محتويات
ما فضل التكبير في العشر الأوائل من ذي الحجة؟
ما فضل التكبير؟ ووقته؟ وصيغته؟ وما الأعمال التي يمكن القيام بها في العشر الأوائل من ذي الحجة؟ كلّ هذه التساؤلات سيجاب عنها آتيًا.
التكبير؛ وهو لفظٌ من ألفاظ الذكر التي يُستحبُّ للمسلم النطق بها، ويقصد بالتكبير قول المسلم: "الله أكبر" ويعني تعظيم الله -سبحانه وتعالى- وإجلاله، ومعناه أنَّ الله -جلَّ وعلا- أكبر من كلِّ شيء وأعظم، وأعز، وأجلُّ من كلِّ ما يخطر على عقل وما يتخيله خيال، فكلمة أكبر اسم تفضيل وتعني أعظم.[١]
وقد روي عن النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنه كان يقول: (سبحانَ ذي الجبروتِ والملَكوتِ والْكبرياءِ والعظمةِ)،[٢] فالكبرياء والعظمة صفات من صفات الله العظيم، لذلك حقّ على المسلم أن يحمد الله، ويكبره، ويجلَّه، ويعبده حقَّ العبادة،[١] والتكبير عبادةٌ من العبادات العظيمة التي يُستحب الإكثار منها في العشر الأوائل من ذي الحجة، فهي من باب ذكر الله -سبحانه وتعالى-، وقد قال -تعالى- في كتابه الحكيم: (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ)،[٣] وقال روي عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أنّه فسّر الأيام المعلومات بأنّها الأيام العشر من ذي الحجة، والأيام المعدودات هي أيّام التشريق،[٤]ويشهد لفضل هذه الليالي والذكر فيها، ما يأتي:
- أقسم الله في القرآن الكريم بالأيام العشر، حيث قال: (وَلَيَالٍ عَشْرٍ)،[٥] والقسم بالشيء دلالةٌ على أهميته، والعمل الصالح في هذه الأيام محبّب إلى الله، ومن هذا العمل التكبير والتهليل.[٦]
- فيه إظهارٌ لفضل الله -تعالى- على عباده بالفرح بعد أدائهم للطاعات من صيامٍ أو حجٍّ؛ لقوله -تعالى-: (وَلِتُكَبِّرُوا اللَّـهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ).[٧]
هل يوجد وقتٌ محدَّدٌ للتكبير في العشر الأوائل ذي الحجة؟
يُعدّ التكبير من شعائر الإسلام التي يُندب فعلها، وجاء في الأثر: (كان ابنُ عمرَ وأبو هريرةَ يخرجانِ إلى السوقِ في أيامِ العشرِ يُكبرانِ ويكبرُ الناسُ بتكبيرِهما)،[٨] وللتكبير في عيد الأضحى نوعان:[٩]تكبيرٌ مطلقٌ: فالمطلق ما لم يُخصَّصُ له وقتٌ، ويكون من أول أيام العشر إلى نهاية أيام التشريق، ويكون في الليل والنهار، وفي كل موضع يجوز فيه ذكر الله -تعالى-. تكبيرٌ مقيَّدٌ: فالمقيد يبدأ بعد صلاة فجر يوم عرفة إلى صلاة العصر في آخر يومٍ من أيام التشريق، ويكون بعد الصلوات.
ما صيغ التكبير في العشر الأوائل من ذي الحجة؟
جاء التكبير عن السلف الصالح بصيغٍ عديدةٍ، وكلُّ هذه الصيغ صحيحة يحلُّ للإنسان التكبير بها وقولها في أيام عشر ذي الحجة، وفيما يأتي صيغ التكبير الواردة في الأثر:[٩]
- جاء عن سلمان الفارسي -رضي الله عنه- أنَّه قال: "كبِّروا اللهَ، اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ كبيرًا".[١٠]
- جاء عن عكرمة مولى عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: "أنَّ ابنَ عمرَ كان يقولُ: اللهُ أكبرُ كبيرًا، اللهُ أكبرُ كبيرًا، اللهُ أكبرُ وأجلُّ، اللهُ أكبرُ على ما هَدَانا".[١١]
أعمال عظيمة يمكنك القيام بها في العشر الأوائل
في ختام ما جاء من حديثٍ عن فضل التكبير في عشر ذي الحجة، جديرٌ بالذكر أنَّ الأيام العشر من ذي الحجة من أفضل أيام السنة أجرًا، وثوابًا، وعملًا، لما ورد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذِه؟ قالوا: ولَا الجِهَادُ؟ قَالَ: ولَا الجِهَادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بشيءٍ)،[١٢] ومن الأعمال الصالحة ما يأتي:[١٣]الصلاة: وذلك بالمحافظة عليها جماعة والتبكير إليها، وقيام الليل، مع الإكثار من النوافل. الصيام: يُستحبّ صيام ما تيسّر من العشر الأوائل، عدا اليوم العاشر؛ يوم العيد.
- صيام يوم عرفة: جاء عن أبي قتادة -رضي الله عنه- أن رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- قال: (صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ).[١٤]
- الإكثار من الذكر: فهو أحبّ الكلام إلى الله.
المراجع
- ^ أ ب "معنى (الله أكبر)"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 09-07-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه النسائي، في سنن النسائي، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم:1132، صححه الألباني.
- ↑ سورة الحج، آية:28
- ↑ ظافر بن حسن آل جبعان، "التكبير في العشر وأنواعه وصيغه"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 6\7\2021. بتصرّف.
- ↑ سورة الفجر، آية:2
- ↑ "التكبير المطلق والمقيد (فضله ووقته وصفته)"، الإسلام سؤال وجواب ، 12\12\2007، اطّلع عليه بتاريخ 6\7\2021. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:185
- ↑ رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن ، الصفحة أو الرقم:651، صحيح.
- ^ أ ب ظافر بن حسن آل جبعان، "التكبير في العشر أنواعه وصيغه"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 7\7\2021. بتصرّف.
- ↑ رواه القسطلاني، في إرشاد الساري، عن سلمان الفارسي ، الصفحة أو الرقم:218، صحيح.
- ↑ رواه الألباني ، في إرواء الغليل ، عن عكرمة مولى ابن عباس، الصفحة أو الرقم:126، صحيح.
- ↑ رواه عبد الله بن عباس، في صحيح البخاري، عن البخاري، الصفحة أو الرقم:969، صحيح.
- ↑ "عشر ذي الحجة فضائلها والأعمال المستحبة فيها "، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 7\7\2021.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي قتادة الحارث بن ربعي، الصفحة أو الرقم:1162، حديث صحيح.