فضل الصدقة في دفع البلاء

كتابة:
فضل الصدقة في دفع البلاء

فضل الصدقة في دفع البلاء 

تعريف الصدقة

هي ما يُخرجه الإنسان من ماله تقرّباً لله تعالى، سواء كان واجباً أو تطوعاً، وسُميّت كذلك دلالة على صدق صاحبها في نيل الأجر، أو لبيان صدق صاحبها بإظهاره الإيمان، وصحّ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (أفضل الصدقة ما ترك غنى واليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول).[١][٢]

فوائد الصدقة

إنّ للصدقة فوائد عديدة يمكن لكلِّ مسلمٍ إدراكها من آيات الله في القرآن الكريم وسأبين فيما يأتي بعضاً منها:[٣]

  • تطهير النفس، قال تعالى: (خُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم وَتُزَكّيهِم بِها).[٤]
  • تثمر السعادة في الدين والدنيا.
  • حفظ الإنسان في ماله وبدنه.
  • توطيد العلاقات بين الناس.
  • محبة الناس.
  • سبب دخول الجنة.
  • تدفع البلاء عن صاحبها.

أقوال في الصدقة

ورد في فضل الصدقة الكثير من النصوص، ومنها ما يأتي:[٥]

  • قال -تعالى-: (إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).[٦]
  • قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يا ابن آدم إنك أن تبذل الفضل خير لك، وإن تمسكه شر لك، ولا تلام على كفاف، وابدأ بمن تعول، واليد العليا خير من اليد السفلى).[٧]
  • قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الصدقة لتطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء).[٨]
  • يقول ابن القيم: "إن للصدقة تأثيراً عجيباً في دفع أنواع البلاء ولو كانت من فاجر أو من ظالم بل من كافر، فإن الله تعالى يدفع بها عنه أنواعا من البلاء، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم، وأهل الأرض كلهم مقرون به لأنهم جربوه"
  • ورد في بعض الآثار: باكروا بالصدقة، فإن البلاء لا يتخطى الصدقة.

قصص عن دفع البلاء بالصدقة

سأذكر فيما يأتي بعض من القصص التي صحّت عن السلف، وقد ذكرت فضل الصدقة في دفع البلاء:[٩]

  • كان رجل في قوم صالح عليه السلام يؤذيهم، فقال القوم: يا نبي الله ادع عليه، فقال صالح: اذهبوا، فقد كفيتموه، وقد كان هذا الرجل يخرج كل يوم ليحتطب، فخرج في يوم ما ومعه رغيفان، فأكل أحدهما وتصدق بالآخر واحتطب ثم جاء بحطبه سالماً.

ورجع القوم إلى صالح وأخبروه أنّ حطبه سالم لم يصبه شيء، فنادى صالح الحطاب وقال: ماذا صنعت اليوم؟ فرد: خرجت ومعي قرصان تصدقت بأحدهما وأكلت الآخر، فقال صالح: حل حطبك، فحله فإذا فيه أسود مثل الجذع عاضّ على جذل من الحطب فقال: بها دفع عنه أي الصدقة.

  • كانت امرأة تأكل طعاماً، ولم يبق من طعامها سوى لقمة، فرفعتها لفمها، وعندما أدخلت بعضها مر بها سائل، فأخرجت اللقمة وأطعمتها للسائل، فأتاها أسد وأخذ صبياً لها وذهب به، فإذا برجل قد لحق الأسد وأخذ بلحييه فعلقهما واستخرج الصبي من فيه وسلمه لأمه وقال: "ها لقمة بلقمة".
  • أمر أحد الملوك أن تقطع يدين كل من يتصدّق، فمرّ رجل بامرأة واستحلفها بالله أن تتصدق عليه، فتصدقت عليه برغيفين وعندما علم الملك بذلك أمر بقطع يديها، ثم أراد هذا الملك أن يتزوج امرأة جميلة فدلته أمه على امرأة جميلة لكن قطعاء اليدين.

وعندما رآها الملك أعجب بها وتزوجها ودخل بها، فكانت لها ضرائر يغرن منها، وانتظرن الملك حتى خرج للحرب، وأرسلن له أن امرأته فاجر وقد ولدت له صبي، فأرسل لأمه أن تعلق صبيها في رقبتها وترسلها للصحراء، وبينما هي تمشي مرت بنهر فنزلت لكي تشرب.

ووقع منها ابنها في الماء وغرق، فجلست تبكي، وبينما هي كذلك مر بها رجلان، فسألا عن حالها فأخبرتهم، فقالا لها: أتحبين أن نخرجه لك؟ قالت: إي والله، فدعا الله عز وجل فخرج ابنها إليها، فقالا: أتحبين أن نرد يديك إليك قالت: نعم فدعوا لها فاستوت يداها، فقالا: أتعلمين من نحن؟ قالت: لا، قالا: نحن رغيفاك الذين تصدقت بهما.

  • ركب رجلاً البحر، فغرق كل من على السفينة، فإذا قائل في الهواء يقول: ألا إن الفداء مقبول وزيد مغاث، وكان اسمه زيد فبقي على لوح حتى رمي به على الساحل، فسلم، قالت له أمه ما أعجب ما رأيت، فأخبرها بما جرى، فقالت: إني تصدقت ذلك اليوم وفي تلك الساعة على فقير بدرهم ودعوت: "اللهم سلم به ولدي إن ركب براً أو بحراً".

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:5355، صحيح.
  2. عبيد الله المباركفوري، كتاب مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، صفحة 319. بتصرّف.
  3. مجموعة مؤلفين، كتاب نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم، صفحة 629. بتصرّف.
  4. سورة التوبة، آية:103
  5. ابن القيم، كتاب الوابل الصيب، صفحة 31.
  6. سورة البقرة، آية:271
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم:1036، صحيح.
  8. رواه الترمذي، في جامع الترمذي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:664، حسن غريب من هذا الوجه.
  9. ابن الجوزي، كتاب البر والصلة لابن الجوزي، صفحة 218. بتصرّف.
7020 مشاهدة
للأعلى للسفل
×