فضل العشر الأواخر من شهر رمضان

كتابة:
فضل العشر الأواخر من شهر رمضان

العشر الأواخر أيّام مضاعفة الأجور

ما الأعمال الحسنة التي يُمكن الإتيان بها في العشر الأخير؟

تتضاعف في شهر رمضان أجور الأعمال الصالحة ويزيد ثوابها، ومن هذه الأعمال العمرة حيث قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "عمرةٌ في رمضانَ تعدلُ حجةً"،[١] وكذلك الأمر بالنسبة للتسبيح والذكر وقراءة القرآن الكريم، وقد ورد الترغيب بالإكثار من الأعمال الصالحة في العشر الأواخر، ولهذا فكلّما حرص المسلم على التزوّد من الطاعات في شهر رمضان واستمرّ على ذلك وزاده في العشر الأواخر فسيحصل على الأجر المضاعف والثواب العظيم بإذن الله تعالى.[٢]


متى تبدأ العشر الأواخر؟ لمعرفة ذلك يمكنك الاطلاع على هذا المقال: ما هي العشر الأواخر من رمضان


اعتكاف النبي بالعشر الأواخر

ما الحكمة من الاعتكاف؟

اتفق الفقهاء على استحباب الاعتكاف في العشر الأواخر لأنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يعتكف في هذه الأيّام، فعن السيّدة عائشة رضي الله عنها: "أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأوَاخِرَ مِن رَمَضَانَ حتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أزْوَاجُهُ مِن بَعْدِهِ"،[٣] كما أمر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من أراد الاعتكاف معه أن يعتكف في العشر الأواخر،[٤] والحكمة من الاعتكاف في العشر الأواخر مساعدة المسلم على الابتعاد عن المحرمات وفعل الطاعات والقربات، والخلو بالنفس ومحاسبتها وتضاعف القدرة على الخشوع والتفكّر وإحسان العبادة.[٥]


هل للاعتكاف فضل مخصوص في شهر رمضان؟ لمعرفة ذلك يمكنك الاطلاع على هذا المقال: فضل الاعتكاف في  شهر رمضان


وجود ليلة القدر في العشر الأواخر

متى تكون ليلة القدر؟

من فضائل العشر الأواخر من رمضان وجود ليلة القدر في إحدى هذه الليالي، فعن عبد الله بن عبّاس رضي الله عنهما: "أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قَالَ: التَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ لَيْلَةَ القَدْرِ، في تَاسِعَةٍ تَبْقَى، في سَابِعَةٍ تَبْقَى، في خَامِسَةٍ تَبْقَى"،[٦] فقد دلّت الأحاديث على أنّ ليلة القدر تكون في الليالي التي تحمل أرقامًا فردية من العشر،[٤] ومن المستحب للمسلم أن يُحيي ليلة القدر بالدعاء والذكر والصلاة وقراءة القرآن الكريم، فهي ليلة عظيمة خير من ألف شهر والعمل فيها يكون أفضل وأكثر ثوابًا من العمل في غيرها، ومن صادفها فاغتنمها وأحيا ساعاتها فقد حاز خيرًا عظيمًا.[٥]


اجتهاد النبي بالأعمال الصالحة في العشر الأواخر

هل ثبت عن النبي مضاعفة الأعمال الحسنة في العشر الأخير؟

كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يُكثر من الطاعة والعبادة في العشر الأواخر، فعن السيّدة عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يَجْتَهِدُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ، ما لا يَجْتَهِدُ في غيرِهِ"،[٧] ولهذا فمن المستحب للمسلم أن يجتهد في الطاعات ويحرص على القيام والإكثار من تلاوة القرآن الكريم ومدارسته، وبذل الصدقات للمحتاجين، والتوسعة على الأهل والعيال.[٤]


العشر الأواخر فرصة لكسب أجر من قصّر في أوله

كيف يتدارك المسلم تقصيره في أول رمضان؟

إنّ في العشر الأواخر فرصة لمن لم يُحسن العمل في أوائل شهر رمضان، فإذا علم فضائل العشر وثواب العمل فيها فيمكنه تعويض هذا التقصير بمزيد من التقرّب من ربّه والحرص على تحرّي السنن في هذه الأيّام المباركة، حيث كان من هدي رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إحياء ليالي العشر الأواخر وإيقاظ أهله للصلاة معه، فهذه الليالي هي فرصة لا تُعوّض وغنيمة لا تُقدّر بثمن.[٨]


ما هي أفضل الأعمال في العشر الأواخر؟ لمعرفة ذلك قم بالاطلاع على هذا المقال: الأمور المستحبة في العشر الأواخر في رمضان


تحرّي النبي والمسلمين ليلة القدر في العشر الأواخر

ما هو الدعاء المستحب في ليلة القدر؟

أمر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- المسلمين بتحرّي ليلة القدر والتماسها في العشر الأواخر من رمضان، حيث قال: "تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في الوِتْرِ، مِنَ العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ"،[٩] ومن الأدعية التي أمر بقولها في هذه الليلة، قول الداعي: "اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ كَريمُ تُحبُّ العفوَ فاعْفُ عنِّي"،[١٠] فطلب العفو والمغفرة والاشتغال بالعمل الصالح من أفضل ما يفعله العبد في العشر الأواخر حتّى يُصادف ليلة القدر بإذن الله.[١١]


نزول القرآن الكريم في العشر الأواخر

كيف نزل القرآن في العشر الأخير؟

من فضائل العشر الأواخر نزول القرآن في ليلة القدر التي هي إحدى لياليها قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}،[١٢] والمراد بنزول القرآن الكريم في هذا الموضع هو نزوله من بيت العزّة إلى السماء الدنيا، ثمّ نزل مفرقًا من خلال الوحي إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.[١١]

المراجع

  1. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أم معقل، الصفحة أو الرقم:5595، حديث صحيح.
  2. سيد حسين العفاني، كتاب نداء الريان في فقه الصوم وفضل رمضان، صفحة 279-280. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2026، حديث صحيح.
  4. ^ أ ب ت مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 116-117. بتصرّف.
  5. ^ أ ب التويجري، محمد بن إبراهيم، كتاب موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 165. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:2021، حديث صحيح.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1175، حديث صحيح.
  8. عائض القرني، دروس الشيخ عائض القرني، صفحة 10. بتصرّف.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2017، حديث صحيح.
  10. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:3513، حديث صحيح.
  11. ^ أ ب خالد الجريسي، كتاب الصوم جنة، صفحة 146-148. بتصرّف.
  12. سورة القدر، آية:1
3566 مشاهدة
للأعلى للسفل
×