فضل الاستغفار بالأسحار

كتابة:
فضل الاستغفار بالأسحار

ما هو الاستغفار بالأسحار؟

السحر هو آخر الليل وهو وقت السحور في شهر رمضان،[١] وقيل إنّه السدس الأخير من الليل،[٢] والاستغفار هو التماس العفو والمغفرة من الله -سبحانه- وصون النفس من العذاب بالرجوع إليه وإظهار الندم عن كل فعل وقول لا يُرضيه، وقد يأتي أيضًا بمعنى الصلاة،[٣]والاستغفار بالأسحار هو طلب المغفرة ومحو الذنوب من الله -تعالى- في هذا الوقت من الليل أي وقت السحر.[٢]


الأحاديث والآيات الواردة في فضل الاستغفار بالأسحار

ما الدليل على وجود أفضلية للاستغفار وقت السحر؟

للاستغفار بالأسحار فضل عظيم حيث وردت آيات وأحاديث تُبيّن فضل الاستغفار بالأسحار وتُرغّب فيه ومنها ما يأتي:

  • قال تعالى في سياق ذكر أفعال مستحقي الجنة والنعيم في الآخرة: {وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}.[٤]


الفضل المستفاد من الآية: يمتدح الله تعالى في هذه الآية المستغفرين وقت السحر وأنّهم استحقوا الجنة جزاءً لطاعتهم واستغفارهم، وهذا الاستغفار قد يكون قولًا باللسان، أو صلاةً وتهجدًا وقيامًا لليل طلبًا للعفو والغفران.[٥]


  • قال تعالى واصفًا عباده المطيعين: {الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ}.[٦]

الفضل المستفاد من الآية: حرص السلف الصالح على الإكثار من الاستغفار بالأسحار، فكان ابن عمر -رضي الله عنهما- يقضي ليله في الصلاة فإذا صار وقت السحر جلس يستغفر، وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: "أمرنا أن نستغفر بالأسحار سبعين استغفارة".[٧]


  • قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يقولُ: مَن يَدْعُونِي، فأسْتَجِيبَ له مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له".[٨]

الفضل المستفاد من الحديث: النزول الإلهي في الثلث الأخير من الليل يزيد في مظنّة استجابة الاستغفار وشمول العبد بالغفران والعفو والرحمة.[١]


مما يمكن أن يدعى به عند الاستغفار بالأسحار

بماذا يمكن أن يدعو المسلم ربّه وقت السحر؟

  • اللهم إنّي أستغفرك وأدعوك وأطلب رحمتك وعفوك وغفرانك.
  • ربِّ اغفر وارحم وتجاوز واصفح، وتجاوز ذنوبي واستر عيوبي.
  • اللهم اغفر لي وهب لي منك رحمةً ولُطفًا في دُنياي وآخرتي.
  • يا ربّي إنّي عبدك الفقير الذي يلتجئ إليك في هذا الوقت المبارك طالبًا للمغفرة ومُعترفًا بالذنب والزلل فاغفر له وتُب عليه.
  • إلهي إن لم تغفر لي وترضى عنّي فمن يغفر ويرضى، يا ربّي ارحم ضعفي وامحُ ذنبي وتجاوز عن جهلي وإسرافي في أمري.
  • أستغفرك ربّي وأتوب إليك وأسألك الثبات ودوام الطاعة ورسوخ الإيمان.
  • اللهم اجعل لي من عفوك نصيب ومن مغفرتك جزءًا وألبسني لباس العافية وابعد عنّي الذنوب والمعاصي.
  • اللهم أرشدني لما فيه صلاح أمري واغفر لي إن اتبعت هواي وضللت وزللت وردّني إليك ردًّا جميلًا إذا ما ابتعدت وتهاونت.
  • اللهم إنَّك تعلم أنّي أطمع بالعفو منك وبالمغفرة والرحمة، اللهم لا تردني في هذا الوقت أنت رحمن السماوات والأرض، اللهم إنّي عبدك الطَّامع بعفوك فلا تتركني.

المراجع

  1. ^ أ ب رضا أحمد صمدي، كتاب القواعد الحسان في أسرار الطاعة والاستعداد لرمضان، صفحة 112. بتصرّف.
  2. ^ أ ب صديق حسن خان، فتح البيان في مقاصد القرآن، صفحة 194. بتصرّف.
  3. الفيروزآبادي، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، صفحة 166-167. بتصرّف.
  4. سورة الذاريات، آية:18
  5. الواحدي، التفسير البسيط، صفحة 439. بتصرّف.
  6. سورة آل عمران، آية:17
  7. الطبري، أبو جعفر، تفسير الطبري، صفحة 266. بتصرّف.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1145، حديث صحيح.
4209 مشاهدة
للأعلى للسفل
×