فضل الاغتسال يوم الجمعة

كتابة:
فضل الاغتسال يوم الجمعة

فضل الاغتسال يوم الجمعة

إنّ ممّا يستحب للمسلم أن يفعل في يوم الجمعة من كلّ أسبوع أن يغتسل قبل ذهابه للصلاة والاستماع للخطبة، وقد وردت أحاديث وآثار كثيرة تدل على فضل الاغتسال والتطهر في هذا اليوم المبارك، فيما يلي بعضها:[١]

  • عدّ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- الاغتسال يوم الجمعة والمسارعة للذهاب للمسجد بمثابة قربان يقدّمه العبد لربه، وذلك في حديث رسول الله -عليه الصلاة والسلام- حينما قال: (مَنِ اغْتَسَلَ يَومَ الجُمُعَةِ غُسْلَ الجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَدَنَةً، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَقَرَةً، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ كَبْشًا أقْرَنَ، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ دَجَاجَةً، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الخَامِسَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإمَامُ حَضَرَتِ المَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ).[٢]
  • يعدّ الاغتسال كلّ جمعة والتبكير للذهاب للصلاة مغفرة للذنوب ومكفّر للخطايا بين الجمعتين، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: (لَا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَومَ الجُمُعَةِ، ويَتَطَهَّرُ ما اسْتَطَاعَ مِن طُهْرٍ، ويَدَّهِنُ مِن دُهْنِهِ، أوْ يَمَسُّ مِن طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فلا يُفَرِّقُ بيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي ما كُتِبَ له، ثُمَّ يُنْصِتُ إذَا تَكَلَّمَ الإمَامُ، إلَّا غُفِرَ له ما بيْنَهُ وبيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى).[٣]
  • يعتبر الغسل لصلاة الجمعة مع الحرص على أداء صلاتها معادلاً أجر صيام وقيام سنة كاملة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن غَسَّلَ يَومَ الجُمُعةِ واغتَسَلَ، ثم بَكَّرَ وابتَكَرَ، ومَشى ولم يَركَبْ، ودَنا مِنَ الإمامِ فاستَمَعَ ولم يَلْغُ، كان له بكُلِّ خُطوةٍ عَمَلُ سَنةٍ، أجْرُ صيامِها وقيامِها).[٤]

حكم الاغتسال يوم الجمعة

تباينت آراء الفقهاء في حكم الاغتسال يوم الجمعة على النحو الآتي:[٥]

  • الاغتسال سنّة مستحبّة، وهو رأي جمهور الفقهاء مستدلين بحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-: (من توضأ يومَ الجمعةِ فبها ونعمتْ، ومن اغتسل فالغسلُ أفضلُ).[٦]
  • الاغتسال واجب، وهو رأي لبعض الفقهاء الذين عملوا بظاهر الحديث الشريف: (غُسْلُ يَومِ الجُمُعَةِ واجِبٌ علَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ).[٧]
  • الاغتسال واجب على العمّال وأصحاب المهن فقط دون غيرهم؛ مستدلين بحديث عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- حين طلب رسول الله -عليه الصلاة والسلام- من العمال الذين جاءوا ليشهدوا الجمعة من المسلمين وعليهم آثار الغبار والعمل أن لو اغتسلوا قبل مجيئهم للصلاة.

والغسل يوم الجمعة سنة مستحبة، فمن استطاع أن يغتسل فليغتسل؛ ليخرج بنفسه من دائرة الخلاف، ولكون يوم الجمعة مكان لاجتماع المسلمين وتلاقيهم في المسجد، فحبذا لو ظهر المسلم بأبهى صورة بين جموع المسلمين.

وقت غسل الجمعة

يبدأ وقت غسل يوم الجمعة من طلوع فجر ذلك اليوم، إلى ما قبل وقت صلاة وخطبتي الجمعة، ولا يعتد بالغسل لمن اغتسل ليلة الجمعة؛ لأنّ اليوم لا يبدأ ولا يُحسب إلا من وقت طلوع الفجر.[٨]

المراجع

  1. "غسل الجمعة فضائل وآداب وأحكام"، طريق الإسلام، 3/10/2004، اطّلع عليه بتاريخ 3/2/2022. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:881، صحيح.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سلمان الفارسي، الصفحة أو الرقم:883، صحيح.
  4. رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن أوس بن أبي أوس، الصفحة أو الرقم:345، سكت عنه وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح.
  5. عبد العزيز الراجحي، فتاوى منوعة، صفحة 23. بتصرّف.
  6. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن سمرة بن جندب، الصفحة أو الرقم:497، حسن.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:879، صحيح.
  8. عبد العزيز الراجحي، فتاوى منوعة، صفحة 66. بتصرّف.
7634 مشاهدة
للأعلى للسفل
×