محتويات
فضل الصدقة في شهر شعبان
إنّ شهر شعبان هو من الشهور العظيمة، والتي لها فضائل ولها عظيمُ الأجر والثواب، وإن الرسولَ -صلى الله عليهِ وسلّم- كان يجتهدُ في شعبان ما لا يجتهد في غيره إلّا في شهر رمضان، وشعبانُ هو شهرٌ عظيمٌ بمجاورتهِ لأعظم الشهور، فكان رسول -الله صلى الله عليهِ وسلّم- يوليهِ إهتمامًا، بل ويحثُّ أصحابه -رضوانُ الله عليهم- على فعل الطاعات والقربات.
وإنّ الصدقةَ أجرها عظيم في جميع أيّام السَّنة، ولكنها تتعاظم في الأيامِ العظيمةِ وتصبحُ أجورها مُضاعفة، وإن الرسول -صلى الله عليهِ وسلّم- قد كان يتصدَّقُ بما يملك، حتى أنّه كان يرتدي بُردةً فرآها رجلٌ عليه فتصدَّقَ بها، فأينما يُذكَرُ العطاء والجودُ والكرمُ والتصدُّق فهو يرتَبِطُ -بالرسولِ صلى الله عليهِ وسلّم-.[١]
الآيات الكريمة الواردة في فضل الصدقة
لقد وردت في القرآن الكريم، الكثير من الآيات التي تتحدث عن فضل التصدق في سبيل الله، ومنها ما يأتي:[٢]
- قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ).[٣]
- قال الله -تعالى-: (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أنبتت سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).[٤]
- قال الله -تعالى-: (وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ* إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).[٥]
- قال الله -تعالى- في سورة النساء: (لَا خَيْرَ فِي كثير مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا).[٦]
- قال الله -تعالى-: (مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ).[٧]
- قال الله -تعالى-: (وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ).[٨]
- قال الله -تعالى-: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).[٩]
الأحاديث النبوية الشريفة في فضل شعبان
لقد ذكر الرسول -صلى الله عليه وسلم- العديد من الأحاديث عن فضل شهر شعبان، ومنها ما يلي:[١٠]
- عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصُومُ حتَّى نَقُولَ: لا يُفْطِرُ، ويُفْطِرُ حتَّى نَقُولَ: لا يَصُومُ، فَما رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إلَّا رَمَضَانَ، وما رَأَيْتُهُ أكْثَرَ صِيَامًا منه في شَعْبَانَ).[١١]
- (يا رسولَ اللَّهِ! لم أرك تَصومُ شَهْرًا منَ الشُّهورِ ما تصومُ من شعبانَ؟! قالَ: ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ).[١٢]
المراجع
- ↑ [ملتقى أهل الحديث]، أرشيف ملتقى أهل الحديث، صفحة 486. بتصرّف.
- ↑ "الايات في الصدقة"، الالوكة. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:254
- ↑ سورة البقرة، آية:261
- ↑ سورة البقرة، آية:270-271
- ↑ سورة النساء، آية:114
- ↑ سورة الحشر، آية:7
- ↑ سورة المنافقون، آية:10
- ↑ سورة التغابن، آية:16
- ↑ "الأشهر التي يستحب إكثار الصوم فيها"، اسلام ويب. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1969، صحيح.
- ↑ رواه الألباني ، في صحيح النسائي، عن أسامة بن زيد، الصفحة أو الرقم:2356، حسن.