فضل دعاء السفر
دعانا الإسلام أن نبقى على صلة دائمة بالله تعالى في جميع أوقاتنا لما لذلك من فوائد عظيمة تعود على الفرد، ومن ذلك أنه علمنا أن ندعو الله تعالى في حلنا وفي ترحالنا، كما أنّ المسافر يحتاج لأن يشعر بمعيّة الله تعالى في سفره لما في ذلك من تعب ومشقة، كما جاء في الحديث الشريف: (السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ العَذَابِ، يَمْنَعُ أحَدَكُمْ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ ونَوْمَهُ، فَإِذَا قَضَى نَهْمَتَهُ، فَلْيُعَجِّلْ إلى أهْلِهِ).[١]
ومن هنا كان الحثّ على دعاء السفر؛ لأنّ فيه الكثير من المعاني والفضائل العظيمة، ومنها ما يأتي:
- دعاء السفر يُذكّر المسافر بحقيقة التوفيق وأنه من الله تعالى وحده دون غيره.
- شعور المسافر بحفظ الله تعالى له في رحلته طالت أم قصرت.
- حاجة المسافر للطمأنينة والابتعاد عن الخوف تتحقق من خلال الدعاء الذي هو صلب العبادة.
- المسافر في دعائه يبقى على اتصال مع الله تعالى، لذلك فإنّ حسناته لا تتوقف بل تتضاعف؛ لأنّ الدعاء نوع من أنواع الذكر.
- الناظر الحاذق الذي يعي معاني دعاء السفر يجد فيها من الخير ما يستودع بها نفسه وأهله من الشرور، والمعاصي، وسوء الخاتمة.
- الطلب من الله تعالى بالبقاء على الطاعة في السفر من صفات المؤمن الذي يحب الله ويلزم قربه في حلّه وترحاله.
- الدعاء من أعظم مظاهر العبادة وأجلها، بل هو العبادة بذاتها كما أخبر الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- أنّه من أسباب محبة الله تعالى لعبده؛ لأنّ الله -تعالى- يحب العبد الذي لا يفتر عن ذكره، ويلح عليه بالدعاء في كل وقت وحين.[٢]
دعاء السفر
جاء في الحديث: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا اسْتَوَى علَى بَعِيرِهِ خَارِجًا إلى سَفَرٍ، كَبَّرَ ثَلَاثًا، ثُمَّ قالَ: سُبْحَانَ الذي سَخَّرَ لَنَا هذا، وَما كُنَّا له مُقْرِنِينَ، وإنَّا إلى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ، اللَّهُمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ في سَفَرِنَا هذا البِرَّ وَالتَّقْوَى، وَمِنَ العَمَلِ ما تَرْضَى، اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هذا، وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ في السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ في الأهْلِ، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ المَنْظَرِ، وَسُوءِ المُنْقَلَبِ في المَالِ وَالأهْلِ، وإذَا رَجَعَ قالَهُنَّ، وَزَادَ فِيهِنَّ: آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ).[٣]
آداب السفر
للسفر آداب عديدة يُستحب أن يُراعيها المُسافر، ومنها ما يأتي:[٤]
- إخلاص النية لله سبحانه وتعالى.
- أن يستعد للسفر معنوياً ومادياً؛ من تجهيز المال والأوراقة المطلوبة.
- يُستحب أن يودّع المسافر أهله وأصحابه.
- قول الأدعية المأثورة أثناء السفر.
- أن يختار رفقة صالحة تُعينه في طريق سفره.
- أن يلتزم بالأنظمة والقوانين في المطار وعند ركوب الطائرة.
- ألّا يرفع صوته في الأماكن العامة.
المراجع
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن ابو هريرة، الصفحة أو الرقم:1804.
- ↑ سعيد بن مصطفى دياب، فضل الدعاء وآدابه، صفحة 42. بتصرّف.
- ↑ رواه الامام مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1342، صحيح.
- ↑ "آداب السفر"، شبكة الألوكة.