سورة إبراهيم
سورة إبراهيم واحدةٌ من السور المكية وهي من مثاني القرآن، ونزلت على الرسول الكريم قبل سورة الأنبياء وبعد سورة الشورى، وترتيبها سبعون من حيث النزول، أما ترتيبُها في المصحف العثماني فهو الرابعة عشرة، وتقع آياتها البالغة اثنتين وخمسين آية في الأرباع السادس والسابع والثامن من الحزب السادس والعشرين من الجزء الثالث عشر، وافتتحت السورة آياتها بالحروف المقطعة "الر"، وحملت هذه السورة اسم أبو الأنبياء إبراهيم -عليه السلام- تكريمًا له، وهذا المقال يُسلط الضوء على سورة إبراهيم من نوافذ عدة.
مضامين سورة إبراهيم
سورة إبراهيم كواحدةٍ من السور المكية تهتم بما تهتم به السُّور المكية المتعلقة بأمور العقيدة والوحدانية وسائر الأحكام الأخرى، وقد اشتملت هذه السورة على عدة المضامين الآتية:
- الإشارة إلى معجزة الله الخالدة بلغة العرب ألا وهي القرآن الكريم.
- التركيز على أعظم النِّعم التي امتن بها الله على عباده ألا وهي نعمة الإيمان بالله ونبذ ما سواه.
- خطاب إبليس في النار لأتباعه.
- الإشارة إلى الكلمة الطيبة وهي كلمة التوحيد، وأنها أفضل ما يمتلك المرء من خلال التطرق إلى قصة إبراهيم -عليه السلام- كنموذجٍ للمؤمن الحقّ.
- اختتام السورة بتوضيح خطورة الكفر وأنها من أشد النِّقم التي قد تحل بالمرء. [١][٢]
فضل سورة إبراهيم
سورة إبراهيم لم يرد في فضلها بالجملة شيئًا يُذكر ضمن الأحاديث الصحيحة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- لكن جاء ذكرٌ لبعض آياتها ضمن الأحاديث والآثار الصحيحة ومنها: ما جاء في سؤال القبر في إشارةٍ إلى الآية الواردة في السورة: "يُثَبِّتُ اللَّـهُ الَّذينَ آمَنوا بِالقَولِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّـهُ الظّالِمينَ وَيَفعَلُ اللَّـهُ ما يَشاءُ"[٣] فقال عنها الرسول الكريم:" نزلتْ في عذابِ القبرِ؛ فيقالُ لهُ: مَنْ ربُّكَ؟ فيقولُ: ربيَ اللهُ ونبيِّي محمدٌ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-" [٤]، وسألت عائشة -رضي الله عنها- النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عن قوله تعالى: "يَومَ تُبَدَّلُ الأَرضُ غَيرَ الأَرضِ وَالسَّماواتُ وَبَرَزوا لِلَّـهِ الواحِدِ القَهّارِ"[٥] فأين يكون الناس؟ قال: على الصراط" [٦][٧]
فضل آية لئن شكرتم لأزيدنكم
قال تعالى: "وَإِذ تَأَذَّنَ رَبُّكُم لَئِن شَكَرتُم لَأَزيدَنَّكُم وَلَئِن كَفَرتُم إِنَّ عَذابي لَشَديدٌ"[٨] واحدةٌ من آيات سورة إبراهيم التي جاءت للإخبار وأخذ العبرة؛ إذ إنه لم يرد في كتب التفسير وأسباب النزول المعتمدة شيءٌ ثابتٌ يتعلق بسبب نزول هذه الآية أو فيمن نزلت.
في هذه الآية الكريمة يُرشد سبحانه إلى طريقةٍ مُثلى في زيادة النِّعم، ألا وهي شُكرها بحمد الله والثناء عليه على النعمة أو النعم التي امتنّ بها على العبد، وفي المقابل من كفر، والكفر في هذه الآية عدم شُكر الله على نعمه يكنْ سببًا في إحلال العذاب على العبد بزواله عنه.
لم يَرِد في هذه الآية الكريمة فضلٌ على وجه الخصوص إلا ما جاء في فضل قراءة آيات القرآن الكريم عمومًا فالحرف بحسنةٍ والحسنة بعشرة أمثالها، كما يُمكن استنتاج فضلٍ مرتبطٍ بهذه الآية ألا وهو زيادة النعم من خلال كثرة شُكر المولى عليها، وقال في ذلك الشأن الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "عجبًا لأمرِ المؤمنِ، إن أمرَه كلَّه خيرٌ، وليس ذاك لأحدٍ إلا للمؤمن، إن أصابته سراءُ شكرَ؛ فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراءُ صبر فكان خيرًا له". [٩][١٠][١١]
المراجع
- ↑ سورة ابراهيم (هدف السورة: نعمة الإيمان ونقمة الكفر)،, "www.kalemtayeb.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 10-10-2018، بتصرف
- ↑ تفسير القرآن التحرير والتنوير سورة إبراهيم،, "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 10-10-2018، بتصرف
- ↑ {إبراهيم: الآية 27}
- ↑ الراوي: البراء بن عازب، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2871، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑ {إبراهيم: الآية 48}
- ↑ الراوي: عائشة، المحدث: ابن حبان، المصدر: صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 331، خلاصة حكم المحدث: أخرجه في صحيحه
- ↑ مقاصد سورة إبراهيم،, "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 10-10-2018، بتصرف
- ↑ {إبراهيم: الآية 7}
- ↑ الراوي: صهيب بن سنان، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2999، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑ تفسير قوله تعالى: لئن شكرتم لأزيدنكم.،, "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 10-10-2018، بتصرف
- ↑ تفسير: (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد)،, "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 10-10-2018، بتصرف