فضائل الصحابة رضي الله عنهم

كتابة:
فضائل الصحابة رضي الله عنهم

من هم الصحابة

هم أصحاب رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ومن وَقَفوا معه وناصروه وأيَّدوه، ودافعوا عن الدين معه وسفكوا دماهم فداءً لكلمة الله تعالى، هم حُرَّاس الدين وأضواؤه ونجومه، وهم الذين حملوا هذا الدين أمانة في أعناقهم وأوصلوه إلى ما كتبَ الله عليهم من الناس والأمصار والأمم، ولفظ الصحابي لفظ إسلامي حديث لم يوجد إلَّا في الإسلام، وهو لفظ يُطلق على كلِّ من اجتمع مع رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وآمن به ومات وهو مؤمن برسول الله وبنبوَّته، ولو قابل رسول الله ولم يره بسبب العمى كابن أم مكتوم -رضيَ الله عنه- وهذا المقال سيتناول فضائل الصحابة وأحاديث رسول الله عن الصحابة أيضًا.

فضائل الصحابة رضي الله عنهم

إنَّ الحديثَ عن فضائل الصحابة حديث طويل للغاية، لا تسعه الصفحات ولا تحيط به الكُتب، فقد قدَّموا ما لا يستطيع أحد من الناس تقديمه للمسلمين وللبشرية جمعاء، وقد أكرمهم الله تعالى إذ ذكرهم في آيات قرآنه الكريم في مواضع عدَّة ومنها:

  • قال تعالى في محكم التنزيل: {قَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً} [١].
  • وقال تعالى أيضًا: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [٢].
  • وقال جلَّ من قائل: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} [٣].

فقد رفع الله مكانة أصحاب رسول الله وجعل لهم مكانًا علِيًّا، وشهد لهم -سبحانه وتعالى- بالطهارة وصدق العقيدة والإيمان وهو علَّام الغيوب وما تخفي الصدور، وكانت من فضائل الصحابة -رضوان الله عليهم- التضحيات التي قدموها وصدق العزيمة الذي تحلُّوا به، والشجاعة الكبيرة التي امتلكوها ووقفوا بها في وجه أعداء هذه الدين عندما كان الدين في بداية أمره ضعيفًا، فماتوا فدى لأن يكون كبيرًا عزيزًا قويًّا. [٤]

وجدير بالذكر أنَّ من كبائر الذنوب السب أو الطعن بأحد الصحابة الكرام، حيث لا يجوز للمسلم التعرض للصحابة الكرام بأي إساءة، قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث: "اللهَ اللهَ في أصحابي، اللهَ اللهَ في أصحابي، لا تَتَّخِذوهم غَرَضًا بَعدي، فمَن أحَبَّهم فبِحُبِّي أحَبَّهم، ومَن أبغَضَهم فبِبُغضي أبغَضَهم، ومَن آذاهم فقد آذاني، ومَن آذاني فقد آذى اللهَ، ومَن آذَى اللهَ فيُوشِكُ أنْ يَأخُذَهُ" [٥] [٦].

أحاديث رسول الله عن الصحابة

بعدَ سرد فضائل الصحابة سيتمّ المرور على أهم الأحاديث التي جاءت على لسان رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في صحابته الكرام، وهذه الأحاديث هي: [٧].

  • في الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- قال: "لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي، فو الذي نفسي بيدِه! لو أن أحدَكم أنفق مثلَ أحدٍ ذهبًا، ما أدرك مدَّ أحدِهم، ولا نصيفَه" [٨].
  • روى جعدة بن هبيرة أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "خيرُ النَّاسِ قرني، ثُمَّ الَّذين يلُونَهم، ثُمَّ الَّذين يلُونَهم، ثُمَّ الَّذين يلُونَهم، ثُمَّ الآخرونَ أرذلُ" [٩].
  • وعن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال رسول الله في الحديث: "النجومُ أمنَةٌ للسماءِ، فإذا ذَهَبَتِ النجومُ أتَى السماءَ ما توعَدُ، وأنا أمنَةٌ لأصحابي، فإذا ذهبْتُ أتى أصحابِي ما يوعدونَ، وأصحابي أمنَةٌ لأمَّتِي، فإذا ذهبَتْ أصحابي أتى أمتي ما يوعدونَ" [١٠].

المراجع

  1. {الفتح: الآية 18}
  2. {التوبة: الآية 10}
  3. {الفتح: الآية 29}
  4. فضل الصحابة رضوان الله عليهم, ، "www.islamqa.info"، اطُّلِع عليه بتاريخ 11-01-2019، بتصرّف
  5. الراوي: عبد الله بن مغفل المزني، المحدث: شعيب الأرناؤوط، المصدر: تخريج المسند، الجزء أو الصفحة: 20549، حكم المحدث: إسناده ضعيف
  6. فضل وخيرية الصحابة وخطورة الطعن فيهم, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 11-01-2019، بتصرّف
  7. فضائل الصحابة رضي الله عنهم, ، "www.saaid.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 11-01-2019، بتصرّف
  8. الراوي: أبو هريرة، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الجزء أو الصفحة: 2540، حكم المحدث: صحيح
  9. الراوي: جعدة بن هبيرة، المحدث: الهيثمي، المصدر: مجمع الزوائد، الجزء أو الصفحة: 10/23، حكم المحدث: رجاله رجال الصحيح إلا أن إدريس بن يزيد الأودي لم يسمع من جعدة والله أعلم‏‏
  10. الراوي: أبو موسى الأشعري، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الجامع، الجزء أو الصفحة: 6800، حكم المحدث: صحيح
4075 مشاهدة
للأعلى للسفل
×