في العراق، واستكملها الخليفة عُمر بن الخطاب.[٦]
وفي حُروب الردَّة طارد المُثنى بن الحارث المُرتدين إلى الشَّمال، وعند وُصوله للعراق تكاثرت عليه الفُرس، فأرسل إلى الخليفة يطلب المدد منه، فأرسل إليه بقيادة خالد بن الوليد، فخاض معركةَ ذات السَّلاسل، والمذار، والولجة، وأليس، والحيرة، وعين التَّمر، والأنبار، فنجح خالد بفتح أكثر من نصف العراق،[٧] وفتح كذلك أمغيشيا، ودومة الجندل، والحصيد، والخنافس، والمصيخ، والثني، والزميل، والفراض.[٨]
أسباب الفتوحات في عهد أبي بكر الصديق
توجد العديد من الأسباب للفتوحات في عهد أبي بكر، منها ما يأتي:[٩]
- التمهيد في فتح الطَّريق للدَّعوة الإسلاميَّة، ونشرها بدون عوائق أو عُدوان، وتحقيق الحُريَّة لنشر العقيدة.[١٠]
- مواجهة المُقاتلين الأعداء للمُسلمين؛ كالفُرس والروم، فكان لا بدّ من دحر عدوانهم.[١١]
أسباب قلة فتوحات أبي بكر الصديق
توجد العديد من الأسباب لقلة الفُتوحات في عهد أبي بكر، ومنها ما يأتي:
- قُصر مدة خلافته؛ فقد كانت سنتين وثلاثة أشهر.[١٢]
- انشغاله بحروب الردة.[١٣]
- حرصه على إظهار قوَّة المُسلمين.[١٤]
المراجع
- ↑ يعقوب بن سفيان الفسوي (1981)، المعرفة والتاريخ (الطبعة 2)، بيروت:مؤسسة الرسالة، صفحة 290-293، جزء 3. بتصرّف.
- ^ أ ب أحمد العسيري (1996)، موجز التاريخ الإسلامي من عهد آدم إلى عصرنا الحاضر (الطبعة 1)، صفحة 104-105، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ موسوعة سفير للتاريخ الإسلامي، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 78-80، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ محمد سهيل طقوش (2003)، تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية (الطبعة 1)، صفحة 145-166. بتصرّف.
- ↑ أحمد العسيري (1996)، موجز التاريخ الإسلامي من عهد آدم إلى عصرنا الحاضر (الطبعة 1)، صفحة 104، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ موسوعة سفير للتاريخ الإسلامي، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 995، جزء 10. بتصرّف.
- ↑ موسوعة سفير للتاريخ الإسلامي، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 77-78، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ محمد سهيل طقوش (2003)، تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية (الطبعة 1)، صفحة 131-145. بتصرّف.
- ↑ عبد العظيم المطعني (1993)، سماحة الإسلام في الدعوة إلى الله والعلاقات الإنسانية منهاجاً وسيرة (الطبعة 1)، صفحة 158. بتصرّف.
- ↑ موسوعة سفير للتاريخ الإسلامي، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 76-77، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ مناع القطان (2001)، تاريخ التشريع الإسلامي (الطبعة 5)، صفحة 194. بتصرّف.
- ↑ هشام آل عقدة (1418)، مختصر معارج القبول (الطبعة 5)، الرياض:مكتبة الكوثر، صفحة 392، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ سعيد القحطاني، رحمة للعالمين، الرياض:مطبعة سفير، صفحة 392. بتصرّف.
- ↑ أحمد العسيري (1996)، موجز التاريخ الإسلامي من عهد آدم إلى عصرنا الحاضر (الطبعة 1)، صفحة 106، جزء 1. بتصرّف.