فضل تعزية أهل الميت

كتابة:
فضل تعزية أهل الميت


فضل تعزية أهل الميت

يقوم المسلم بتعزية أهل الميت، وتختلف العبارات التي يقولها المعزّي بحسب حال من يعزيهم في حال كانوا كفاراً أم مسلمين، وكذلك حال الميت نفسه، ففي تعزية المسلم للمسلم يقول: أعظم الله أجرك، وأحسن الله عزاءك، وغفر لميتك، وفي تعزية المسلم عن كافر يقول: أعظم الله أجرك، وأحسن الله عزاءك، وحين يعزّى الكافر بمن مات مسلماً يقول: أحسن الله عزاءك وغفر لميتك، وفي تعزية الكافر عمّن مات كافراً يقول: أخلف الله عليك ولا نقص عددك.[١]


وروى عمرو بن حزم -رضيَ الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (ما من مؤمنٍ يعزِّي أخاهُ بِمُصيبةٍ إلَّا كساهُ اللَّهُ سبحانَهُ من حُلَلِ الكرامةِ يومَ القيامَةِ)،[٢] ومن فضل تعزية أهل الميت كذلك ما رواه أنس بن مالك -رضيَ الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (مَن عَزَّى أخاه المؤمنَ في مصيبةٍ كَسَاه اللهُ حُلَّةً خضراءَ يُحْبَرُ بها يومَ القيامةِ ، قيل : يا رسولَ اللهِ ما يُحْبَرُ ؟ قال يُغْبَطُ).[٣][٤]

حكم التعزية والحكمة منها

تعدّ تعزية أهل الميت من الأمور التي استحبها الإسلام،[١] وجعلها سنّةً لأهل الميت، لما فيها من التصبير لهم، وحثّهم على ابتغاء الأجر والثواب من الله لما أصابهم من البلاء.[٥]


والأصل في ذلك إنّه لمّا توفي رسول الله سمع أهل البيت صوتاً يقول: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته، إنّ في الله عزاءً من كل مصيبة، وخلفاً من كل هالك، ودركاً من كل فائت، فبالله ثقوا، وإياه فارجوا، فإنّ المصاب من حُرم الثواب، فقيل إنّ الذي سُمع الصوت منه هو الخضر -عليه السّلام- وإنّما جاء يعزّي زوجات رسول الله في وفاة رسول الله.[٥]


ويسنّ لمن زار مقبرةً أو مرّ من عندها حتى لو لم يدخلها أن يقول كما قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (السَّلامُ علَيْكُم دارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وإنَّا إنْ شاءَ اللَّهُ بكُمْ لاحِقُونَ)،[٦] وفي حديث عائشة -رضيَ الله عنها- أنّ رسول الله قال لها قولي: (السَّلَامُ علَى أَهْلِ الدِّيَارِ مِنَ المُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَيَرْحَمُ اللَّهُ المُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَالْمُسْتَأْخِرِينَ).[٧][٨]

كيفية التعزية

يتضمّن لفظ التعزية الدعاء للميت ولأهله بالصبر على ما أصابهم، ومن ذلك ما ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حين أتاه خبر أنّ امرأة قد توفى ابنها، فأرسل لها رسول الله السّلام وقال: (لِلَّهِ ما أخَذَ ولِلَّهِ ما أعْطَى، كُلٌّ بأَجَلٍ، فَلْتَصْبِرْ ولْتَحْتَسِبْ).[٩][١٠]


ومنه الدعاء للميت باسمه، كما ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأَبِي سلمة، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ في المَهْدِيِّينَ، وَاخْلُفْهُ في عَقِبِهِ في الغَابِرِينَ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يا رَبَّ العَالَمِينَ، وَافْسَحْ له في قَبْرِهِ، وَنَوِّرْ له فِيهِ)،[١١][١٢] ويستحب لأقرباء الميت ومعارفهم من الأصدقاء والجيران أن يقوموا بصنع الطعام لأهل الميت مواساة لهم ووقوفاً معهم في مُصابهم.[١٣]


المراجع

  1. ^ أ ب زين الدين المُنجّى (2003)، الممتع في شرح المقنع (الطبعة 3)، مكة المكرمة :مكتبة الأسدي، صفحة 658، جزء 1. بتصرّف.
  2. رواه الألباني ، في صحيح ابن ماجه ، عن عمرو بن حزم ، الصفحة أو الرقم:1311 ، حسن .
  3. رواه الألباني ، في أحكام الجنائز، عن أنس بن مالك ، الصفحة أو الرقم:206، له شاهد مقطوعا وهو حسن بمجموع الطريقين.
  4. سامي محمد ، العمل الصالح، صفحة 257. بتصرّف.
  5. ^ أ ب عبد الواحد الروياني (2009)، بحر المذهب (الطبعة 1)، بيروت :دار الكتب العلمية، صفحة 596، جزء 2. بتصرّف.
  6. رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:249، صحيح .
  7. رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن عائشة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم:974 ، صحيح .
  8. أحمد الخليل ، شرح زاد المستقنع، صفحة 346، جزء 2. بتصرّف.
  9. رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن أسامة بن زيد ، الصفحة أو الرقم:6602، صحيح .
  10. محمد عويضة ، الضياء اللامع من صحيح الكتب الستة وصحيح الجامع، صفحة 252. بتصرّف.
  11. رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن أم سلمة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم:920، صحيح .
  12. محمد التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة 1)، الأردن :بيت الأفكار الدولية، صفحة 685، جزء 2. بتصرّف.
  13. أبو إسحاق الشيرازي (1983)، التنبيه في الفقه الشافعي (الطبعة 1)، بيروت :عالم الكتب، صفحة 53. بتصرّف.
4976 مشاهدة
للأعلى للسفل
×