محتويات
فضل سورة الإنسان
الفضل الخاص للسورة
سورة الإنسان من سور المفصّل في القرآن الكريم،[١]والتي فضّل الله بها رسوله على سائر الأنبياء، فقد روى واثلة بن الأسقع -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (أُعطِيتُ مكانَ التَّوراةِ السَّبعَ الطّوالَ، وأُعطِيتُ مكانَ الزَّبورِ المئِينَ، وأُعطِيتُ مكانَ الإنجيلِ المثانيَ، وفُضِّلْتُ بالمفَصَّلِ).[٢][٣]
ولم يرد في السورة فضل خاص صحيح غير ذلك، وما جاء أنّ جزاء مَن يقرؤها الجنة والحرير هو حديث موضوع،[٤]وما رُوي فيها أنّ "من قرأ سورة الدهر لم يكن في الجنّة أعلى منه إلّا نبيّ"، كلام لا أصل له، وتدخل السورة بفضل قراءة القرآن عموماً، وبيان ذلك فيما يأتي.[٥]
الفضل العام للسورة
يشمل قراءة سورة الإنسان الأجر الذي يحصله المسلم من قراءة القرآن، والذي نصّت عليه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، فقد قال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّـهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ* لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ)،[٦]
وجاء عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (يقالُ لصاحِبِ القرآنِ: اقرأ، وارتَقِ، ورتِّل كَما كُنتَ ترتِّلُ في الدُّنيا، فإنَّ منزلتَكَ عندَ آخرِ آيةٍ تقرأُ بِها).[٧][٨]
تعريف عام بسورة الإنسان
سورة الإنسان من السور التي اختلف في تصنيفها إن كانت مكيّة أم مدنيّة، فقال بعض العلماء إنّها مكيّة وقال آخرون هي مدنيّة، ففي المصحف الذي يتداوله الناس تعتبر من السور المدنية، أمّا مضمون آياتها فإنها تعتبر من مضامين السور المكيّة، ويبلغ عدد آياتها واحد وثلاثين آية.[٩]
ونزلت بعد سورة الرحمن، والتي نزلت بعد صلح الحديبية وقبل غزوة تبوك، وتعود تسمية السورة لقول الله -تعالى-: (هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا).[١٠][١١]
ويقع ترتيب سورة الإنسان في القرآن بعد سورة القيامة، والتي تشترك معها في استخدام أسلوبي الترغيب والترهيب، وقد جاءت سورة الإنسان لبيان ما كان للشرائع السماوية من أثر في إعلاء شأن الإنسان.[١١]
وبيّنت الآيات الكريمة فضل إطعام الطعام وأن يقدّم الإنسان لغيره ما يحب ابتغاء الأجر والثواب من الله -تعالى-، ودخول الجنّة يوم القيامة، والتنعم بما فيها من أصناف النعيم التي أخبر عنها رسول الله مما لا عينٌ رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.[١٢]
وذكرت الآيات المدّة التي خلق الله فيها آدم -عليه السّلام-، وأمر الله لنبيّه -صلّى الله عليه وسلّم- بالصبر وقيام الله، وذكر ما تفضّل الله به على العباد من خلقهم وإحكامه في خلقهم، وتوكيل الأمر كله لمشيئة الله -سبحانه وتعالى-، فقال -تعالى-: (يُدْخِلُ مَن يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا).[١٣][١٤]
المراجع
- ↑ محمد الطرهوني (1414)، موسوعة فضائل سور وآيات القرآن/ القسم الصحيح (الطبعة 2)، جدة :مكتبة العلم، صفحة 211، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني ، في صحيح الجامع ، عن واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة ، الصفحة أو الرقم:1059، صحيح .
- ↑ محمد الطرهوني (1414)، موسوعة فضائل سور وآيات القرآن/ القسم الصحيح (الطبعة 2)، جدة :مكتبة العلم، صفحة 134، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ نبيل جرار (2007)، الإيماء إلى زوائد الأمالي والأجزاء (الطبعة 1)، الرياض :أضواء السلف، صفحة 175، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ ابن الأحنف اليمني (2018)، البستان في إعراب مشكلات القرآن (الطبعة 1)، المملكة العربية السعودية :مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، صفحة 193، جزء 4. بتصرّف.
- ↑ سورة فاطر ، آية:29-30
- ↑ رواه الألباني ، في صحيح الترمذي ، عن عبد الله بن عمرو ، الصفحة أو الرقم:2914، حسن صحيح .
- ↑ مصطفى البغا (1998)، الواضح في علوم القرآن (الطبعة 2)، دمشق :دار الكلم الطيب / دار العلوم الانسانية، صفحة 30. بتصرّف.
- ↑ جعفر شرف الدين (1420)، الموسوعة القرآنية، خصائص السور (الطبعة 1)، بيروت :دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، صفحة 273، جزء 10. بتصرّف.
- ↑ سورة الإنسان ، آية:1
- ^ أ ب جعفر شرف الدين (1420)، الموسوعة القرآنية، خصائص السور (الطبعة 1)، بيروت :دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، صفحة 281، جزء 10. بتصرّف.
- ↑ أسامة سليمان ، دروس الشيخ أسامة سليمان، صفحة 1، جزء 23. بتصرّف.
- ↑ سورة الإنسان ، آية:31
- ↑ مقاتل بن سليمان (1423)، تفسير مقاتل بن سليمان (الطبعة 1)، بيروت :دار إحياء التراث ، صفحة 519، جزء 4. بتصرّف.