هل ورد فضل مخصوص لقيام شهر رمضان؟
لقد حضّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- على القيام في شهر رمضان الكريم خاصّة، وبيّن ما يناله المسلم من أجر عظيم وخير كبير بفضل ذلك القيام، فالقيام في رمضان من شعائر الإيمان والسنن الثابتة عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، وقد قال في فضله: "مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن قامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ".[١] وكان النبي -صلّى الله عليه وسلّم- حريصًا على القيام في رمضان وكان يقطعه أحيانًا خشية أن يُفرض على الناس، فقد كان أصحابه -رضوان الله عليهم- حريصين على اتباع سنته عليه الصلاة والسلام.[٢]
وقد روت عائشة رضي الله عنها: "أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَرَجَ ذاتَ لَيْلَةٍ مِن جَوْفِ اللَّيْلِ، فَصَلَّى في المَسْجِدِ، فَصَلَّى رِجالٌ بصَلاتِهِ، فأصْبَحَ النَّاسُ، فَتَحَدَّثُوا، فاجْتَمع أكْثَرُ منهمْ، فَصَلَّوْا معهُ، فأصْبَحَ النَّاسُ، فَتَحَدَّثُوا، فَكَثُرَ أهْلُ المَسْجِدِ مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ، فَخَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَصَلَّوْا بصَلاتِهِ، فَلَمَّا كانَتِ اللَّيْلَةُ الرَّابِعَةُ عَجَزَ المَسْجِدُ عن أهْلِهِ حتَّى خَرَجَ لِصَلاةِ الصُّبْحِ، فَلَمَّا قَضَى الفَجْرَ أقْبَلَ علَى النَّاسِ، فَتَشَهَّدَ، ثُمَّ قالَ: أمَّا بَعْدُ، فإنَّه لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ مَكانُكُمْ، لَكِنِّي خَشِيتُ أنْ تُفْرَضَ علَيْكُم، فَتَعْجِزُوا عَنْها".[٣][٢]
وكذلك فإنّ من صور قيام شهر رمضان صلاة التراويح؛ فعلى المسلم الحرص عليها والبقاء في المسجد يصلي مع الناس حتى ينصرف الإمام، فقد روى أبو ذر -رضي الله عنه- عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: "إنَّه مَن قام مع الإمامِ حتَّى ينصرِفَ كُتِب له قيامُ ليلةٍ".[٤][٥]
فضل قيام العشر الأواخر من رمضان
هل للعشر الأواخر من رمضان فضل مخصوص؟
كما تبين فإن للقيام فضلٌ عظيم في شهر رمضان، إلا أن القيام في العشر الأواخر له فضل مخصوص، فقد روت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عن حال النبي -صلى الله عليه وسلّم- في العشر الأواخر فقالت: "كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وأَحْيَا لَيْلَهُ، وأَيْقَظَ أهْلَهُ"[٦] كما في صحيح البخاري.[٧]
هل قيام العشر الأواخر واجب للصائم؟ لمعرفة ذلك قم بالاطلاع على هذا المقال: حكم قيام العشر الأواخر من رمضان
فضائل القيام في جميع أوقات السنة
ما هو فضل قيام الليل عمومًا؟
إنّ لقيام الليل فضائل كثيرة وردت في السنة والكتاب، وقد ثبت أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: "أَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ، الصَّلَاةُ في جَوْفِ اللَّيْلِ"،[٨] ومن فضائل القيام:[٩]
- أنّ قيام الليل سبب في محبة الله تعالى وولايته.
- أنّ قيام الليل يذهب عن صاحبه الحزن والخوف، ويجعله ينال البشارات من الله تعالى.
- أنّ قيام الليل يعين على مصالح الدنيا والآخرة، وهو سبب في تحصيلها.
- أنّ قيام الليل يعد أفضل النوافل، وهو يقرب العبد من الله تعالى، ويكفر به عن سيئاته ويغفر ذنوبه، وهو سبب في إجابة الدعاء.
- أنّ قيام الليل يعصم صاحبه من الهلاك وينجيه من الفتن، وهو سبب في نيل رضا الله تعالى والفوز بنعيم الجنان.
هل هناك فرق بين الاعتكاف والقيام؟ لمعرفة ذلك قم بالاطلاع على هذا المقال: الفرق بين الاعتكاف والقيام
المراجع
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2014، حديث صحيح.
- ^ أ ب عبد الله بن صالح القصير، تذكرة الصوام بشيء من فضائل الصيام والقيام وما يتعلق بهما من أحكام، صفحة 56. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:924، حديث صحيح.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:2547، أخرج ابن حبان هذا الحديث في صحيحه.
- ↑ عبد الله بن صالح القصير، تذكرة الصوام بشيء من فضائل الصيام والقيام وما يتعلق بهما من أحكام، صفحة 57. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2024، حديث صحيح.
- ↑ أحمد بن إسماعيل الكَوْرَاني، الكوثر الجاري إلى رياض أحاديث البخاري، صفحة 340. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1163، حديث صحيح.
- ↑ عبد الله بن صالح القصير، تذكرة الصوام بشيء من فضائل الصيام والقيام وما يتعلق بهما من أحكام، صفحة 51-55. بتصرّف.