فضائل سورة الذاريات

كتابة:
فضائل سورة الذاريات

فضائل سورة الذاريات

فضل السورة الخاص

لم يرد في سورة الذّاريات فضلًا مخصّصًا عن رسول الله، لكنها من سور المفصّل التي ورد عن رسول الله أنّه كان يقرأ بها في صلاة اللّيل.

ومن ذلك ما ثبت عن عبد الله بن مسعود -رضيَ الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (فَقالَ عبدُ اللهِ: لقَدْ عَرَفْتُ النَّظَائِرَ الَّتي كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَقْرُنُ بيْنَهُنَّ، قالَ: فَذَكَرَ عِشْرِينَ سُورَةً مِنَ المُفَصَّلِ سُورَتَيْنِ سُورَتَيْنِ في كُلِّ رَكْعَةٍ).[١][٢]

فضل السورة العام

تعدّ سورة الذرايات من سور القرآن الكريم التي ينال قارؤها أجر قراءة القرآن، وفضل قراءة القرآن ورد في مجموعة من الأحاديث النبوية الشريفة، ومنها ما يأتي:[٣]

  • روى أبو أمامة الباهلي -رضيَ الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ).[٤]
  • روى عبد الله بن مسعود -رضيَ الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه سلّم- أنّه قال: (منْ قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقولُ آلم حرفٌ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ).[٥]

فضل موضوعات السورة

يظهر فضل موضوعات سورة الذّاريات من خلال المقاصد التي ظهرت في الآيات على النحو الآتي:[٦]

القسم بيوم القيامة

فقد أقسم الله في هذه السورة بأكثر من آية على وضوع يوم القيامة وما فيه من البعث، والحساب، والجزاء، قال -تعالى-: (إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ* وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ).[٧]

القسم بمخلوقات الله في كونه

التي لها الأثر الواضح على غيرها من المخلوقات؛ كالرّياح التي تحرّك الغيوم فتأتي بالأمطار بما يعود بالنفع على الإنسان، والحيوان، والنبات، وما لها من الأثر في حركة السفن التي تحمل البضائع في البحار، حيث تساعد على تحريكها ووصولها إلى وجهتها، وهذا يدعو إلى التأمل والتفكّر في خلق الله وإبداعه.

تقدير أرزاق المخلوقات

فقد تحدثت سورة الذاريات عن الرزق في موضعين؛ وأنّه بيد الله وحده يرزق من يشاء، وذلك بحسب حكمة الحكيم الخبير، وتختلف أرزاق المخلوقات بعضها عن بعض، فقد قال -تعالى-: (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ).[٨]

كشف أحوال الكافرين المنكرين للبعث

فقد توعد الله للمكذبين بيوم البعث، قال -تعالى-: (يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ*ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَـذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ).[٩]

أهمية الاستغفار

لقد ذكرت السورة ما ينتظر عباد الله المؤمنين في الآخرة وما أعدّ الله لهم في جنات النعيم؛ جزاءً لهم على ما عملوا في الحياة الدنيا من طاعة الله والقيام بالأعمال الصالحة التي تُرضي الله عنهم، والإحسان إلى المخلوقات، وقيام اللّيل، والإنفاق في سبيل الله.

قال -تعالى-: (كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ* وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ* وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ).[١٠]

التعريف بسورة الذاريات

تعدّ سورة الذاريات من السور التي نزلت قبل الهجرة بعد حادثة الإسراء والمعراج، فهي سورة مكيّة، وقد نزلت بعد سورة الأحقاف، وسمّيت بهذا الاسم لما افتُتحت به في قول الله -تعالى-: (وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا)،[١١] ويبلغ عدد آياتها ستين آية، وقد جاءت لإنذار المشركين، وطرح الدليل أمامهم، ثمّ تخويفهم بذكر مصيرهم يوم القيامة.[١٢]

المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:822، صحيح .
  2. محمد الطرهوني (1414)، موسوعة فضائل سور وآيات القرآن/ القسم الصحيح (الطبعة 2)، صفحة 153، جزء 2. بتصرّف.
  3. سعيد صخر (1977)، فقه قراءة القرآن الكريم (الطبعة 1)، القاهرة:مكتبة القدسي، صفحة 67-68. بتصرّف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم:804، صحيح .
  5. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:2910، صحيح .
  6. مجموعة من المؤلفين (1993)، التفسير الوسيط للقرآن الكريم (الطبعة 1)، مصر:الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية، صفحة 1085، جزء 9. بتصرّف.
  7. سورة الذاريات ، آية: 5-6.
  8. سورة الذاريات ، آية: 22.
  9. سورة الذاريات، آية:13-14
  10. سورة الذاريات، آية:17-19
  11. سورة الذاريات، آية:1
  12. جعفر شرف الدين (1420)، الموسوعة القرآنية، خصائص السور (الطبعة 1)، بيروت:دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، صفحة 11، جزء 9. بتصرّف.
5611 مشاهدة
للأعلى للسفل
×