زيت الزيتون
شجرة الزيتون من الأشجار القديمة التي زُرِعَت قبل أكثر من 6000 سنة، ويُعتَقَد أنّه كان لها دور فعّال في كلٍّ من الحضارة اليونانية والرومانية القديمة، ولقد كانت معروفة بشكل واسع ليس فقط بسبب مذاقها، إنّما بسبب ما تملكه من فوائد صحية مذهلة على الجسم،[١] كما أنّها من الأشجار التقليدية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، أمّا زيت الزيتون فيُحصَل عليه من خلال عصر ثمار هذه الشجرة، ويُستخدَم للعديد من الاستخدامات في التجميل والطبخ والعلاج، وعلى الرغم من أنّ أصله يُنسَب إلى منطقة البحر الأبيض المتوسط، غير أنّه الآن من الزيوت الشائعة في مختلف أرجاء العالم، وهو من الزيوت الغنية بالدهون الأحادية المفيدة،[٢] إضافة إلى أنّه غني بالعديد من مضادات الأكسدة التي تملك تأثيرًا بيولوجيًا مضادًا للعديد من الأمراض المزمنة وللجذور الحرة الضارة، بالإضافة إلى احتوائه على فيتامين E وفيتامين K.[٣] كما يُعدّ زيت الزيتون جزءًا مهمًا في النظام الغذائي في منطقة البحر الأيبض المتوسط، ويتميّز الأشخاص الذين يتبعون هذا النظام بطول العمر وانخفاض خطر الإصابة بأأمراض القلب والسكتات الدماغية وارتفاع ضغط الدم.[٢]
فحص زيت الزيتون
يُحضّر زيت الزيتون ببساطة من خلال عصر ثمار الزيتون الطازجة دون إضافة أيّ مواد كميائية أو حرارة أو عمليات معالجة أخرى، وعلى الرغم من ذلك يوجد مجال واسع للخداع والغش في إنتاج هذا الزيت، فيخفّف مع زيوت أخرى، على سبيل المثال، يُخفف مع زيت فول الصويا أو زيوت البذور الرخيصة الأخرى،[٤] كما توجد طرق متّبعة لفحص زيت الزيتون، ومن أهمها ما يأتي:
- فحص زيت الزيتون بالتجميد: يعتمد هذا الفحص على أنّ زيت الزيتون من الزيوت الغنية بالدهون الأحادية التي تتجمّد عند التعرّض للبرودة[٥] ويجرى هذا الفحص بالطريقة الآتية:
- توضع 2-4 ملاعق من زيت الزيتون في وعاء زجاجي نظيف قابل للإغلاق.
- يوضع الوعاء المغلق في مجمد الثلاجة لمدة 24 ساعة.
- إذا تجمد الزيت بعد ذلك فهذا يعني أنه زيت أحادي؛ أي إنّه زيت الزيتون.
- إذا ظل الزيت سائلًا فهذا يعني أنّه ليس زيت زيتون صافيًا.[٦]
- استخدام حاسة التذوق للحكم على زيت الزيتون، على الرغم من أنّها طريقة غير ناجحة مع الأسف، فمن خلال تجربة أجريت على بعض الأشخاص أظهرت عدم قدرتهم على التمييز بين زيت الزيتون الأصلي والزيت المزيّف من خلال الطعم.[٥]
فوائد زيت الزيتون
خلال 50 سنة ماضية أجريت العديد من الدراسات بهدف معرفة فوائد زيت الزيتون، إذ يملك هذا الزيت العديد من الفوائد الطبية المذهلة التي تشمل معظم أجزاء الجسم وفي ما يلي ذكر لبعض تلك الفوائد[٣]:
- يملك خواص مضادة للالتهاب: إذ إنّ الالتهابات المسبب الرئيس لمجموعة من الأمراض المزمنة؛ مثل: أمراض القلب والسرطان وداء السكري ومرض ألزهايمر، وزيت الزيتون الأصلي يقلّل من الالتهاب، إذ تُعدّ هذه من أهم فوائده الطبية المذهلة، ويُعزى ذلك إلى احتوائه على العديد من مضادات الأكسدة، ولعلّ من أهمها مادة تُسمّى oleocanthal، فقد أثبتت بعض الدراسات أنّ هذا المادة تملك خصائص مضادة للالتهاب مماثلة لتلك التي يملكها دواء الإيبوبرفين، وهو من الأدوية المضادة للالتهابات، كما أثبتت دراسة واحدة أنّ زيت الزيتون قادر على تثبيط بعض الجينات والبروتينات في الجسم المسؤولة عن إحداث الالتهاب.[٧]
- يحمي من السكتات الدماغية: تحدث السكتات الدماغية نتيجة نقص الدم المتدفق إلى الدماغ إمّا بسبب جلطات أو نزيف في الأوعية الدموية في الدماغ، وهي ثاني سبب للوفاة بعد أمراض القلب في العالم من الناحية الطبية، ووجدت دراسة كبيرة أجريت على 841000 شخص أنّ الدهون الأحادية الموجودة في زيت الزيتون قادرة على الوقاية من السكتات الدماغية وتقليل فرص حدوثها.[٨]
- يحمي من أمراض القلب: تُعدّ أمراض القلب من أسباب الوفاة الشائعة في العالم، ويساعد زيت الزيتون في الوقاية من هذه الأمراض، إذ يقلّل من الكوليسترول الضار في الجسم، ويحسّن من بطانة الأوعية الدموية؛ مما يقلّل من فرص تشكّل التجلطات، كما أظهرت الدراسات قدرة زيت الزيتون على التقليل من ضغط الدم، الذي يُعدّ عاملًا مهمًا في تشكيل أمراض القلب المختلفة بالتالي فهو يقلّل من خطر هذه الأمراض.[٩]
- يحمي من مرض ألزهايمر: هذا المرض من الأمراض العصبية الشائعة في العالم، ويحدث نتيجة تراكم لويحات بيتا أميلويد في الدماغ، إذ أظهرت دراسة إنسانية أُجرِيَت على الأشخاص الذين يتبعون نظام البحر الأبيض المتوسط الغني بزيت الزيتون أنّ هذا النظام يحسّن من وظائف خلايا الدماغ، لكن توجد حاجة إلى المزيد من الدراسات لإثبات فاعليته في الوقاية من ألزهايمر.[١٠]
- يحمي من السرطان: يُعدّ السرطان من الأسباب الشائعة للوفاة في العالم، وزيت الزيتون يقي من السرطان؛ ذلك يعزى إلى احتوائه على العديد من مضادات الأكسدة التي تحمي من الجذور الحرة التي تُعدّ بدورها سببًا رئيسًا لتشكّل الخلايا السرطانية.[١١]
- يملك خصائص مضادة للبكتيريا: يساعد زيت الزيتون في قتل بعض أنواع البكتيريا، ومن أهمها البكتيريا المسببة لـالتهاب المعدة وتقرحاتها؛ ذلك بسبب امتلاكه خصاص مضادة للبكتيريا.[١٢]
- يحمي من خطر مرض السكري: أو يقلّل من خطر الإصابة بـمرض السكري، إذ أظهرت العديد من الدراسات قدرته على التحكم بسكر الدم وحساسية الخلايا تجاه هرمون الأنسولين؛ مما يقلّل من فرص حدوث مرض السكري.[١٣]
المراجع
- ↑ fast growing trees, "Olive Trees"، fast growing trees, Retrieved 18-11-2018. Edited.
- ^ أ ب Christian Nordqvist (11-12-2017), "What are the health benefits of olive oil?"، medical news today, Retrieved 18-11-2018. Edited.
- ^ أ ب Joe Leech (14-9-2018), "11 Proven Benefits of Olive Oil"، healthline, Retrieved 18-11-2018. Edited.
- ↑ JANET RAUSA FULLER (25-5-2017), "Seven Ways to Tell If Your Olive Oil Is Fake"، epicurious, Retrieved 18-11-2018. Edited.
- ^ أ ب Kristen Michaelis , "HOW TO TELL IF YOUR OLIVE OIL IS FAKE"، food renegade, Retrieved 18-11-2018. Edited.
- ↑ TIFFANY (3-4-2013), "how pure is your olive oil a two step test"، dont waste the crumbs, Retrieved 18-11-2018. Edited.
- ↑ "Molecular mechanisms of inflammation. Anti-inflammatory benefits of virgin olive oil and the phenolic compound oleocanthal.", Curr Pharm Des, Issue 17, Folder 8, Page 754-768. Edited.
- ↑ "Monounsaturated fatty acids, olive oil and health status: a systematic review and meta-analysis of cohort studies.", Lipids Health Dis, 1-10-2014, Page 154. Edited.
- ↑ "Phytochemistry: ibuprofen-like activity in extra-virgin olive oil.", Nature, Issue 437, Folder 7055, Page 45-46. Edited.
- ↑ "Olive-oil-derived oleocanthal enhances β-amyloid clearance as a potential neuroprotective mechanism against Alzheimer's disease: in vitro and in vivo studies.", ACS Chem Neurosci, 25-2-2013, Issue 4, Folder 6, Page 973-982. Edited.
- ↑ "Olives and olive oil in cancer prevention.", Eur J Cancer Prev, Issue 13, Folder 4, Page 319-326. Edited.
- ↑ "In vitro activity of olive oil polyphenols against Helicobacter pylori.", J Agric Food Chem, 7-2-2007, Issue 55, Folder 3, Page 680-686. Edited.
- ↑ "Reduction in the incidence of type 2 diabetes with the Mediterranean diet: results of the PREDIMED-Reus nutrition intervention randomized trial.", Diabetes Care, 7-10-2010, Issue 34, Folder 1, Page 14-19. Edited.