محتويات
نسمع بالغالب عن القصور في نشاط الغدة الدرقية ربّما لأنها الأكثر شيوعًا، لكن ماذا عن فرط نشاط الغدة الدرقية؟ في الآتي التفاصيل.
الغدة الدرقية تقع في أسفل الرقبة وتكون صغيرة في حجمها الذي يشبه شكل الفراشة إلّا أن تأثيرها أساس جدًا للجسم، حينما تُصاب هذه الغدة بأي خلل إمّا أن يؤدّي ذلك إلى قصور في عملها أو إلى الإفراط في عملها.
فرط نشاط الغدة الدرقية بمسمى آخر يُدعى مرض غريفز يعني أنّها ستنتج هرمونًا معيّنًا بشكل مبالغ به، هذا الهرمون يُدعى هرمون الغدة الدرقية وهو المسؤول عن عملية التمثيل الغذائي، تابع قراءة هذا المقال لتتعرف أكثر حول هذا المرض:
ما هي أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية؟
إن فرط نشاط الغدة الدرقية يؤدي إلى تسريع عملية التمثيل الغذائي، ممّا يُسبب شعورك ببعض الأعراض التي تشمل ما يأتي:
- الانفعال الدائم وعدم السّيطرة على شعور التوتّر والقلق والانفعالات المُبالغ بها.
- التقلّبات المزاجية.
- الإرهاق والشعور بالتعب المستمر.
- الحساسيّة للحرارة.
- تضخّم الغدّة الدرقيّة أو انتفاخ أسفل الفك.
- فقدان سريع وغير منطقي للوزن.
- عدم انتظام في ضربات القلب.
- انقباضات وتحرّكات في الأمعاء.
- ارتجاف في اليدين والأطراف.
- صعوبة في النوم.
- ترقق في الجلد.
- ترقق وهشاشة بالشعر.
- اضطرابات في الدورة الشهرية.
هذه الأعراض أقل ظهورًا لدى كبار السّن، في حين أن بعض الأعراض تميّزهم بشكل خاص، مثل: تسارع ضربات القلب، والتحسس من درجات الحرارة المختلفة، والشعور بالتعب بشكل أكبر.
في بداية فرط نشاط الغدة الدرقية يمكن أن تشعر تمامًا العكس فقد تشعر أنّك نشيط وحيويّ جدًّا وذلك لتسارع عمليّة التمثيل الضوئي، ولكن مع الوقت ستبدأ الخلايا تشعر بنقص التغذية فيها وسيبدأ جسدك بالضعف والنحول.
بشكل عام يتطوّر مرض فرط نشاط الغدة الدرقية تدريجيًّا إلّا أنّه في حال باغتك في عمر صغير ستشعر بالأعراض بشكل مفاجئ.
ما هي أسباب فرط نشاط الغدة الدرقية؟
هناك مجموعة من الأسباب التي من شأنها أن تكون سببًا في فرط نشاط الغدة الدرقية، والتي تشمل ما يأتي:
1. اضطراب الجهاز المناعي
يُعد السبب الأكثر شيوعًا لاضطراب فرط نشاط الغدة الدرقية، ويستهدف بشكل خاص النساء تحت عمر 40 عامًا.
فبالإضافة إلى الأعراض المذكورة سابقًا يمتاز مرض فرط نشاط الغدة الدرقية بالأعراض الآتية أيضًا:
- انتفاخ وجحوظ في العينين.
- شعور بألم شديد وضغط في العينين.
- انتفاخ في الجفون وتراجعها لتكشف عن العينين.
- حساسيّة عالية للضوء.
- ضعف وحتّى فقدان الرؤية.
في أحيان نادرة تمتد هذه الأعراض حتى تصل احمرار في الجلد والأقدام.
2. عقيدات الغدّة الدرقية (Thyroid nodules)
هي عبارة عن نمو غير طبيعي في الغدة الدرقية التي تؤدّي إلى إفراز كمية كبيرة من هرمونها.
3. التهاب الغدة الدرقية (Thyroiditis)
هو التهاب ناجم عن فيروس أو بكتيريا يؤدّي إلى جعل الغدة الدرقية تُحارب جهاز المناعة الذاتي ممّا يجعلها تفرز بإفراط من هرمون الغدة.
من بين الأسباب الأقل شيوعًا لفرط نشاط الغدة الدرقية هو تناول الأغذية والأدوية التي تحتوي على اليود بكميات كبيرة، يبدو أنّ اليود يُحفّز إنتاج هرمون الغدّة.
علاج فرط نشاط الغدة الدرقية
هناك بالأساس ثلاث طرق للعلاج من فرط نشاط الغدة الدرقية، يلجأ الأطباء بدايةً للعلاج بواسطة مثبّطات عمل الغدة واليود المشع، وفي الحالات النادرة لا يجدون حلًا أفضل من التوصية بالجراحة، في الآتي التفاصيل:
1. العلاج باليود المشعّ
أول العلاجات المقترحة لهذا المرض هو اليود المشعّ، بينما إن كنت تعاني من مجموعة كبيرة من أعراضه من شأن الطبيب أن يصف لك قبله مثبّطات عمل الغدّة ثم يقرر إن كان هناك حاجة لليود.
عادةً يصف الطبيب اليود المشع إن عانى المريض من مرض فرط نشاط الغدة الدرقية وكان أكبر من 50 عامًا، أو في حالات عقيدات الغدة الدرقية، في حين يمتنع الطبيب تمامًا عن وصف هذا العلاج إذا:
- كانت المريضة حاملًا، أو تُخطط للدخول في الحمل قبل مضي 6 شهور منذ تناول اليود المشعّ.
- كانت المرأة مرضعة رضاعة طبيعيّة.
- كان المريض يشكو من التهاب الغدة الدرقية أو فرط نشاط مؤقّت.
2. الأدوية المثبّطة لعمل الغدة الدرقيّة
تعمل هذه الأدوية بالأساس على تثبيط وتخفيف عمل الغدة الدرقية، وبالتالي تخفيف إنتاج وإفراز الهرمون.
إلّا أنّ مخاطر هذه الأدوية بالعادة تتشكّل بأن يمتد تأثيرها إلى تثبيط إنتاج خلايا الدم البيضاء من النخاع، ممّا يؤدّي إلى ضعف المناعة بشكل ملحوظ.
3. الجراحة
في حال لم ينجح أي من العلاجين السابقين في تخفيف نشاط الغدة الدرقية يجد الطبيب نفسه مضطرًا لعرض خيار الجراحة.
تهدف الجراحة إلى استئصال الغدة الدرقية؛ وذلك لأن وجودها لن يسمح بالسيطرة على إفراز هرمون الغدّة، في حين يلجأ المريض بعدها إلى أخذ هذا الهرمون كدواء بكميات تُناسب كتلة جسمه.
حتى وإن كانت أعراض هذا المرض محمولة وغير مزعجة فاستمراره للمدى الطويل يشكّل خطورة جدّية على جسدك ويهدمه، لذا ننصحك بالتوجه إلى طبيبك وعدم الخوف من مواجهة المرض.