محتويات
سورة الأعلى
تسميتها ومناسبتها لما قبلها
سُميّت سورة الأعلى بهذا الاسم لما ورد في أوّل آياتها، في قول الله تعالى: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى)،[١] ونزلت سورة الأعلى في مكّة المكرمة على الراجح من أقوال العلماء، وقد جاء ترتيبها في القرآن الكريم بعد سورة الطارق؛ حيث تحدّثت سورة طارق عن خلق الإنسان؛ فقال تعالى: (فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ)،[٢] كما ذكرت خلق النبات، فقال الله تعالى: (وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ)؛[٣] فدلّ ذلك على الخالق الأعلى؛ وفي هذا مناسبةٌ لسورة الأعلى؛ بدايتها وموضوعاتها.[٤]
عدد آياتها وموضوعاتها
سورة الأعلى تسع عشرة آيةً باتّفاقٍ، وقد جاءت آياتها؛ لتحثّ على تنزيه أسماء الله تعالى وتقديسها،[٥] وسورة الأعلى هي السورة الثامنة من حيث النزول؛ فقد ذكر جابر بن زيد أنّ سورة الأعلى نزلت بعد سورة التكوير وقبل سورة الليل، ورُوي عن ابن عباس وعكرمة والحسن -رضي الله عنهم أجمعين- أنّها السابعة؛ حيث قالوا: "أول ما نزل من القرآن: اقرأ باسم ربّكَ، ثمّ إنّ، ثمّ المزمل، ثمّ المدثر، ثمّ تبّت، ثمّ إذا الشمس كورت، ثمّ سبّحِ اسم ربّكَ"، وأمّا جابر بن زيدٍ -رحمه الله- فقد عدّ الفاتحة بعد المدثِّر ثمّ عدّ البقيّةَ، فهي عنده السورة الثامنة، ولم يختلف أهل العلم على أن سورة الأعلى من السور الأوائل.[٦]
فضل سورة الأعلى
ذكر أهل العلم العديد من الأحاديث الواردة في فضل سورة الأعلى؛ ومن ذلك اختصاص رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لها بقراءتها في صلواتٍ بعينها، ومنها: صلاة الجمعة، وصلاة العيديْن، وصلاة الظهر، وركعة الوتر،[٤] إلّا أنّه لم يرد إلّا عددٌ قليل من الأحاديث الصحيحة في فضلها،[٧] وفيما يلي ذكر بعض الأحاديث الصحيحة التي وردت في فضل سورة الأعلى مع بيان درجتها:[٧]
- ما روي عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- أنّه قال: "لما نزلت (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ)، قال رسول اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: اجعلوها في ركوعِكم، فلما نزلت (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) قال: اجعلوها في سجودِكم".[٨][٧]
- عن عمران بن الحصين رضي الله عنه: "أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ صَلَّى الظُّهْرَ، فَجَعَلَ رَجُلٌ يَقْرَأُ خَلْفَهُ بسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى، فَلَمَّا انْصَرَفَ قالَ: أيُّكُمْ قَرَأَ، أوْ أيُّكُمُ القَارِئُ، فَقالَ رَجُلٌ أنَا، فَقالَ: قدْ ظَنَنْتُ أنَّ بَعْضَكُمْ خَالَجَنِيهَا".[٩]
- عن جابر بن عبد الله أنّه قال: "صَلَّى مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ الأنْصَارِيُّ لأَصْحَابِهِ العِشَاءَ. فَطَوَّلَ عليهم فَانْصَرَفَ رَجُلٌ مِنَّا. فَصَلَّى فَأُخْبِرَ مُعَاذٌ عنْه فَقالَ: إنَّه مُنَافِقٌ فَلَمَّا بَلَغَ ذلكَ الرَّجُلَ دَخَلَ علَى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فأخْبَرَهُ ما قالَ مُعَاذٌ فَقالَ له النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أتُرِيدُ أنْ تَكُونَ فَتَّانًا يا مُعَاذُ؟ إذَا أمَمْتَ النَّاسَ فَاقْرَأْ بـالشَّمْسِ وضُحَاهَا، وسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى، واقْرَأْ باسْمِ رَبِّكَ، واللَّيْلِ إذَا يَغْشَى".[١٠]
- تُعدّ سورة الأعلى من سور التسبيح؛ فقد روي عن العرباض بن سارية رضي الله عنه: "أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ لا يَنامُ حتَّى يقرأَ المسبِّحاتِ، ويقولُ: فيها آيةٌ خيرٌ من ألفِ آيةٍ".[١١]
المراجع
- ↑ سورة سورة الأعلى، آية:1
- ↑ سورة سورة طارق، آية:5
- ↑ سورة سورة طارق، آية:12
- ^ أ ب أنور الداود النبراوي (1/11/2012)، "تفسير سورة الأعلى"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 10/1/2022. بتصرّف.
- ↑ "سورة الأعلى "، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 10/1/2022. بتصرّف.
- ↑ ابن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 272. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ".سورة الأعلى"، نداء الإيمان، اطّلع عليه بتاريخ 10/1/2022. بتصرّف.
- ↑ رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم:869، سكت عنه وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمران بن الحصين، الصفحة أو الرقم:398 ، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:465، حديث صحيح.
- ↑ رواه الألباني ، في صحيح الترمذي، عن العرباض بن سارية ، الصفحة أو الرقم: 3406، حديث حسن.